نواصل قراءة مشروع المفكر العربى الكبير محمد عابد الجابري، ونتوقف اليوم مع كتابه "فهم القرآن الحكيم - التفسير الواضح حسب ترتيب النزول"، وهو مشروع كان قد أنجزه محمد عابد الجابري في ثلاثة أقسام، يعكس، في مجمله، النتيجة العامة والعلمية التي خرج بها المؤلف من مصاحبة التفاسير الموجودة، وهي أن المكتبة العربية – الإسلامية تفتقر إلى تفسير يستفيد في عملية "الفهم" من جميع التفاسير السابقة. وفى هذا التفسير الجابرى قسم المصحف إلى قسمين على حسب مكان النزول: مكي (الكتابين الأول والثاني) ومدني (الكتاب الثالث)، ثم قسم القرآن الممكن إلى مراحل على حسب أحداث السيرة النبوية، الأولى مرحلة التوحيد والألوهية والربوبية، والسور التي نزلت فى هذه المرحلة ركزت على هذه الثلاث مواضيع حصراً. ثم المرحلة الثانية نزل سُوَر تتكلم علاوة على التوحيد عن البعث ويوم القيامة، ثم المرحلة الثالثة بدأ القرآن يتعرض لأصنام قريش، ثم تواصل المراحل تباعًا إلى ما قبل الهجرة. فى هذه المراحل الجابرى ينطلق معتمد على قاعدتين: الأولى أن السورة وحدة متكاملة ومترابطة الموضوعات والثانى أن موضوعات السورة تدور حول القضية الأساسية التى تحكم المرحلة التي نزلت بها هذه السورة. لذلك تجد الجابرى يقسم كل سورة إلى مجموعة من الموضوعات المترابطة، فالسورة تبدأ بمقدمة وتنتهي بخاتمة تأكد ما قيل بالمقدمة باستخدام المؤلف لهذه الطريقة وجدتنى أملك فهم للصورة الكلية للمصحف وأستطيع ان أفهم كثير من الآيات بسياقاتها، فهذه الطريقة مفيدة للقراء بالوقت الحاضر الذين تعودوا على طريقة الكتابة الحديثة.