قتل 25 شخصا وأصيب العشرات في هجوم شنه مسلحون حوثيون لليوم الثاني على مواقع لمقاتلين من السلفيين في شمال اليمن، بحسب ما ذكره متحدث باسم الأخيرين. وقال المتحدث إن القصف الذي أسفر عن مقتل عشرة أشخاص أمس السبت استمر إلى ما بعد ظهر اليوم الأحد، مما رفع عدد القتلى إلى 25 مع إصابة 48 آخرين في أحدث موجة من المواجهات العنيفة في دماج التي تبعد نحو 150 كيلومترا إلى الشمال من صنعاء. وبحسب المصدر، فإن الهجوم استهدف "دار الحديث" التي أسسها الداعية مقبل الوادعي في ثمانينيات القرن الماضي، لتخريج دعاة في دماج التي هي إحدى ضواحي صعدة، المعقل الرئيسي للحوثيين. وذكر المتحدث -الذي قدم نفسه باسم أبو إسماعيل- أن مواطنين من الولاياتالمتحدة وإندونيسيا وماليزيا وروسيا كانوا من بين القتلى، بعد أن أصابت قذائف المدفعية مدرسة دار الحديث قرب صعدة. وكانت الأسابيع الماضية شهدت اشتباكات بين الحوثيين والمقاتلين السلفيين، مما دفع زعماء قبائل محلية لإبرام هدنة بينهم. وانهارت الهدنة يوم السبت عندما قصف الحوثيون بلدة دماج، وفقا لما قاله المتحدث باسم المقاتلين السلفيين. الحوثيون يشككون وشكك العضو في المكتب السياسي للحوثيين ضيف الله الشامي في رواية السلفيين، وقال إن قائد الحوثيين عبد الملك الحوثي أصدر أوامر بوقف إطلاق النار، لكن السلفيين رفضوا ذلك وقاتلوا. ونقلت وكالة رويترز عنه قوله "لدينا شهداء وجرحى أبلغنا الوسطاء أن السلفيين يمكنهم الاحتفاظ بشعاراتهم طالما أنهم يمتنعون عن التحريض والتكفير". ويذكر أن الحوثيين الذين ينتمون للطائفة الشيعية الزيدية قادوا تمردا يتمركز في محافظة صعدة بشمال اليمن، وحاولت قوات الرئيس اليمني علي عبد الله صالح سحق هذا التمرد، قبل أن يتم التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار العام الماضي. والصراع في شمال اليمن هو واحد من عدة صراعات في اليمن الذي يشهد احتجاجات ضد نظام صالح. ووافق الرئيس اليمني على ترك السلطة خلال 90 يوما، ونقل صلاحياته إلى نائبه عبد ربه منصور هادي، كما وافق على إجراء انتخابات مبكرة بعد توقيعه في الرياض على المبادرة الخليجية بعد 10 أشهر من الاحتجاجات المطالبة بإنهاء حكمه الذي استمر 33 عاما.