حسناً «يفكرون» بمقاضاة سمير اليوسفي، بسبب مقالٍ كتبه ولم يكن فيه من الغاوين.. أود لو أنكم تفاءلتم مثلي لكونهم «يفكرون»!. في الأمر فضيلة على كل حال، والمهم أنهم يلجأون إلى نعمة التفكير.. وليس مهماً بعد هذا في ما يفكرون.. دعونا أولاً نستثمر هذه السابقة وندعو إلى مزيد من إعمال التفكير، وليس شىئاً آخر. ستكون بداية جيدة للتحالف مع «عقول تفكر» وبعدها يمكننا التفاهم أو الاختلاف، لا فرق، طالما بقي التفكير خياراً أولاً.. على الأقل سيكون هذا أفضل من «فتاوى تكفر» وأيادٍ تباشر إمضاء الحكم، قصاصاً لحق الله أو الحزب!. رئيس تحرير «الجمهورية» متهم أيضاً بالتفكير العلني، في مقال رأيٍ لا أكثر، فكيف التفكير هنا تهمة .. ولديهم فضيلة؟!. لا تسأل، ودع عنك التصابي، وإياك والتغابي.. المشكلة ليست هنا بقدر ما تكمن في الانقلاب على حرية الرأي والتعبير، وهم أكثر خلق الله تشدقاً بها وتهليلاً لها. وهل صار مقال «رأي» أخطر مثلاً من بيان شورى الإصلاح الذي فصل الوطن والمواطنين إلى انتماءات «شمال» أو «جنوب» ؟!. على أن حق «الجماعة» يبقى قائماً ومحترماً في مقاضاة كاتب صحافي.. وينبغي أن نشجع سلوكيات مدنية فارقة ومحبذة كهذه ولعلها تكون مستهلاً حسناً في احترام المؤسسات ومنها السلطات القضائية، واللجوء إلى القضاء يعني الكثير في هذا الباب. إنما هل «نفكر» نحن، أيضاً، بمقاضاة «حزب الإصلاح» على ما اقترف من فوضى وإفساد الحياة العامة والسكينة العامة وتحريض الناس على الناس، والرعية على السلطات والمؤسسات الشرعية؟. ثمة الكثير من القضايا التي يمكن الاستفادة من «التفكير» فيها، بالمثل، ولو كان هؤلاء يقرأون صحفهم لما «فكروا» في مقاضاة اليوسفي، ولربما فعلوا خيراً لوجه الله والوطن وحرية التعبير وهبّوا إلى مقاضاة صحفهم. لسنا بصدد المقامرة أو العناد.. إنما هل يفيد حزب «الإصلاح» شيئاً أن يسلم نفسه للحنق والغيظ، لمجرد أن رأياً تناوله بالنقد؟!. طالما وهم «يفكرون» فلماذا لا «يفكرون» أيضاً بالتحرر من عقدة «الصنمية» ويتباعدون شيئاً فشيئاً عن دعاوى «العصمة» والذاتية المغلفة بمسحوق «البابوية» الفاسدة؟! ونحن هنا مع «الإصلاح» لا عليه.!. شكراً لأنكم تبتسمون