قال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في مؤتمر صحفي إن هناك أزمة فلسطينية قائمة، وإن قرار أبو مازن بحل الحكومة لا يعالج الأمر. كما حمّل مشعل المجتمع الدولي مسؤولية أساسية عن تفاقم الأوضاع الداخلية الفلسطينية لأنه تجاهل جرائم الكيان الصهيوني، مؤكداً أن معركة حماس الوحيدة هى ضد الاحتلال ورافضاً أى قوات دولية أو عربية. وأعلن مشعل أمس الجمعة : لا شك أن الحدث الذي جرى في الأيام الماضية مهم وكبير وتعمد البعض خلط الأوراق، نحن نتكلم بكل شفافية مع شعبنا وأمتنا وأنفسنا، الوازع عندنا هو الأساس؛ الوازع الديني والوازع الوطني والوازع الأخوي. . البعض يقول إن حماس استعجلت وأرادت أن تقيم دولة في غزة، وهذا ليس مقبولاً لأنها ستكون سجناً كبيراً، أكبر سجن في التاريخ، ولا نقبل فكرة تجزئة الوطن. . وبعض الأطراف الدولية والصهيونية خاصة تحاول أن تلعب على هذه المعزوفة لتحصر حماس في غزة لخنقها وعزلها، هذا التفكير ليس وارداً عندنا ولن ينجح، الوطن لا يتجزأ ولا يحق لأحد أخذ جزء منه، الوطن للجميع وليس لأحد بعينه. وأضاف مشعل وفق ما نقلته قناة الجزيرة الفضائية :نحن في حماس نحترم الإخوة في فتح لأنها حركة مناضلة لها تاريخها النضالي، ونحترم نضالها، فأعضاؤها شركاء في المشروع الوطني والتاريخ النضالي، وكنا شركاء في حكومة وحدة وطنية قبل قرار الأخ أبو مازن. . المشكلة ليست مع فتح، وليست مع الأخ أبو مازن الذي نحترمه كشخص ونحترم موقعه وشرعيته، أبو مازن له شرعية لا أحد يجادل فيها أو يجعلها وضع خلاف، فهو رئيس منتخب سنتعامل ونتعاون معه من أجل المصلحة الوطنية. . أيها الإخوة، لا توجد لحركة حماس نوايا للسيطرة على السطلة أو الانقلاب على النظام السياسي الفلسطيني، نحن أول مرة نطرق باب السلطة دخلناه من أوسع بوابة وأكثرها شرعية وهي الانتخابات مطلع العام 2006م، والذين يقولون :حماس ستنقلب على الشرعية. هذا القول باطل؛ لأن حماس جزء من الشرعية، فكيف ننقلب على أنفسنا، والذي يسعى للانقلاب هو الذي لا يفوز بتأييد شعبه. . كلنا ما زلنا تحت الاحتلال، ولا سيادة لسلطتنا، أصلاً العدو لم يسمح بعمل سلطة حين دمر السلطة وأجهزتها الأمنية وهو عملياً يحاصر القطاع ودمر الضفة الغربية، فالقطاع ما زال بشكل عام تحت مظلة الاحتلال. . في الماضي لم تكن هناك سيادة، وعندما جاءت حكومة حماس أيضاً لم تكن هناك سيادة لأننا كلنا تحت الاحتلال، فلا نخوض معركة للسيطرة على السلطة، فالدولة الفلسطينية ما زال أمامها الكثير، فالتحرير أولاً ثم الدولة. . إلا أننا تعاملنا مع السلطة لخدمة شعبنا، ولأجل استمرار مشروع المقاومة سعياً للتحرير. وأضاف : الشأن الداخلي يعاني من الفوضى الأمنية والفلتان الأمني، والشعب انتخب حماس لتصنع له أمناً داخلياً. . فكان لابد من معالجة هذا الأمر بعد أن طال الوقت وأصبحنا في دوامة، تهدئة، ثم اتفاقات، ثم دوامة جديدة من الاقتتال، انهكت الشعب. . وقلت مراراً للمسؤولين العرب إن الملف الأمني هو الذي فجر الأزمة، ودوماً كان يفجر الأزمة. . الأخ أبو مازن سامحه الله أخذ خطوة كما تابعتم وحل الحكومة أقال رئيس الحكومة لا أريد أن أناقشه فيها، معروف لديكم أين الجانب القانوني والجانب غير القانوني. . الجانب القانوني أنه اتخذ سلطاته، لكن من يدير الوضع الداخلي في ظل الطوارئ هي الحكومة القائمة. وأوضح مشعل قائلا : ما جرى في غزة باختصار هو خطوة اضطرارية للتعامل مع حالة أرادت أن تفرض نفسها على الجميع، تفرض نفسها على إخواننا في فتح وعلى المشروع الوطني، وكانت تريد دائماً أن تستقوي بالعامل الأجنبي الخارجي من أجل إفشال حكومة الوحدة الوطنية ومن قبل إفشال الحكومة الأولى لحماس، وإفشال اتفاق مكة الذي تشكلت على إثره حكومة وحدة وطنية، ونحن دعونا لتحصين الاتفاق بإنشاء تلك الحكومة. . لكن بقي كيف نعالج الملف الأمني، وكيف نجعل الحكومة قادرة على فرض الأمن، وزير الداخلية المستقل استقال لأنه وجد أدوات الأمن ليست في يد الحكومة. وقال مشعل : حماس لا تريد أن تغتصب سلطة، ونحن أوفياء للشعب الفلسطيني. . وبالنسبة لأبناء حركة حماس فأقول إنها خطوة اضطرارية لكن معركتنا الوحيدة هي ضد الاحتلال حتى يرحل عن أرضنا. . أناشد أبناء حماس: لا ترفعوا راية حماس على المقرات الوطنية الفلسطينية، إنما على مقرات حماس فقط ،فارفعوا علم حماس مع العلم الفلسطيني. . حماس تعرف واجبها الوطني النضالي وكيف تدير المعركة مع الاحتلال، لا شك أن أوضاعنا الداخلية صعبة لأننا نعيش تحت احتلال، لكن مشروعنا الوطني هو الأساس، ومشروعنا التحرري هو التخلص من الاحتلال، ونحن نتصرف وفق المصلحة الوطنية الفلسطينية. ما جرى في غزة لم يكن موجهاً لحركة فتح شريكتنا في النضال التي نعتز بتاريخها ورجالها، لأنكم تعرفون من الذين انقلبوا على أبو عمار في أواخر عمره فلا تنقلوا الفتنة إلى الضفة. وأضاف مشعل: نقول لأبو مازن إن سلطتك على غزة والضفة معاً. . لسنا انقلابيين، وبالتالي لا يضخم أحد الأمور. . ونطمئن دول الجوار: نحن لسنا مصدري ثورة. وأكد مشعل:القوات الدولية مرفوضة، وحماس لن تقبل قوات دولية، لسنا في حاجة حتى لقوات عربية، إنما في حاجة إلى رعاية عربية نصل معها لصيغة توافق، ونريد رعاية عربية سياسية ومالية وشعبية.