في بلد كاليمن له حضارته وتاريخه العريق, وله شعب امتلك رصيداً زاخراً بالبطولة والفداء دفاعاً عن تراب أرضه وهويته الوطنية وعلى امتداد العصور, وامتلك رصيداً زاخراً أيضاً بالحكمة والإيمان والإبداع والإنتاج والتميز الحياتي في علاقة هذا الشعب بكل المكارم الإنسانية والأخلاقية والتطلع الدائم نحو المستقبل بعيونٍ تعشق الضوء والحرية وتأبى الضيم والظلام, وبأرواح تسمو بإنسانها في علياء واحدية الفكر والعقيدة والولاء والانتماء للوطن الواحد الموحد, وتكره التشتت والتشطّر والتشرذم وكل الأفكار والسلوكيات الظلامية المليئة بالخيانة والعمالة والمناطقية والرجعية والتخريب والإرهاب والتمرد على شرعية الوطن الدستورية ونظامه الجمهوري ووحدته ومكتسباته.. الخ. في بلد كاليمن المتفرد في طبيعته الجغرافية والديموجرافية والمتفرد في مسيرته الحياتية أرضاً وشعباً على مر العصور.. من الصعب جداً أن يخترق لحمته الوطنية أي قوة معادية مهما توافرت لها من معطيات.. صحيح أنها تسيء إلى أمنه واستقراره ويوميات حياة شعبه.. لكنها لاتستطيع أن تفتح باباً في سياج وحدته الوطنية تعبر منه لتحقيق أهدافها العدائية.. وإن استطاعت أن تستقطب بعض المجاميع المرتزقة فإنها لن تستطيع بمثل هكذا جماعات أن تهدم بنيان الوطن الوحدوي والتنموي الشامخ وهذا هو اليمن.. مزيجٌ من حبات الرمل الطيبة وكينونة شعب أصيل صنع لآدميته تاريخاً وحضارة فجاء الناتج وحدة أرض وإنسان وشموخ كبرياءٍ يمانية تزهو بما تحقق لها من منجزات وتبذل في سبيل تنميتها والحفاظ عليها الغالي والنفيس.. وهذا هو سر انتصار الهوية الوطنية الصادقة من أجل ذلك.. وحتى لايثمر الشر أشراراً أُخر يفسدون في الأرض ويعملون على نقل فيروسات حقدهم وعدواتهم للوطن إلى عقول أجيالنا اليمانية حاضراً ومستقبلاً.. لابد مما ليس منه بُد.. لابد من دعم وتمويل عمليات توعية وطنية عامة وشاملة تستهدف القرية قبل المدنية والجبل قبل السهل وجميع الفئات العمرية وعلى نطاق واسع(المدرسة- والنادي- والمزارع- والمصانع- ومختلف قطاعات العمل المحلية وقطاع الأمن والقوات المسلحة والقطاع الخاص و... و...الخ. توعية وطنية ترسخ المبادئ والثوابت الوطنية وتغرس في نفوس وعقول الشعب حب الوطن وتعمل على بناء قدراته في حب الخير والبعد عن الرذيلة وفي حب الوطنية والدفاع عنها وفي التسلح بالفكر المعتدل والمعلومة الفاضلة كي تقف بالمرصاد أمام الأفكار السوداء التي تسيء إلى وطننا وحاضر شعبنا ومستقبله.. صحيح أن مثل هذا التوجه قد صار ملموساً من خلال أنشطة بعض الجهات الرسمية لكننا نريد حملات توعية وطنية ترهب أعداء الوطن وتدلل بما لايقبل الشك على مدى لحمة اليمن وشعبه وعلى مدى حرصنا على بناء اليمن المعاصر الحديث وصولاً إلى المستقبل الأفضل.. وفي اعتقادي أن مثل هذا الفعل المطلوب سيظل حلماً فقط مالم تتضافر الجهود المتعدد لتحقيق ذلك، وعلى سبيل المثال لا الحصر.. يجب إعادة النظر في دعم الجوانب ذات العلاقة بقطاع الثقافة والإعلام بالدرجة الأولى كونهما أهم المنافذ للتوعية.. وعلى سبيل المثال أيضاً يجب على السلطات المحلية الاضطلاع بدور أكبر في هذا الجانب.. لا أريد الاستطراد بقدر مايهمني إيصال الفكرة.. أختم خاطرتي الحالمة هذه بماورد على لسان أحد الأصدقاء ونحن نتبادل الحديث في المقيل عن هذا الموضوع, قال: لماذا لايكون للقطاع الخاص دور توعوي وطني واستطرد: إن ذلك لن يتكلفه كثيراً فطبع عبارة صادقة تدعو إلى التلاحم والحفاظ على الوحدة على صندوق مثلاً أو على زجاجة المشروب أو على ...الخ فيه من الأثر الحسن ماينمي وعينا الوطني المستقيم.. فهل إلى ذلك من سبيل؟ قلت له ولماذا لايكون كذلك؟..