ما حدث في العراق وأفغانستان والصومال ثم السودان وما جرى ويجري في عدد من الدول العربية والإسلامية من محاولات تصعيد وإثارة للفتن يأتي في إطار المخطط الصهيوني العالمي الهادف إلى إدخال البلدان العربية والإسلامية في دوامة لا نهاية لها من الأزمات والخلافات والانقسامات والحروب الأهلية في كل بلد على حدة, وصولاً إلى تقسيم البلدان العربية والإسلامية على أساس ديني وطائفي ومذهبي وتصبح الدولة الواحدة مقسمة إلى دولتين وثلاث وربما أربع دول. هذا هو مشروع (الشرق الأوسط الكبير) الذي تم إعداده من قبل الدوائر الصهيونية العالمية ويتم تنفيذه على مراحل بدعم ومساندة من الدول الامبريالية الاستعمارية وهذه هي الفوضى الخلاقة التي بشرت بها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة (كونداليزا رايس). البعض يحاول جر بلادنا إلى متاهات الفوضى والتخريب والدمار ولكن إرادة الله فوق إرادتهم قال تعالى: (كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فساداً والله لا يحب المفسدين) ففي كل محاولة لإشعال النار تتجلى الحكمة اليمانية في أكثر من موقف وفي أكثر من صورة. فاليمن بلد الأمن والإيمان والحكمة بشهادة سيد الخلق محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم الذي قال: (الإيمان يمان والحكمة يمانية) فالعقلاء من أبناء هذا الشعب لن يسمحوا بانزلاق البلد إلى متاهات لا يعلم إلا الله نتائجها ولذلك فلا بد من أن تستجيب قيادات كافة الأحزاب لصوت العقل والحكمة ويجلسوا جميعاً على طاولة واحدة للحوار حول كافة القضايا التي تهم الوطن والمواطن بعيداً عن حسابات الربح والخسارة الشخصية أو الحزبية.. عليهم أن ينطلقوا جميعاً من منطلق واحد وهو الحرص على المصلحة الوطنية العليا. فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح في كلمته التي ألقاها في المؤتمر السنوي لقادة القوات المسلحة والأمن الأحد الماضي دعا أحزاب المعارضة إلى كلمة سواء ومراجعة حساباتها والجلوس على طاولة الحوار والتفاهم على كافة القضايا الخلافية وعلى قاعدة لا ضرر ولا ضرار ولما فيه خير ومصلحة الوطن والشعب. اليمن ليست ملك جماعة أو فرد أو حزب ولا أحد يستطيع أن يدعي ذلك فهي ملك كل اليمنيين والجميع مسؤولون مسؤولية مباشرة عن تقدمه وتطوره وازدهاره كل من موقعه ولا يستطيع أحد أن يتنصل عن ذلك سوى العملاء والمأجورين أما الوطنيون الشرفاء فإنهم يضحّون بمصالحهم الشخصية من أجل مصلحة الوطن ومن أجل مستقبل سعيد ومشرق وحياة أفضل للأجيال القادمة. على الجميع سلطة ومعارضة ومستقلين أن يغلبوا مصلحة الوطن ويتفقوا على كلمة سواء امتثالاً لقوله تعالى:( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) وقوله تعالى:( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون). على الجميع العودة إلى طاولة الحوار دون تسويف أو شروط مسبقة فالحوار هو الأسلوب الحضاري الأمثل للاتفاق على كافة القضايا الخلافية أما الفوضى وتعكير الأجواء وافتعال الأزمات وإشعال الفتن والنعرات الطائفية والمناطقية والمذهبية فإنها أسلوب غير سوى ولا يمكن أن تثمر إلا الخراب والدمار وضررها سيشمل الجميع دون استثناء. [email protected]