تنطلق الساعة الرابعة من يوم الاثنين القادم 22 نوفمبر - على بركة الله - فعاليات «خليجي 20» الحدث الأبرز الذي شغل اليمنيين والخليجيين خلال عامين شدّاً وجذباً؛ بين أغلبية تؤكد أحقية اليمن وقدرته على تنظيم البطولة، وأقلّية تشكك وتراهن بعدم قدرتها على استضافة ناجحة والانتهاء من المشاريع المخصصة للبطولة في الوقت المحدد لها. حتى اللحظات الأخيرة ظل الحاقدون على الوطن، الرافضون لكل شيء جميل يبحثون عن ثغرة يطلّون من خلالها لينفثوا سمومهم، فلم يفوّتوا فرصة زيارة الوفد الأمني الخليجي الذي جاء إلى اليمن بناء على دعوة رسمية يمنية للاطمئنان على الوضع الأمني والاطلاع على الخطة الأمنية التي أعدّتها اللجنة الأمنية لخليجي 20. تم تلفيق تصريحات لرئيس اللجنة الأمنية الخليجية وتسريبها إلىالإعلام، وبسرعة تناقلت بقية القنوات الإعلامية خبر تأجيل البطولة وكأنه أمر واقع، ليطل رئيس اللجنة من القناة الفضائية اليمنية ينفي صحة هذه الأخبار، ليثبت من سرّب الخبر جنوحه المهني ورغبته الجامحة في الإساءة إلى الوطن. وهنا يأتي دور نقابة الصحافيين في محاسبة أعضائها وسحب العضوية عن كل من يسيئ إلى المهنة، وبعدها يأتي دور اللجنة الإعلامية لخليجي 20 في منع كل إعلامي نقل أخباراً كاذبة تتعلق بالبطولة من تغطية الفعالية، وعدم منحه أية فرصة ليمارس المزيد من الكذب والتدليس أثناء البطولة، فمثل هؤلاء لا يُؤمن مكرهم. مراهنة هؤلاء فشلت, فهاهي ثغر اليمن بدأت منذ يومين عمليات استقبال المئات من الجماهير الخليجية المتعطشة لمشاهدة فعاليات البطولة قبل انطلاقها بأكثر من أسبوع، جاءوا لقضاء إجازة العيد في اليمن، والاستمتاع بفعاليات البطولة. وهاهي عدن تزدان بأبهى وأجمل الحلل بمشاريعها الرياضية وفنادق الإيواء، وتدحض كل الأكاذيب والهرطقات التي روّجت لها عناصر مسخ محسوبة على الإعلام والصحافة. دورات كأس الخليج ليست مجرد دورات رياضية في كرة القدم، إنها تظاهرة تجاوزت ما هو رياضي إلى ما هو ثقافي واجتماعي وسياسي واقتصادي، فكانت هذه الدورات سبباً في انشاء وتوسيع البنية التحتية الرياضية والفندقية في كل دول الخليج العربي، وساعدت على تمتين الروابط الاجتماعية بين الجماهير الرياضية وأبناء المنطقة عموماًَ. ومن هذه الاعتبارات تميزت دورات كأس الخليج بتغطية إعلامية واسعة يصل عدد الإعلاميين المشاركين فيها إلى أكثر من 1200 إعلامي، وهو ما يمنح الدولة المستضيفة فرصة في التعريف بالموروث الحضاري لها، وتقديم صورة واقعية عن النهضة العمرانية والتقدم الذي تشهده في شتى مناحي الحياة. وفي الواقع اليمني تكون البطولة غاية في الأهمية إذا ما أجاد القائمون على الدورة استغلال الفعالية وجعلها نقطة تحوّل في الانطباعات لدى الأشقاء في الخليج العربي والعالم بوجه عام التي صنعتها وسائل الإعلام، والتي عملت على تضخيم ما يحدث في اليمن بهدف الإثارة وتشويه صورة اليمن. تغيير هذه الصورة يتطلب من الجميع عاملين في اللجان ومسئولين تنفيذيين ومجتمعاً أن يكبروا بكُبر اليمن وضخامة الحدث وصعوبة التحديات التي واجهتها وتواجهها اليمن وفي هذه الفعالية تحديداً، ويجب أن نثني على القائمين على الإعداد والتجهيز للحدث؛ لأنهم كانوا عند مستوى المسئولية وأنجزوا الأعمال المطلوبة منهم في زمن يعد قياسياً بالمقارنة مع حجم الأعمال وإمكانية إنجازها. قرار إقامة البطولة في عدن وأبين كان موفقاً بامتياز، فالمشاريع الرياضية والخدمية التي أقيمت في المدينتين أحدثت نهضة غير عادية أخرست الألسن التي ظلت تنعق بالمناطقية وحرمان تلك المناطق من المشاريع، رغم إدراك الجميع كذب هؤلاء وزيف ادعاءاتهم، وتبقى مسئولية الحفاظ على هذه المشاريع والاستفادة منها وتطويرها لتتحقق من خلالها عوائد اقتصادية ورياضية على المدى البعيد والقصير.