وزير الدفاع: مرحباً أخي أحمد. قائد الحرس: أهلا وسهلا. وزير الدفاع: خير إن شاء الله، ما جاء بك إلى عندنا في هذا العرضي؟ قائد الحرس: والله مجرد زيارة تفقدية. وزير الدفاع: حياكم الله تحية طيبة. قائد الحرس: أنا اتصلت لك قبل فترة وأنت لا ترد على التلفون، وبعدها اتصلت إلى مكتبك وقلت لهم يبلغوك تجي إلى عندي، لكن يمكن ما بلغوكش. وزير الدفاع: إلا بلغوني، وأنا قلت لهم يبلغوك إذا كنت تريد زيارتي فمكتبي معروف للجميع. قائد الحرس: هكذا إذاً؟! وزير الدفاع: وأكثر يافندم أحمد. أنا لم أقل لك تقدم طلب لزيارتي وتنتظر حتى أحدد لك موعد الزيارة، وإنما أرحب بزيارتك لي في أي وقت، وهذا لا يحظى به كثير من قادة الألوية. قائد الحرس: يعني نسيت العيش والملح يا فندم محمد! وزير الدفاع: لم أنس العيش والملح، وإنما أنت نسيت نفسك، ولم تستوعب بعد أنني وزير دفاع وأنت قائد لواء! قائد الحرس:إحنا اللي طلعناك وزير دفاع، وإلا أنت كنت موظف بسيط في التموين وسائق تاكسي بعد الظهر! وزير الدفاع: شرف لي أن أكون سائق تاكس بإرادتي خيرٌ لي من أن أكون وزيراً بلا إرادة. قائد الحرس:وكيف جاءت لك اليوم إرادة، وأنت كنت في السابق تفرح وتفاخر بأنك خزّنت معي مجرد تخزينة؟! وزير الدفاع:أنا لم أتفاخر يوماً بالجلوس مع أحد، واللي نقل لك الكلام نقل خطأ. وعندما كنت مديراً للتموين أو وزير دفاع في الفترة السابقة كنت أقوم بعملي في خدمة الوطن.. وأنت تعرف أنني وفّرت لكم مبالغ خيالية في التموين لم تكونوا تحلموا بها، ولهذا كنتم متمسكين بي. قائد الحرس: ونحن لا نزال متمسكين بك، لكن أنت الذي بدأت تتكبّر علينا. وزير الدفاع: أنتم لا تتمسكون إلا بمصالحكم فقط، ومستعدين تضحوا بكل شيء في هذا الوطن مقابل مصلحتكم الشخصية. قائد الحرس: ومن قال لك هذا الكلام؟ وزير الدفاع: الوقائع والأحداث التي تحدث كل يوم. قائد الحرس: وليش ما واجهتني بهذا الكلام في الفترة السابقة، وأنت كنت أكثر واحد تنفّذ أوامري؟! وزير الدفاع: نعم كنت أنفذ أوامرك.. ليس لأنك قائد الحرس، وإنما لأنك كنت حينها تمارس صلاحيات والدك الرئيس، وكنت أنت أشبه بالقائد الأعلى -غير المعلن- للقوات المسلحة. قائد الحرس: لو كنت أنا قائد أعلى كما تقول، لأصدرت قرار عزل الشيبة علي محسن منذ وقت مبكر! وزير الدفاع: هو كان الاستثناء الوحيد الذي لم يخضع لسلطتك بسبب وقوف والدك معه فقط. قائد الحرس: أنا فقط كنت أنصح والدي ببعض القرارات والأعمال التي تخدم الوطن، وأنت كنت تعرف ذلك. وزير الدفاع: الشيء الوحيد اللي كنت أعرفه كوزير دفاع هو أنني لا أحاول معرفة بواطن الأمور. قائد الحرس: أيش من بواطن هذه اللي تتحدث عنها، والجميع يعرف أننا كنا نتعامل بشفافية مع الجميع! وزير الدفاع: إذا كنت ناسي أو متناسي سوف أذكرك. قائد الحرس: تفضل ذكّرني. وزير الدفاع: أنا باعتباري وزير دفاع كنت رئيساً لمجلس إدارة المؤسسة الاقتصادية، وخلال الفترة الماضية لا أعلم شيئاً عن إيراداتها أو نفقاتها.. وأيضاً عندما كنت في التموين أعرف أنني وفّرت ملايين الريالات، ولكن لا أعرف أين ذهبت وفيمَ تم صرفها! قائد الحرس: هذا لأنك كنت مقصّر في عملك، وإلا هل طلبت معلومة من أحد الموظفين ورفض ذلك؟ وزير الدفاع: الجميع يعرف أن محاولة من هذا النوع يعني انتحار مؤكد وضرب من الجنون في وقتها. قائد الحرس: هذه مبالغة يا فندم، ليش ما كلمتني أنا في وقتها؟ وزير الدفاع:هههههههه! قائد الحرس: على أيش تضحك؟ وزير الدفاع: هل تذكر عندما كانت وزارة الدفاع بحاجة لشراء عدد من الأطقم، وتأخرت دائرة التموين في شراء ذلك؛ لأن الشركة الخارجية التي كنتم تتعاملوا معها لم يتوفر لديها العدد الكافي من الأطقم، وكان لا بد من الانتظار حتى تقوم الشركة بتوفير ذلك.. وعندما قمت كوزير دفاع وتواصلت مع بعض الوكالات المحلية واشترينا الأطقم المطلوبة وبقيمة أقل من القيمة التي كانت مرصودة في دائرة التموين، وبذلك وفّرنا - ولأول مرة- 40% من المبلغ. ولكن تم منعي من إتمام هذه الصفقة!! أو قادك ناسي يا فندم أحمد؟! قائد الحرس: لا تجلس تكلمني عن الماضي.. نحن الآن في عهد جديد، وهناك حكومة وفاق تم تشكيلها من طرفين اثنين، وأنت محسوب على طرف المؤتمر الشعبي. يعني نحن تنازلنا عن وزارة الداخلية ووزارة المالية مقابل أن تكون معنا وزارة الدفاع، ثم نتفاجأ بأنك أكثر واحد تقف ضد المؤتمر وضد القيادات المؤتمرية!! وزير الدفاع: نحن في حكومة الوفاق، صحيح أننا معينين من قبل أحزاب، لكن نحن نعمل لمصلحة الوطن وليس لمصلحة حزب. قائد الحرس:المؤتمر يا فندم هو حزب الوطن، وأنت تعرف بقية الأحزاب مرتهنة للخارج أكثر من الوطن، وبعدين شوف وزراء المشترك ما يعملوش أي حاجة إلا بعد الرجوع إلى أحزابهم، وأنت جالس تقصقص أجنحتنا في كثير من المؤسسات العسكرية غيرت عمي محمد وطارق وخالد وقبلها معياد والشاطر وغيرهم. وزير الدفاع: لو كان هؤلاء مرغوبين لدى موظفيهم لما اضطرينا لتغييرهم، لكن أخطاءهم هي السبب الأول في تغييرهم. وبعدين تحمدوا الله إن احنا غيرناهم بأشخاص ينتمون إلى نفس فصيلة المؤتمر بل قد يكونوا أشد ولاء من سابقيهم للمؤتمر، وأيضاً معظمهم بموافقة قيادة المؤتمر وأنت داري بكل شيء. قائد الحرس: ليش ما تغيروا هذا الحليلي؟ بالله عليك يا فندم، إحنا جلسنا سنوات ونحن نبني هذا اللواء الثالث بمئات الدبابات والمدرعات وأحدث الأسلحة، وفي الأخير تعينوا هذا الحليلي التابع لعلي محسن يخنقنا من الرقبة! وزير الدفاع: يافندم أحمد هذا الكلام تقوله للجرائد مش لوزير الدفاع! وبعدين كيف تقول على واحد من ضباطك إنه تابع لعلي محسن، وأنت عينته أنت بنفسك في اللواء (37) بحضرموت، ونحن نقلناه بدل طارق، ونقلنا طارق بدله؟! قائد الحرس: لكن يا فندم أنت داري إن احنا عاقبنا الحليلي ورجمنا به في حضرموت، وأيضاً لا تنسى أن طارق قد بذل جهوداً كبيرة في تأهيل اللواء الثالث، وما يسبرش تعاقبوه بالنفي إلى حضرموت! وزير الدفاع: هذه قرارات جمهورية، ما هيش لعبة عيال؛ فلا بد من تنفيذها أولاً. قائد الحرس: نحن نحترم القرارات، لكن طارق لا يريد أي منصب؛ لأن الوالد أصلاً يشتيه قائد حماية له. وزير الدفاع: خلاص، يسلّم اللواء الثالث للقائد الجديد، ونحن سنعين قائداً آخر للواء (37) في حضرموت. قائد الحرس: ورجعنا يا فندم! ما بلا لا تعقّدوها. احنا راضيين يتنازل طارق عن أي منصب، بس تعينوا قائد آخر للواء غير الحليلي.. هذا إذا أردتم نقنع طارق بالتخلي عن اللواء الثالث! وزير الدفاع: والله، إذا أردتم أن تكرروا نفس المشكلة التي عملتوها في الجوية، أنتم أخبر.. وقد شفتم بأنفسكم نهاية تمرد عمكم محمد صالح. وعليكم أن تدركوا جيداً أن هذه قرارات جمهورية في فترة استثنائية لا تقبل التفاوض أو النقاش. مع السلامة، أنا مشغوول! قائد الحرس.. يغادر، ويتمتم في نفسه قائلاً: يظهر إن عبدربه بيدلّعك قويّ.