نحن ضد الإرهاب بكل أشكاله وصوره ، ولكن دعونا نرى أين يكمن الإرهاب وكيف ينموا ومن أين يأتي ، حتى نستطيع ان نقف ضده لنحاربه من جذوره ، لا ان نجعله تهمة مكايدات سياسية تطلق على أي خصم لطرف معين . يقول المثل الشعبي لا ترمي بيوت الناس وبيتك من زجاج . هذا المثل ينطبق اليوم على قواعد حزب الإصلاح الذين يشن هجوماً لاذعاً على القيادي السلفي ابو العباس يتهمونه بالإرهاب متناسين ان هناك قيادات في حزبهم تم تصنيفها أمريكياً بأنها إرهابية كنفس تصنيفها لأبو العباس. تريدون القضاء على ابو العباس وجماعته بدعوى انكم تحاربون الإرهاب ، وهناك قيادات في حزبكم مصنفة إرهابية كخالد العرادة شقيق محافظ مأرب والحسن ابكر قائد مقاومة الجوف ، ومن العدالة ان نحارب الإرهاب في كل المناطق المتواجد بها. مثلما تريدون محاربة الجماعة السلفية في تعز بحجة ان ابو العباس ارهابي يجب محاربة حزب الإصلاح في مأرب ومحافظها العرادة بحجة ان شقيقه والقيادي بحزب الإصلاح إرهابي ، وكذلك مقاومة الجوف ونعتبرها ميليشيات بحجة ان القيادي ابكر الإصلاحي إرهابي كمان. إذ كان ابو العباس وجماعته في تعز خلايا إرهابية فالإرهاب ليس له مكان في تعز وانما ترعرع ونشأ وتوجد أكثر خلاياه في مناطق مأربوالجوف وهي المناطق التي يسيطر عليها حزب الإصلاح. متناقضون ويريدون الشعب ان يصدقهم ! يؤيدون أمريكا ويساندونها عندما اعتبرت ابو العباس إرهابي ، متناسين ان أمريكا نفسها صنفت عدد من قيادات حزبهم كإرهابيين ، ينظرون إلى مقدار النملة من عيوب غيرهم ، ولا ينظرون لعيوبهم بمقدار حجم الفيل. امريكا عندهم على حق عندما تتهم خصومهم ، وهي على باطل عندما تتهمهم. يفجرون بالخصومة ويريدون الشعب ان يقف معهم !! كل من يختلف مع حزب الإصلاح او ينتقدهم يعتبر في نظرهم عفاشي حوثي مدسوس إرهابي . لا يرون سوى انفسهم ويريدون ان يقنعوا الشعب انهم يقفون مع قضية الوطن العامة . من ليس معهم يستخدمون كل الأساليب ليحاربونه ويقصونه . لا يقبلون النقد ولا يعترفون بسلبياتهم ويريدون ان يعتقد الشعب انهم رجال دولة وانهم الأفضل . رجال الدولة هم من يقبلون النقد من الجميع بصدور واسعة ، فمن لم يتسع صدره لرأي ناقد كيف سيتسع صدره ومشروعه لشعب بأكمله . عندما تنتقد أخطاء حزب الإصلاح يكون ردهم عقيم ويطلقون عليك مدسوس عفاشي حوثي ولا يردون عليك الرد المطلوب بتوضيح الجانب الذي تم انتقادهم فيه ليثبتوا صوابيتهم بأدلة وبراهين ، وهم بهذا الأسلوب يثبتون على أنفسهم بأنهم مذنبين ولا يعترفون بأخطائهم ولا يمكن ان يعدلوها ويعتبرون ناقدهم عدو لهم ولديهم التهم والإحكام الجاهزة لكل من ينتقدهم او يقول انهم مخطئين.
يأتي الإرهاب من التطرف. حزب الإصلاح يمارس التطرف بكل أنواعه. متطرف ادارياً لا يريد إلا ان يكون وحده فقط في المناصب والمواقع يقصي كل من حوله من الشركاء في النضال من الإطراف الأخرى ، ولا يؤمن بالوجود بموقع الوسط ويحتوي الآخرين من حوله . متطرف سياسياً يستخدم سياسة تغلق كل خطوط التواصل مع بقية الإطراف ، وهذا يمكن ان نطلق عليه تطرف سياسي احمق ، فالسياسي المرن والوسطي هو الذي يترك أبواب مفتوحة مع جميع الإطراف لا يمكن إغلاقها. متطرف إعلامياً يستخدم طريقة زرع الأحقاد وإثارة العداء وتولد الصراع مع الجميع ، وهذا إعلام إرهابي يغرس ثقافة الكراهية ويكرس الانتقام من الآخرين الذين حوله. لو نعقد مقارنة بين حزب الإصلاح والجماعة السلفية من حيث العلاقة بالإرهاب لو جدنا ان حزب الإصلاح الأكثر إدانة . الإرهاب يوجد داخل الجماعات الدينية التي لديها منهج الوصول والاستحواذ في الحكم كجماعة الحوثي وتنظيم القاعدة وغيرها. الجماعة السلفية الحق ليس لديها منهج يفرض عليها تفردها وحصولها على الحكم ، هي جماعة دينية أكثر مما هي سياسية او ليست سياسية . حزب الإصلاح يعتبر جماعة إسلامية تحمل مشروع الحكم ، وهذا ما يعني انه متقارب مع الجماعات الإرهابية من حيث السعي و الهدف المتجه نحو الحكم . الجماعة السلفية جماعة غير منظمة من السهل اختراقها ، وهذا ما يعني ان وجود اي عناصر إرهابية داخلها هدفها تشويه الجماعة البريئة من كل تلك العناصر التي تتعارض مع منهجها . حزب الإصلاح حزب منظم ومن الصعب اختراقه ، وهذا ما يعني ان وجود عناصر متهمة بالإرهاب داخل صفوف قياداته يجعل الحزب مدان بالإرهاب وجعله جزءً من توجهه واستراتيجياته. مشكلة الجماعة السلفية انها لا تملك قيادات مفكرة تتخذ إجراءات وطرق لصد المؤامرة ضد الجماعة التي تستهدف ان تجعلها إرهابية وتنسب الإرهاب إليها. لا يوجد إعلام يتبع الجماعة موجه ضد الإرهاب بشكل مستمر ، ولا يوجد نشاط شبه دائم يحارب الإرهاب ، ولا توجد طريقة تحصن الجماعة تنظفها من اي عناصر إرهابية داخلها وتصد تسلل اي عنصر إرهابي إلى داخلها. هل تصدقوا ان حزب الإصلاح كان يستطيع ان يجعل الجماعة السلفية تقف بجانبه بقوة وتتحالف معه بديمومة في لو حالة لو تعامل معها التعامل الحكيم من حيث الاحتواء وتقريبها واستشعار بعض الثوابت والمبادئ التي يتقارب الطرفان حولها والغطاء المتجانس الذي يجعلهما متشابهان معاً . ولكن مشكلة حزب الإصلاح انه كجماعة دينية لا يرى إلا نفسه فقط ولا يؤمن بالتوحد والتعاون ووجود اي جماعة إسلامية أخرى . وانه كحزب سياسي لا يرى إلا نفسه فقط ولا يريد شراكة سياسية مع أي أحزاب أخرى في الحكم.