يدرك الكل أن العمل التربوي والاجتماعي من أعقد وأشق المهن في الحياة, كونه يتعامل مع البشر بصورة مباشرة، ولهذا فهو يتطلب خبرة وأناساً مؤهلين وأصحاب كفاءات تربوية؛ لأن المتلقي أكان طالباً صغيراً أو كبيراً يحتاج إلى رعاية وعناية من حيث التأهيل والتربية ويبنى وفق خطط ومهارات معرفية وعلمية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالخلق والاستقامة, حتى نستطيع أن نجعل من الطلاب مهما اختلفت أعمارهم أناساً مقبلين على التعليم مهما طالت مراحله وتعددت، بعد أن نغرس بداخلهم المهارات ونكسبهم معارف علمية وثقافية ونعلمهم أنماطاً كثيرة من السلوك الجيد ونوسع لديهم الحصيلة الثقافية إن أتبعتنا فيه أسس ومرتكزات سليمة, صحيحة ووفق معايير علمية وعملية, أثبتت في الآونة الأخيرة أنها الحل الأمثل في إكساب الطلاب مهارات علمية وتحفيزهم على عملية التعليم ونلخص منها الآتي: - إتباع أساليب وطرق حديثة غير المحاضرات والتلقين وخاصة في المناهج المدرسية الحالية التي أصبح من الصعب أن يستوعبها العقل بسهولة.. - أن يتصف المعلم بمهارات التواصل الاجتماعي, خاصة مع الطلاب، وإشراكهم في النشاط الصفي لقياس مستوى استيعابهم وربط خبراتهم بالفكرة وموضوع الدرس.. - أن يبحث المعلم عن طرق وأساليب حديثة لملائمة مستويات الطلاب, وأن يتبع شرح الدروس بما يتواءم مع عقليات الطلاب.. - أن يحاول المعلم اجتناب الشرح للمستويات الممتازة والذكية ويتجاهل وجود المتوسطين منهم, بل يحاول أن يخاطب جميع المستويات وبذات العقلية وأن يبسط الأمور ويفك طلاسمها.. - أن يتجنب المعلم وصف الطلاب بأوصاف غير لائقة ك "غبي – وكسول- ومشاغب" لأن هذه الألفاظ تترسخ لدى الطلاب ويعتقد ويجزم أنها فيه ولهذا لا يحاول أن يطور من قدراته لعلمه المسبق بفشله، وبسبب وصف معلميه له بذلك, فأحياناً يخاطب الطالب ذاته قائلاً "يا معلمي أنا ذكي بفطرتي فساعدني ولا تعيقني" وكلمة واحدة قد تغير الطالب إن كانت نابعة من القلب.. - أن يتعامل المعلم مع الطلاب باحترام ويفهم نفسياتهم ويتجاوز عنهم ويخفف عنهم وأن لا يحط من قدرهم وأن يكون لهم بمثابة الأب والأخ داخل المدرسة وخارجها.. - أن يغرس فيهم حب التنافس الشريف وأن يحفزهم للتفكير بمستقبلهم وكيفية الوصول إليه إذا اعترضتهم مشاكل, وأن لا يكون تعليمهم لمجرد القراءة والكتابة وإنما لأجل مستقبل وحياة عملية وعلمية مستقرة.. - أن يحاول المعلم ربط الشرح بالواقع وجلب أمثلة وقصصاً من الواقع تتناسب مع الدرس وتؤدي الغرض وأن ينوع في أساليب الشرح وإيصال المعلومة وتجنب التكرر في ذات الأشياء.. - أن يحفز الطلاب على الإبداع وكسب المهارات في مجال التعليم والمجالات الأخرى.. وفي حال توفر هذه المعايير والمقاييس في العملية التربوية نتوقع أن يرتقي التعليم وأن تتغير نظرة الطالب للتعليم وللمعلم..