لا أدري إن كان بعض خطباء الجمعة يماثلون فقيه الأستاذ النعمان - رحمهما الله جميعاً. فلقد عاتبت خطيب جامع «كبير» بعد انصرافه من الخطبة والصلاة على موضوعه، وكان حكم اليمين بالطلاق، وأقوال أئمة المذاهب جميعاً بمن فيهم حواشي هذه المذاهب. ولم يستغرق الموضوع الخطبتين وحسب وإنما استغرق زمناً طويلاً، شعر الناس حينها بالملل!!. قلت لهذا الخطيب الفاضل: إن الناس لم يعودوا يتزوجون بعد أن ارتفع «ثمن» النساء، نعم «ثمن» وليس مهر النساء؛ لأن المهر أصبح تجارة!!. أما المهر، فرحم الله السلف الصالح، فلقد ضاع المهر مع ضياع الكتاب والسنّة بفعل احتكام كثيرين من الناس إلى أعراف فاسدة تتعارض ضرورة مع أحكام الإسلام!!. وكان أولى بكم أيها الشيخ الجليل أن تتناولوا موضوعات تتصل بحياة الناس على الأقل لها صلة بهذا الموضوع وهو مهر النساء والذي استحال إلى «ثمن». وهو ما جعل كثيراً من الآباء يعرض فتاته أو فتياته إلى مزاد، ومما جعل كثيراً من الشباب يقعون في الإثم وراجع البحث الجنائى مثلاً. قال الشيخ: لا أريد أن أتدخل في السياسة، فلقد اشترط عليّ صاحب المسجد أن أحترم نفسي. قلت له: ومن قال إن الحديث عن ضرورة تبسيط المهور تيسيراً للشباب "سياسة"؟!. لم يكن هذا الخطيب إلا واحداً من خطباء يريدون أن «يأكلوا عيش» كما يقول إخواننا المصريون. فالحديث في عمق القضايا السياسية التي لها صلة بحياة الناس من ضرورات الحياة العامة، مما يجعل الدين يتدخل قليلاً أو كثيراً في إصلاح حياة الناس. إن بعض الخطباء يقومون بتضليل الجماهير لعرض موضوعات «ميتة» جانبية لا تتصل بحياة الناس. وأحسب أن وقوف المسلمين ضد التهريب، وحض الدولة والمواطن على السواء في مكافحة هذه الآفة الخبيثة ما يجعله موضوعاً يشعل المنابر. فالتهريب وراء الغذاء الفاسد والعلاج القاتل، وهذا الخطيب «.....» بلغة الأستاذ النعمان أولى أن ينصرف إلى موضوع مهم كهذا.