الأحد , 6 أغسطس 2006 م ما حصل في قانا اللبنانية.. وما حدث في القاع.. وما سيحدث حتى اللحظة.. يدمي القلوب ويخلد الحزن في نفوسنا.. ويثبت القناعة التي أكدها التحالف الإسرائيلي النازي والأمريكي الإجرامي.. بأن الإرهاب «صناعة إسرائيلية أمريكية».. وتصديره مخطط لدول الهيمنة وقوى السيطرة العالمية في ظل الصمت العربي المطبق والتخاذل المخزي والتواطؤ المذل لمن يبحثون عن مصالحهم الذاتية ويبيعون أوطانهم وشعوبهم وقوميتهم وقيمهم رخيصة من أجل عيون من يتصورون أن بيديها حماية كراسيهم!! - ولمن ما زال مغرماً «بالماما» أو من يحاول أن يلتمس لها التبرير أو يصر على عدم الخروج من جلبابها، أدعوه لوقفة صادقة مع نفسه ومع الواقع اللبناني ليكون أكثر يقيناً بأن النازية الصهيونية وجدت حضناً دافئاً لدى «الماما» فكانت النتيجة قتلاً.. ذبحاً.. هتكاً.. إجراماً.. إرهاباً ونازية!! - قولوا لي.. ماذا لو كان لأصحاب السمو.. والزعامة.. والفخامة.. في وطننا العربي والإسلامي كلمة قوية في هذه الحرب، تقول للصهاينة كفى مجازر في حق الأطفال والنساء والأبرياء من المدنيين.. وتفضح دعم أمريكا وتضعها عند حدها وحدودها.. بالأكيد ستتغير الموازين وسيعود من ضُرب على قلوبهم الذلة والمسكنة إلى جحورهم.. وستضع الإدارة الأمريكية أمامها ألف حساب قبل أية ورطة قادمة تسوّقها كراعية للنازية.. وللإرهاب!! - أولئك الحكام.. أريد أن يستوعبوا موقف وصراحة وشهامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الذي رفض الموقف المتأرجح والسلبي، وكان سبّاقاً إلى الدعوة لقمة عربية وللمطالبة بوقف إطلاق النار، ولعقد مؤتمر عالمي لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي.. وشفافاً لا يخاف لومة لائم عندما لبّى رغبة الشعوب، وتحدث بلسان العالم العربي وبضمير الأمة الإسلامية، ولم يضع أي حساب لمن يعتقدون أنهم سادة العالم حتى وإن كان بالقتل والبطش! - لقد كان شجاعاً في قراءة المشهد اللبناني دون تلكؤ أو مجاملة أو مغالطة أو ذر للرماد على العيون.. وما قاله مثّل موقفاً مشرفاً لنا كشعب يمني وعربي ومسلم، في وقتٍ غابت فيه أقل ما يتصوره عقل من المواقف.. ولم نلمس حتى ما نسميه بالشجب والاستنكار، وهو البضاعة الجاهزة على شكل بيانات ونسمعها في الأحداث التي تنسف السلام وتصادر القيم.. وتغتال الإنسانية.. وما أكثرها!! - بصراحة.. أقول لكم إنني وبقدر سعادتي بذلك الحديث الصادق.. بقدر ما أحسست بشيء من القلق، ليس من أي رد فعل، ولكن من القلوب «المجمدة» واستغلالها الرخيص عند من يقدمون لهم فروض الولاء والطاعة.. فتكون المصيبةّ أعظم!! - ومع ذلك.. يكفينا فخراً في قمة اللهيب وسخونة المعركة وتوسع رقعة الإبادة أن الصمود باقٍ.. والمقاومة مستمرة.. ورجال الله ثابتون.. ووحدة الصف والمصير هي العنصر المشترك في لبنان وعند كل شعوب الأمة العربية والإسلامية.. مهما بلغ الإجرام «النازي» ومهما كانت قوة أمريكا.. ومهما شاهدنا المناظر المقززة لذل ومهانة البعض!! - ومنبع للاعتزاز أن لنا نحن اليمنيين قائداً ملهماً وشجاعاً لا يساوم أبداً في القضايا المصيرية، ولا يبيع أو يشتري في الثوابت، ولا يرضى أن يعيش في برج عاجي بعيداً عن ألم وصراخ الأطفال والشيوخ وأنين الثكالى واستغاثات الأبرياء.. فكما عرفناه ما زال.. وسيستمر قلباً أبيض، وكلمة صادقة، وموقفاً شجاعاً، ورجلاً قل أن نجد له مثيلاً في تاريخ «الزعامات» الذي يثير معظمه غبار «الحسرة»!! - أما العدو الصهيوني.. ومن يضمن له «الفرجة».. ويمنحه «القدرة» ويقدم له «الدعم» ويمده «بالمخططات» ويشاركه «الإجرام»، ويصلب وإياه «الإنسانية»، ويقتطع معه تورتة «الضحايا الأبرياء» فإن نهايتهم قريبة.. ويوم عقابهم بألف سنة!!