اليمن ومنذ الثورة اليمنية قبل “49” عاماً أصبح متحرراً من العزلة التي كان يعيشها، وبفعل التطورات السياسية والاقتصادية، أو التحولات التي حدثت بعد الثورة صار اليمن يرتبط بالعالم ارتباطاً كلياً، ويعيش مع العالم متأثراً بكل ما يجري فيه.. صارت البلاد تتأثر بما يجري في إقليم الجوار العربي سلباً، وإيجاباً، أمنا واستقراراً، سياسياً، واقتصادياً، واجتماعياً وهكذا أيضاً بالنسبة لارتباط اليمن على المستوى القومي والمستوى الإسلامي والدولي.. لا يمكن أن تعيش بمعزل عن ذلك، وتأثرها بما يجري إلى حد كبير بالتحولات العالمية، وواقع الحال أكبر دليل على ذلك.. فما يحدث في اليمن إنما هو انعكاس لصراع محلي وإقليمي وعربي عربي، وعربي إسلامي وصراع دولي وذلك في ظل الأوضاع الدولية السيئة التي أنتجها سقوط التوازن الدولي في بداية تسعينيات القرن الماضي وظهور ما يسمى ب«النظام العالمي الجديد» الذي يعني “العولمة” وحكاية “الشرق الأوسط الكبير” ثم “الشرق الأوسط الجديد” ثم وليس آخراً “الفوضى الخلاقة !!!” و «الربيع العربي». والمشكلة الأكبر أن كل هذا لا حول لنا تجاهه، ولا قوة في ظل نظام عربي مهترىء قطري ضعيف، وجامعة عربية سُرقت من العرب كما سُرقت الهيئة الدولية من المجتمع الدولي من قبل “الرأسمالية الإمبريالية الصهيونية” وعليه فإن الحديث والكتابة فيما يجري حولنا، وفي العالم هو حديث عما يجري في اليمن كون اليمن تعيش ضمن هذا العالم، وما تعانيه هو انعكاس للأوضاع والعلاقات الإقليمية والعربية الإسلامية والدولية. لكن المركز المحوري للفوضى العالمية هو من صناعة “الرأسمالية الغربية الصهيونية” هذا النظام المريض والذي يرحل مشاكله وأزماته إلى العالم بدلاً من التداوي الذي يرفضه أنانية وغطرسة واستكباراً، وخوفاً من انفضاحه أمام شعوبه التي تعاني من أمراض النظام الرأسمالي الموبوء بأمراض خبيثة كالجشع والاحتكار والاستغلال والفساد والاحتيال والنصب على شعوبه وشعوب العالم.. هذا المرض يعاني منه العالم واليمن بلد من بلدان العالم.. وهو مرض لا يمكن ان يعالج في كل بلد على حدة، ولكن في إطار عالمي وذلك موضوع لتناولة أخرى.