مازالت الدنيا بخير مادام هناك من يرفع الظلم عن المظلوم . ( ظلم ) كلمة قصيرة الطول قليلة الحروف ، كتابتها سهلة ونطقها أسهل ، ولكن حدثها أليم وعقابها شديد ، سيئاتها تقسي القلب وحسناتها ترحم القلب ، فاعلها حطب لنار والمفعول به له نعيم الجنة ، حرمها الله على نفسه وعبده ، وحللها العبد لنفسه وعلى أخيه .. ولكن من اليوم لن يكون هناك ظلم ، فالبرغم أن أرضنا أصبحت ذات طابع تضاريسي قاسي ، إن لم يكن إعجازي خالي من الرحمة ، تعجز وتحرم أن يغرس بها بذرة المنصف للحقوق ، فلا تسمح بأن تنبت أشجار الخير ولا ورود الحق ولا حتى أشجار ناطقة بالمظالم ، لصعوبة إيجاد من يأخذ الحق من الظالم في هذه الأماكن ، إلى جانب قسوة تربتها المالحة ، إن لم تكن بركانية الملطخة بدماء قلوب الظالمين الذين يحجبون الماء وضوء الشمس عن البذور الحقوقية الخيرية لكي لا تنبت وترى ضوء الشمس ، ولكن ليست كل البذور متساوية بالخصال , بل مختلفة بأختلاف خصالها ونوياها وجودتها ( الحميدة او السيئة ) فيما بينها ، فبذرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة والمقاومة الجنوبية تحملت وأستطاعت أن تعيق كل هذه المعوقات لتفرض بذرتها النضالية ضد الظلم ، وتركع التربة القاسية لتخضعها وتنحني للبذرة ، التي تحملت المعوقات بصدر رحب ، لأجل ألا تضيع حقوق القوات المسلحة والمقاومة الجنوبية ، ورفع جميع المظالم ، بكافة أشكالها ، عن جميع الجنود البواسل ، وأيضاً أن لا يتلاشى عملها النضالي المقاوم لأي احتلال ، الذي بداء منذ الهجوم الغاشم من قبل المليشيات الحوثية ، ولأجل أن ترسخ اول قاعدة حياتية ضد الظلم على جنودنا البواسل ، لتحرر مجتمعها من هذه الأفة القهرية ، ليصبحوا ذات كيان ووجود خالي من الظلم في الأوقات التي لا يمكن أن تأتي في الحسبان بأن ينصف المظلوم بها إلا بالخيال ، هذه البذرة الأبية التي فرضت طقوسها من العدم ، وفي أرض الأنعدام ، بتسلحها بسلاح الحق وزهق الظلم ، وبسلاح بناء قواعد الوطن متينة راسخة لمستقبل مشرف خالي من الظلم ، وبناء هيبة للقوات المسلحة والمقاومة الجنوبية لا يحمل ذرة مظالم ... فبعد تتحرر المناطق الجنوبية من الحوثي الغازي المهان ، أصبحت المناطق المحررة ، يوم بعد يوم ، يصعب الحياة فيها بسبب تدهور البنية التحتية والخدمية واهمها الغلاء الفاحش الذي يعصر بطون المواطنين ، وأهم من المهم أنها مرعى يعج بالظالمين من أبناء هذة المناطق ، وما يزيد الجرح تمزقاً أن المظلوم من أبناء نفس هذه المناطق ، ومايزيد هذا الجرح عمقاً ، أن المظلوم كان لايجد من يزيح عن كاهله أثقال الظلم المستتب ، بكافة انواعة ، في شرايين هذا المظلوم ، ولكن لابد أن يأتي يوماً ويرسل الله لظالمين قاهراً ، ليستأصل سرطان الظلم من جسد المظلوم ، هذا القاهر الممثل بدائرة التوجيه المعنوي ، العمود الفقري للقوات المسلحة ، التي فتحت ابوابها كأب حنون للمظلومين الجنوبيين دون تميز مناطقي ، لترسم بفرشاتها الوطنية الغير مناطقية قوس قزح المتميز بأختلاف ألوانه المناطقية ، وأصبحت كخلية نحل تعمل ليلاً و نهاراً ، ومايذهلك أنها قامت بهذا العمل من تلقاء نفسها ، لأن وطنيتها لم تعد تستطيع أن تظل مكتوفة اليدين أمام ما تشهده من ظلم على أبناء وطنها ، متناسية في سبيل الحق حتى وإن زهقت الأرواح ، كل التهديدات و المعوقات ، ومايزيد الأنذهال فخراً أنك ترى كل عامل في هذه الدائرة يعمل كحارس وككاتب وكطابع على كمبيوتر في فترات مختلفة وفي نفس اليوم .. فلنقول لظلم وداعاً ، ولنقول لظلم أنتهى زمانك ، ولنقول لظلم لم يعد لك في وطننا الغالي مكاناً ، ولنقول لمستقبل الوطن المشرف ، لقد وضعت دائرة التوجيه المعنوي أول طوبة في المدينة المستقبلية الخالية من الظلم والفساد والقهر والجوع ، المملؤة بالراحة والسعادة والحياة الرغدة ، وستكون الطوبة التي ستحي و ستنشر الجراءة لمحاربة الظلم في بقية الطوبات التي سترتكز عليها المدينة المستقبلية النرجسية ....