مخصّصات الموائد الرمضانية الرئاسية وجهت لصالح الفقراء والمساكين ، بحسب توجيهات قضت بذلك. هل يعني ذلك أن البعض لن يظفر مجدداً بفرصة جديدة لحضور مائدة إفطار رئاسي يُمتّع خلالها نظره و«كرشه» .. ثم ينصرف للكتابة الناقدة حول موائد الرئاسة» حدث غير مرة أن غير واحد من هواة «الدَّنبعيس» وهي لفظة جزائرية على ما أظن تعني أكلة دسمة أو «الكبسات» بالتعبير المحلي والخليجي كانوا يشهدون موائد إفطار رئاسية بحرص واشتهاء بالغين . وفي اليوم التالي يقصدون جرائدهم للكتابة عن «موائد رسمية» وعن الفقراء الذين لا يجدون إفطاراً مغذّياً ! يقطع الطريق على هؤلاء التوجيه الأخير ، وبقدر ما نتعاطف معهم .. إلا أننا ندعوهم اليوم للكتابة في إيجابيات ومدلولات توجيه المخصّصات لمصارف شعبية ومجتمعية وإنفاقها على «الفقراء» والمساكين. لا أعتقد أن التوجيه ، أو الإجراء برمته سوف يروق لهواة موائد «الدنبعيس» .. ولن يجد أحدهم فرصة جيدة للكتابة عن الفقراء الذين يمكنهم الآن الحصول على غذاء مناسب. المشكلة تكمن في حرمان البعض من مناسبة للظهور أمام الكاميرا وفي شاشة الفضائية اليمنية وهو يصافح رئيس الجمهورية وثانياً حرمانهم من مائدة دسمة .. تناسب مقاسات «الكروش» المناضِلة سلمياً بالطبع ! على المحافظين فيما أظن أن يمتثلوا التقليد الرئاسي ، وأن يوجهوا مخصصات الموائد الرمضانية الخاصة بمحافظاتهم إلى السكان في منازل الصفيح والأحياء الفقيرة والقرى النائية الأشد حاجة وفقراً. السلطات المحلية دائماً محتاجة إلى أن تظهر مبادرات جيدة وإيجابية تجاه المواطنين وذوي الفاقة والفقر وليس من حاجة إلى الإنفاق على موائد زائدة يشهدها الوجاهات والتجار وكبار القوم .. فهؤلاء لاتجوز عليهم الصدقة ولا النفقة ولا يؤجر مظيفهم!! ابحثوا عن الفقراء .. واشهدوا إفطاراً معهم في منازلهم ومساكنهم المتواضعة .. وقدموا لهم العون ، ربما كان قليلاً ، لأن الحرمان أقل وأنكأ. شكراً لأنكم تبتسمون