عندما يرفع الشعب بكافة شرائحه وفئاته شعار – المجلس الانتقالي الجنوبي يمثلنا – معناه بصريح العبارة أن على المجلس أن يتولى القيادة السياسية بشقيها الخارجي والداخلي والقيادة الميدانية بمحوريها التنظيمي والإداري يمارس سلطته التنفيذية والمحلية ، وهي مسئولية كبرى تتحملها هيئة رئاسة المجلس تعتمد على الإسهام الدائم في كل حدث وفعالية للتوجيه والإرشاد والدعم المعنوي والمادي المباشر لإنجاحه طالما نتائجه تنعكس في مصلحة الجنوب وإقامة هيئات ومؤسسات دولته . فظهور هيئة رئاسة المجلس الانتقالي المستمر والتعبير المعلن عن موقفه المناوئ والرافض لأشكال الفساد والوقوف الفعلي إلى جانب مطالب الشعب وقضاياهم له بالغ التأثير في نفوس الناس يخفف من معاناتهم ويدفعهم للالتفاف حول من يمثلهم يعكس همومهم لا يتغيب عنهم ولا يتوارى عن أعينهم . كما أن النزول الميداني اليومي لرؤساء وأعضاء دوائر المجلس الانتقالي إلى المديريات ومرافق العمل والإنتاج بغرض متابعة سير العمل المتعثر أصلاً وإعطاء التوجيهات لتشغيلها والإطلاع على مكامن ضعف الأداء وتصحيحها وتلمس أحوال العاملين والاجتماع بهم والتفاعل مع شكاويهم للمساعدة في معالجتها وتوفير متطلباتهم وملئ فراغهم المعلوماتي سياسياً ونقابياً كل ذلك له مردود إيجابي للتطور المنشود في الجنوب . المجلس الانتقالي الجنوبي ليس مكوّن سياسي أو حزب حتى يمد يده للمعارضين له أو للرافضين لوجوده من بعض المكونات الجنوبية للتحاور معهم ، فالحوار معهم لن يجدي ولن يفضي إلى شيء غير أنه مضيعة للوقت وتصغير لحجم ومكانة المجلس الانتقالي لا من أجل الجنوب ولكن لمآرب في نفوس أفراد يريدون تحقيق مصالح شخصية تعيق أي تقدم نحو تحقيق أهداف الجنوب المنشودة ، وهذا لا يعني أنه غير مسئول عنهم لأنه يعتبر حكومة في المرحلة الانتقالية الراهنة ، حكومة في دولة جنوبية رئيسها عيدروس قاسم الزبيدي المفوّض من قبل الشعب الجنوبي . ومن الطبيعي أن يكون للحكومة معارضة مثلما لها من المؤيدين كسائر الحكومات في بلدان العالم من حقها أن تدخل في انتخابات تنافسية ، هذا الحق تكفله لها الديموقراطيات والحقوق والحريات . وعلى هذا الأساس فإن المرحلة الانتقالية هذه في الجنوب بإمكانها أن تشهد نشاطاً سياسياً جنوبياً محموماً لمكونات ومجالس ينبغي لها أن تنتقل من وضع الثورة إلى وضع الدولة مع بقاء الحالة الثورية ، وبالاعتماد على الشباب المعطاء وهم الأكثر حيوية ونشاط لابد من البدء بإنشاء المؤسسات الحزبية الجنوبية لكل مكون ومجلس في الحراك الجنوبي وتقديم وثائقه وتصوره حتى يحق له الدخول في المعترك السياسي والتهيئة لخوض الانتخابات الحرة المباشرة إلى جانب الأحزاب الجنوبية القديمة كالجمعية العدنية وحزب الأمة والحزب الوطني وحزب رابطة أبناء الجنوب العربي ومؤخراً التجمع الديموقراطي الجنوبي (تاج) ، ليشاركوا في الحكم من خلال السلطات الثلاث القضائية والتشريعية والتنفيذية وكذا في منظمات المجتمع المدني والجماهيري حسب النتائج دون إقصاء بالاعتماد على التمثيل النسبي لمناطق الجنوب مع منح حضرموت تمثيلاً يتناسب مع ما تحتله المحافظة من وضع أكبر في المساحة والسكان والثروة بناءً على مخرجات مؤتمر حضرموت الجامع .