في الآونة الأخيرة تعددت وتنوعت مشكلات البيئة نتيجة للضغط المتزايد عليها و على مواردها و قد برزت تلك المشكلات على صورتين رئيسيتين أولهما الاستهلاك المتزايد للموارد الذي وصل في بعض الأحيان إلى حد الاستنزاف دون مراعاة لتجددها أو لقدرة عطائها ،أما الصورة الأخرى قد تمثلت بالقدر الهائل من الملوثات التي مازال الإنسان يرميها في البيئة جراء النمو والتطور الاقتصادي والصناعي الذي لا يراعي قضية التنمية المستدامة. ولما كان الإنسان هو المتسبب الرئيسي في الإخلال بالأنظمة البيئية ((رغم أنه ليس المتأثر الوحيد بتلك التغيرات بل جميع الكائنات الحية النباتات والحيوانات )) فإنه في الوقت نفسه المسئول الوحيد عن مواجه تلك الاختلالات والحد منها لضمان مواصلة عطاء مواردها والحفاظ على ثرواتها.
وهذا لن يتحقق إلا بتسلح الأجيال الحالية والقادمة بالمفاهيم و المعارف و المهارات والسلوكيات البيئية التي تضمن للفرد اتخاذ القرار السليم في التعامل مع عناصر البيئة المحيطة.
وإذا كان صندوق النظافة و تحسين المدينة ومن خلال الجهود التي يبذلها لتحسين الوضع البيئي عن طريق الخدمات التي يقوم بتقديمها في إدارة المخلفات الصلبة (القمامة ) بغية الحصول على أفضل وضع صحي و بيئي للمواطن , إضافة إلى الجهود الهادفة للتخفيف من حدة ملوثات الهواء بزيادة المساحات الخضراء لمدينتنا والتي تمثلت بتزيين الشوارع و الجولات والحدائق بالأشجار والورود رغم الصعوبات التي تواجه هذه العملية جراء التربة الملحية و التقلبات المناخية التي تتميز بها محافظة عدن , فإن لأفراد المجتمع دور كبير و رئيسي في التعاون لإنجاح تلك الخدمات واستمرارها وتطويرها بالتعاون في إنجاح خدمات الجمع المباشر للمخالفات الصلبة ( القمامة) وتصريفها في الأوقات المحددة لها والمحافظة على نظافة الشوارع والأحياء والتعاون كذلك بالحفاظ على الأشجار في الحدائق و الطرقات والمواقع العامة .
وبذلك تتكامل الجهود الرسمية والشعبية ويتحقق الهدف من المادة الواردة في الدستور اليمني والتي تنص على أن ((حماية البيئة مسئولية الدولة والمجتمع ، وهي واجب ديني ووطني على كل مواطن)).