عقدت إدارة حوض مياه دلتا أبين الثلاثاء الماضي ورشة عمل خاصة بتطوير المهارات العلمية والعملية لشبكة الري الزراعي بمحافظة أبين في مدينة زنجبار.. وبعد أن رحب بالحاضرين قدم المهندس/ خالد محسن بلعيدي, مدير إدارة مياه حوض الدلتا, استعراضاً لعمل الورشة, بادئاً بورقة مقدمة من قبل المهندس/ صلاح الشحيري, مدير عام الر ي الزراعي بأبين, والذي بدوره قدم شرحاً وافياً عن أوضاع الري وما رافقها من صعوبات وعراقيل قادت إلى كثير من الأخطاء التي مازالت عالقة وتقود إلى تدهور ملحوظ للأوضاع الزراعية في أهم منطقة زراعية في جنوب الوطن، ومنها فقدان صيانة شبكات الري الداخلية وتدهور بعض السدود وتحول المجرى السيلي لوادي بناء عن مساره, ما يهدد بجرف بعض القرى في الدلتا.. مشيراً إلى ضآلة الإمكانات المخصصة للري, على الرغم من ضخامتها في الميزانية إلا أنها لا تصل إلى أهدافها. من جانب أعرب الأخ/ سالم علي جعيم, رئيس جمعية (الرواء) الزراعية, في مداخلته عن تذمره الشديد مما يجري في الدلتا وخاصة في الثلاثة الأعوام الأخيرة, كون إدارة الري الزراعي أصبحت أشبه ببقرة حلوب لبعض أقطاب السلطة المحلية في المحافظة، فمخصصاتها تنهب علناً والزراعة تتدهور علناً أيضاً. وأضاف جعيم أن الجانب الأمني في التعامل مع الري الزراعي في أبين مفقود, مما قاد إلى تدهور ملحوظ في شبكة الري انعكس سلباً على الزراعة في الدلتا. وأضاف: ولأن الدولة مغيبة هنا فقد استباح الطفيليون قنوات الري وحولوها إلى مشاع لمن يدفع أكثر، دون أن نلحظ بوادر للمحاسبة أو وقف هذا التدهور المريع. فيما أوضح المزارع/ فيصل يسلم باعرفه بالقول: نحن نعيش مشكلة صعبة ويجب معالجة أسبابها للخروج منها قبل تدهور الوضع الزراعي في الدلتا.. نحتاج إلى المحافظ المسؤول وإلى مدير الري المسؤول ولمزارعين يتمتعون بقدر من الأخلاق وحينها سنجد رياً سليماً وشبكة متكاملة تلبي احتياجات الزراعة وتحفظها من الانهيار.. مشيراً إلى عمليات فساد كبيرة تنخر شبكة الري ومنها توقيع مستخلصات لمشاريع وهمية بملايين الريالات تحت يافطة الصيانة الكاذبة والشبكة تتدهور. كما كان للأخت/ سعيدة أبو بكر هندي, أحد كبار المزارعين في أبين, مداخلة حول ذلك وتكلمت بمرارة شديدة عما يجري لشبكة الري مما قاد إلى إتلاف حقول زراعية لها وموت الكثير من الأشجار المعمرة من الزيتون والمانجو وغيرها بسبب حرمان منطقة (حسوة اللجافة) بالحصن من الري الزراعي, وقالت بأن ذلك متعمد ولا يجدون من يسمع لشكوهم. فيما أضاف نديم خالد محسن, أحد أعضاء الجمعيات الزراعية بالمحافظة, بأنهم استبشروا خيراً ببدء العمل في سد حسان كمشروع استراتيجي سيلبي احتياجات أبين المائية وينعش الزراعة فيها وذلك كان الأمل المنشود, إلا أن مؤشرات نجاح هذا المشروع لا تبدو واضحة.. مشيراً إلى أن شحنة الإسمنت لبناء السد كانت كلها مخالفة للمواصفات لولا أن الصينيين رفضوها لكانت حلت كارثة مأساوية بأبين كلها, وانتقد رقابة المشروع والسلطة المحلية.