سيناريو الانفلات الأمني.. وحضور تنظيم “القاعدة” على واجهة المشهد السياسي بشكل ملحوظ ومخيف وبالأخص مابعد الانتخابات الرئاسية يطرح علامة استفهام وتعجب كبير من لدى المواطن قبل المحلل السياسي الحصيف.. باعتبار أن ما يحدث في شمال الشمال.. ويمتد ناره إلى المكلا.. وأبين جنوب الوطن بالإضافة إلى ماجرى، ودشن في البيضاء كل هذه الجرائم، والمجازر الوحشية مهما تباينت أسماؤها ومسمياتها.. ليست سوى البداية المشئومة لعصابة الفسق السياسي التي فقدت سلطتها، ومصالحها.. واغاظها ماتم انجازه من استحقاقات انتخابية في 21 فبرائر المنصرم.. فانبرت يسبقها الحقد الأرعن.. وعقدة التسلط والتشبث بتلابيب السلطة إلى شن منظومة هجماتها المسعورة والمبثوثة هنا وهناك لغرض إجهاض تنفيذ بنود اتفاقية الرياض وكرسالة أولية للمجتمع الإقليمي والدولي المعني بالرقابة والمتابعة مفادها أن الحوثيين المصدر الرئيسي لقلق المملكة العربية السعودية، ودول الخليج، وكذلك تنظيم القاعدة باعتباره العدو اللدود للدول الغربية.. بما يمثله من خطر إرهابي دائم، هذه الرسائل التي دأب صالح لتوجيهها وقت الحاجة واللزوم هاهو اليوم يعاود تكرارها لضمان بقاء عائلته وأولاده الذين قطعت عليهم الثورة الشبابية الشعبية الحبل السري للتوريث في مراكزهم العسكرية والأمنية.. لغرضين الأول محاربة القاعدة.. ويكون بذلك النظام المخلوع كسب رهان الرئيس الأمريكي أوباما، والثاني تحجيم الحركة الحوثية وحليفها الإستراتيجي إيران.. حتى لاتمتد عدوى التشبع السياسي إلى الجوار.. فيستفيد بذلك النظام دعم واستعطاف ورضى الطرف الراعي والقابض على الملف اليمني. الصراع الدائر اليوم يرسمه ويدير مخرجاته ثلاثة أطراف محورية رئيسية.. النظام البائد ومخلفاته اليائسة، الحوثيون والسلفيون، السعودية وإيران.. ويغيب عن هذا المشهد السياسي المتشابك شباب الثورة الشبابية الشعبية حيث رفضت قياداته، ومكوناته، وائتلافاته المبادرة الخليجية وقبلت بها في آنٍ واحد، لكنها أدركت أن استكمال اهداف الثورة يرتبط بالبقاء في الساحات والمطالبة بجدية وإلحاح في إعادة هيكلة المؤسستين العسكرية، والأمنية لتجريد صالح وأبنائه وأسرته من ورقة المساومة الفاعلة والضامنة لبقائهم حكومة في ظل الظل.. لاننسى أن الدعوة لإنقعاد المؤتمر الوطني العام سيخدم شباب الثورة ويستخدمونه كعامل ضغط على الجميع فالمطلب الأساسي يجب أن يكون إعادة الهيكلة العسكرية، والتالي انعقاد المؤتمر الوطني.. بهذا الترتيب حتماً ستختفي إن لم تحرق ورقة إرهاب القاعدة وبالأصح العائلة وستسير الأمور على مايرام.