- لا أخفي الجميع سراً .. لأن عهد الأسرار قد مضى بأنني أصبت بالذهول حقاً حينما تنامى إلى مسامعي،وقرأت بأم عيني أنباء صرف 4 ملايين ريال لكل وزير شارك في نزوله الميداني إلى دوائر ومراكز الاقتراع في 21 فبراير الجاري والخاص بانتخاب الرئيس هادي. استغربت كثيراً وتساءلت أكثر عمّ جرى، وعن أسباب هذا الكرم الحاتمي وكيف مرر عن رئيس الحكومة الأخ محمد سالم باسندوة، وقبل بتنفيذ هذا القرار الظالم.. وهو الذي دشن بداية عهده بإصدار قراره الثوري التاريخي المتضمن عدم منح وزراء حكومته بما فيهم حلفاؤه السيارات الفارهة.. كما جرت عليه العادة المتبعة.. فحصد هذا القرار الشعبية المطلقة لدى كافة أبناء هذا الوطن باعتباره كسر المألوف،وما أن استبشرنا خيراً بحكومة أعلنت التقشف، وترشيد النفقات حتى فاجأتنا الكارثة بصرف تلكم الملايين للوزراء مقابل انتخابات الرئيس.. لم أتمالك نفسي حينها فصرخت بملء فمي مردداً المثل القائل: عادت حليمة لعادتها القديمة. - أليس هذا المأخذ الخطير الذي يقوم على تبديد وتبذير أموال الشعب بما لايلزم على الإطلاق يبعث على الأسى والحزن؟! باعتباره يعيد لنا إنتاج ذات النظام الفاسد المفسد الذي قامت الثورة ولم تقعد بسببه، ونسعى الجميع إلى تجاوزه .. باعتباره الهدف والوسيلة لشباب الثورة الشبابية الشعبية الحالمة بيمن جديد.. ومستقبل نظيف خالٍ من دنس ونهب المال العام.. وإن واجب الحفاظ عليه وعدم صرفه إلا بمصارفه الوطنية الصحيحة الحقة مسئولية من أوليناهم الثقة.. لقد كان الأجدر بحكومة الثورة أن تصرف هذه المبالغ لأولاد وأسر الشهداء .. لا الوزراء. - كنت أتمنى على حكومة الثورة ووزير المالية بالذات الأخ العزيز صخر الوجيه الذي كان له الحضور الثوري الفاعل في ساحات التغيير والحرية وهو يدافع عن حقوق ومقدرات هذه الأمة مندداً بفساد النظام البائد كنت أتمنى على هذا الوزير الشاب الذي ملأ الدنيا ضجيجاً أن يرفض هذا القرار العبثي مهما كان ومن أي كان ليسجل بذلك الموقف الوطني الجدي المسئول حتى لو أدى ذلك إلى الاستقالة.. إن الكرم الحاتمي على حساب دماء ودموع وعرق ولقمة شعبنا الثائر والجائع والصبور قد ولّى وأن العبث بحريته وكرامته وإهدار ثروته المسلوبة خلال ثلاثة عقود ونيف لم ولن يتكرر،وأن العهد الحاتمي الصالحي مضى وانقضى،وما كان يستحيل مرة ثانية أن يكون.. نرجو من حكومة باسندوة حكومة المرحلة المؤسسية الجديدة المحكومة بمنظومة دولة النظام والقانون نحن الشعب الواقف في ساحة ميادين التغيير والحرية أن تكف أيديها عن مال الشعب الجائع الفقير حتى لاتغيب الأمة في سرداب ماضي الإفساد بنكهة جديدة!!. ونخشى أن من طعم الحلو مرة لايتورع في الحصول عليه كل يوم.. عجبي من ذلك.