في ظل غياب خطط وإستراتيجية البناء الحديثة لحج من خضيرة الى قاحلة. تؤكد الكثير من المشاهد ان عددا كبيرا من المسؤولين في محافظة لحج لا يعلمون قيمة الارض الزراعية ولا يعون اهميتها ولا يدركون مخاطر البناء عليها ولم يستوعبوا بعد معنى الحفاظ عليها وعلى تربتها وإمام هذا كله كان من الطبيعي ان تتوارى اصوات الرفض وتتلاشى معاني الاحتجاج وتحتضر حده الغضب على اهدار المساحات الزراعية التي طمست بفعل فاعل والأشجار التي قطعت والمروج الخضراء التي اقتلعت. وكانت من قبل مغروسة في قلب الارض الزراعية،ونجزم يقينا ان ما حصل وما قد يحصل لاحقا من تدمير ممنهج للأرض الزراعية لم يكن اعتداء سافرا على الزراعة وحدها فحسب إنما يتعدى ذلك الى اعتداء على الهواء الذي نستنشقه والخضرة التي نستأنس برؤيتها والبيئة التي نألفها ونحلم بها انطلاقا من كون هذا الفعل التدميري انما هو تدمير للصحة العامة ولكل مظاهر الاصحاح البيئي وتهميش مستقصد لحياة الانسان الذي اذا ما عاش حياة فسوف يعيش حياة مدمره من كل الجوانب فبجانب بلاوي وويلات الحرب وما تخلفه من مصائب وكوارث تحط رحالها على عاتق هذا المواطن تأتي هذه الظاهرة لتكمل ما نقص من شوائب ومنقصات الحياة عند المواطن الحجي مما ينعكس على طبيعة حياته وكل شؤونه.
تقرير/محمدمرشدعقابي:
غياب استراتيجية الاعمار.
عرفت لحج ومنذ قديم الزمن بأراضيها الزراعية الخصبة وجودة تربتها ونقاء اجوائها وتعدد المحاصيل التي تزرعها وتنتجها اراضي هذه المحافظة الولادة والتي كانت حبلى بالثمار والخيرات التي ترفد الخزينة الاقتصادية للدولة وتدر اليها الملايين،والتي على اثر هانا لت لحج شهرة جارفة وكبيرة ليس على مستوى اليمن فحسب بل على مستوى الوطن العربي وبعض دول العالم وذاع صيت ارض الدان والفل والكاذي ليصل معظم اصقاع العالم ولعل بستان الحسيني الذي تغنى وتغزل فية المع الشعراء والفنانين والأدباء والمثقفين. حيث اشتهرت لحج بمزروعاتها ومحاصيلها وتفوقت في منتجاتها المختلفة على الكثير من المدن اليمنية ومدن الشرق الاوسط الامر الذي مهد لها طريق النجاح لتكون من اكثر المحافظاتاليمنية شهرة وأعلاها كعبا،ولم يقتصر الامر عند حد زراعة المحاصيل النقدية كالقطن في بساتين لحج الخضيرة بل تعداه ايضا إلى مزروعات لأتقل أهمية عنه كما هو الحال بأشجار المانجو والموز والليمون(الليم الحامض)والجوافة ونبات السمسم الاكثر حضورا في السوق المحلية ناهيك عن مختلف انواع الخضار والفواكه كالطماطم والباباي والباذنجان والكوسة والبامية والبصل والثوم ومختلف انواع الحبوب ويكفي في كل صباح ان تدير(زر)مذياع الاذاعات المحلية لتعرف كم هي المحاصيل والمنتجات التي تصدرها محافظة لحج يوميا وتعزز وتر فدبها الاسواق اليمنية المحلية. ومن هذا المنطلق فان البناء على الاراضي الزراعية معناه غياب روح المسؤولية وغلو وضبابية في التفكير وإعلان حرب شعراء على كل ما هو جميل بما يفسر انعدام وجود مشروع او خطة استراتيجية واضحة للتنمية في هذه المحافظة ودلالة عامة وشاهد عيان على ان كل الاشياء في لحج خاضعة للعشوائية والارتجالية. ومؤلم جدا ان نتحدث عن ارتفاع اسعار الحبوب والفواكه والخضار ولدينا ثروة (مطمورة) بالخيرات لم تستغل كما يجب وبدلا من ذلك ارتفعت عليها اعمدة الحديد وكتل الاسمنت في استنتاج واضح على اننا شعب متخلف لا تهتم بأبسط مقومات الحياة ولأنفقه في شيء أسمة التخطيط العمراني السليم ولا نقيم وزنا للتنمية ومرتكز اتها وأننا شعب تربطه علاقة وثيقة لا خلاص منها بالعشوائية وعدم التحضر.
الاتجاه نحو الاكتفاء الذاتي.
بالتأكيد فان كل الشكاوي وإقامة العزاء على فقدان وضياع الاراضي الزراعية او اجزاء كبيرة منها في مديريات المحافظة وقراها ومناطقها الزراعية حاليا لا يفيد ويجب عدم التوقف عند فاجعته وإنما الحل يكمن في استغلال ما بقي منها لإنتاج المحاصيل الزراعية التي ستساعد على التخفيف من حدت ارتفاع الاسعار وأيضا تشغيل الايادي العاملة من فئات المعدمين من ابناء المحافظة الذين ليس لديهم اي مصادر دخل تدر اليهم بالمال بما يحقق ولو على المدى البعيد الاكتفاء الذاتي كما هو حاصل في بعض البلدان المجاورة كسوريا والأردن ولبنان على سبيل المثال لا للحصر وأتصور ان بلدنا وبما تملكه من ارض وخامات زراعية قادرة متى ما استغلت بالشكل الصحيح والسليم ما تمتلكه من اراضي عذراء وخصبة ان تمنحنا الاكتفاء الذاتي الذي ننشده ويحقق لنا الفائض النقدي الذي نا مله والذي لا يمكن ان يتحقق الى من خلال العناية اولا بالأرض الزراعية وعدم التفريط بمساحتها تحت يافطة(الاعمار)ومن ثم اقامة الحواجز والمصدات والسدود لضمان حمايتها من اضرار السيول وكذا لضمان ترشيد وصول المياه اليها في المناطق التي تشهد نزول امطار وسيول.
وقعة الاعمار.
جميل جدا ان تتسع رقعة الاعمار والبناء والتنمية وتحدث نهضة تنموية شاملة في هذا المقام والأجمل ان تزداد مواقع التخطيط الحضري لكن يجب إلا يكون ذالك على حساب الارض الزراعية واستقطاع مساحات منها فهناك بدائل كثيرة بالإمكان الاتجاه اليها بعيدا عن اماكن الزراعة كما هو الحال بالمساحات التي تربط محافظتي (عدنولحج)الخالية في معظمها تماما من مظاهرا الزراعة ولوقوع غالبيتها على الشريط الصحراوي وهي المنطقة الانسب لأي توسع او انفجار عمراني واستثمارات اذا ما احسنت الدولة والسلطات المسؤولة بالمحافظة تهيئتها وإعدادها بالشكل المطلوب والمأمول وتزويدها بما تحتاجه من مظاهر الحياة وتمكنها قبل ذلك من ايقاف عجلة الفوضى العارمة الغير خلاقة والعشوائية التي تكتنف عملية البناء فيها ولا تتصور هنا. ان عاقلا يؤيد فكرة البناء على الاراضي الزراعية حتى وان كانت اراضي بور(مجدبة)اذ لا يعني عدم الاهتمام بها وصعوبة وصول المياه(مياه الري)اليها التفريط بها والبناء عليها انطلاقا من كونها اي الاراضي الزراعية تعتبر مرتكزا مهما من مرتكزات وأسس ومداميك التنمية في اقتصاد البلد ومنطلقا اساسيا ينبغي التركيز عليها مثلها مثل الثروة النفطية وغيرها من الثروات تلتي ترفد الخزينة العامة للدولة حيث ان بفقد انها تفقد الدولة احد اوجه الاقتصاد المحلي وضلع مهم من أضلاع الثروات المساعدة في دعم وتعزيز وإسناد الاقتصاد الوطني،ولكونها ايضا تعتبر من اهم مصادر دخل الفرد الحجي خاصة واليمني بشكل عام وهي من تضع للموا طنا لحلول والمعالجات التي تخفف من وطأة ما يعانيه من فقر. حيث ان الغالبية العظمى من ابناء لحج يعيشون تحت خط الفقر المدقع ولكون المحافظة تعتبر بحسب تصنيف العديد من الهيئات والمنظمات الدولية تعتبر من افقر محافظات الجمهورية ونسبة الفقر والمرض والجهل متفشية بشكل كبير بين ابنائها منذ ما قبل الوحدة مرورا بها وصولا الى الوقت الراهن بسبب اهمال السلطات الحكومية لها فمعظم اهالي في مديريات لحج يعتمد اعتماد على الجانب الزراعي كمصدر دخل في معترك هذه الحياة يبقيهم على قيدها في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة والطاحنة. وأبناء لحج الخضيرة والبلاد المحروسة كما يحب ان يسميها الكثير البلاد التي انجبت الكثير من رواد العلم والمعرفة والثقافة والفن والأدب ،البلاد التي تخضبت تربة كافة محافظاتاليمن بدماء ابنائها الطاهرة والزكية والذين يتواجدون في مختلف جبهات العزة والكرامة دفاعان الشرعية والجمهورية،شباب لحج بمختلف مديرياتها منتشرون ومتواجدون في كل جبهة يسطرون اروع ملاحم الدفاع عن مقدرات الوطن وسلامة اراضية وذودا عن الشرعية والجمهورية منخرطين في اطار المقاومة الشعبية ضد جماعة الحوثي المسلحة،وكل يوم ويسقط ابناء لحج بين شهيد وجريح في مختلف الجبهات وكل يوم ولحج تزف شهيدا او اكثر وكل يوم وأبناء لحج لهم الصولات والجولات والشرف في تحقيق منجز التحرر لمناطق كانت رهينة الاعتقال للمقاتلين الحوثيين. فلحج الذي يشهد لأبنائها بالولاء الوطني والتفاني والإخلاص والتضحية لأجل هذا الوطن هل لا تستحق جزء فقط جزء وبس من اهتمام الحكومة والدولة نظير ما تقدمة يوميا من تضحيات في شتى جبهات النضال الوطني سواء كان نضالا مسلحا او مدنيا او ثقافيا او فنيا او علميا.