التغيير الذي كان شعار «أوباما» في حملته الانتخابية «نحن نؤمن بالتغيير»، «نحن نحتاج إلى التغيير»، هو الذي أعطى ل«أوباما» قبولاً واسعاً في جميع الأوساط الأمريكية الواسعة وحتى في العالم، ما عدا القوى الرأسمالية «الثرية والغنية»، لأن التغيير الذي قصده «أوباما» يعني على حساب المطامع والتوحش الرأسمالي لصالح الطبقات الوسطى والفقيرة، ولصالح القوى البرجوازية الصغيرة والمتوسطة. وعليه.. أعيد السؤال الذي طرحته في نهاية العمود الماضي، هل تترك القوى الاقتصادية وحلفاؤها في أجهزة الدولة العسكرية والاستخبارية «أوباما» أن يقوم بالتغيير، وتنفيذ برنامجه؟ القوى الاقتصادية والرأسمالية والصناعية والخدمية والتجارية دوماً وأبداً لاتتورع في استخدام أقذر وأحقر الأساليب للتخلص من أي شخص يهدد رغباتها ومطامعها المتوحشة..، وهذا ليس بغريب في الولاياتالمتحدةالأمريكية، فقد واجهت هذه القوى العديد من الرؤساء الأمريكيين من خلال تدبير الفضائح لهم، فإن لم تجدِ فإنها تدبر لاغتيال أي رئيس يمس رغباتها وأطماعها المتوحشة، وهي قوى نافذة جداً بأموالها في أهم الأجهزة الأمريكية مثل «الدفاع والاستخبارات» بأنواعها وتشكيلاتها المختلفة، وعندها القدرة على تصفية أي رئيس دون أن يظهر، أو يبان له غريم... كما أن هذه القوى نافذة ومهيمنة على الإعلام والمفكرين الاقتصاديين والعسكريين والاستخباريين، بل إن أياديها تصل إلى حد اختراق البيت الأبيض وإدارته... وعليه فقد اعتادت خلال الفترات الماضية على التحكم في القرار الأمريكية وتوجيهه الوجهة التي تخدم أطماعها ورغباتها داخل أمريكا وخارج أمريكا، إلى حد أن الرئيس الأمريكي تحول من رئيس إلى موظف تنفيذي لدى هذه القوى «مرغم لابطل»... بل تحولت كل الدولة الأمريكية إلى آلية موظفة لدى القوى الاقتصادية والرأسمالية المتوحشة ضد الشعب الأمريكي وضد شعوب العالم، ومن شذّ من الرؤساء تدبر له فضيحة تخلعه من الرئاسة، أو تدبر له اغتيالاً، كما ذكرت سابقاً. «أوباما» - كما سبق وذكرت - أُنتخب رئيساً باكتساح، لأنه رفع شعار التغيير، والتغيير يعني حسب إشاراته لصالح الأغلبية الساحقة من الشعب الأمريكي، وعلى حساب رغبات وأطماع القوى الاقتصادية الرأسمالية وكل من ترتبط مصالحه معها في جهاز الدولة الأمريكية «مثل البنتاجون والسي. آي. أ» وال«إف. بي. آي»، إلى جانب الإعلام والخبراء والمفكرين، الأمر الذي يحتاج من «أوباما» إلى الحذر والحيطة، ويحتاج من حزبه وشعبه إلى «اليقظة» إذا كانت النية صادقة للتغيير، لأن هذه القوى إذا لم تستطع تدبير فضيحة تخرجه من البيت الأبيض فإنها لن تتردد عن تدبير اغتياله.