منذ وعيت نفسي وأنا لديّ معلومة مؤكدة أو كنت أعتقدها كذلك وهي أن الشياطين تصفّد في رمضان ،ولكن الأمر اختلف الآن فلم يعد التصفيد خاصاً بالشياطين ولكنه عُمم على موظفي الدوائر الحكومية..!! والعجيب فعلاً أن تصفد ملائكة الرحمة في مستشفيات بلد الإيمان والحكمة.. اسمعوا.. فجأة بدأ «أصيل» ابن أخي يصرخ شاكياً ألماً غزا معدته وبسرعة نقلناه إلى أقرب مستشفى حكومي ، وهناك كانت المفاجأة، ملائكة الرحمة اليمنيون مصفدون، أيقظت الممرضة «الهندية» الملاك المصفد ، وبدأ ينظر إلينا باستغراب كان يحاول أن يفك قيوده ، فحص الطفل .. ثم نظر إلى أخي قائلاً باندهاش: «غريبة تعتقد ليش بطنه توجعه»..!!؟ رد عليه أخي .. يا أخي لو كنت عارفاً ليش توجعه كنت خليته عند أمه.. وحتى يخرج من المأزق حولنا إلى مصفد آخر ، بحثنا عنه طويلاً وأخيراً أخبرنا أحد الحراس بمكان وجوده «الأطباء المناوبون رقود». أما أجمل تعليق وأصدقه فقد أطلقته الممرضة «هنا في رمضان ، في دكاترة نوم»!. وإلى الآن مازلت أتساءل سؤالاً مشروعاً من سنّ رمضان شهر أكل ونوم شهر كسل وخمول ، تصاب فيه مؤسسات الدولة بالشلل..؟ ساعات بل أيام من التعطيل ، تعني بالمقابل تجميد مسيرة البناء والتنمية في بلد مسيرة بنائه بطيئة بطء السلحفاة أصلاً.. والغريب العجيب أن المسئولين في الدوائر الحكومية هم أول من يستسيغ بل ويروج لهذه الجريمة! عموماً لا أعتقد أن هناك داعياً للعجب فإذا كانت سلطتان - بضم السين واللام - تصفّد ثلاثة أشهر وأكثر هكذا «بطرة» فما بالكم ببقية المؤسسات.. إنما الحمدلله أن السلطة الرابع لم تصفد لأني في الحقيقة سأموت من السكوت.