إلى متى سيظل شعبنا يكابد أوجاع القلق والوجل جراء هذه الاختلالات، والانفلاتات الأمنية المتعمدة، والمتهم في تأجيجها مخلفات النظام المخلوع الذي لا يزال يمارس الالتفاف على المبادرة وآليتها من خلال إشاعة الفوضى وإذكاء الصراعات، وإشعال الحروب، وتدمير البنية النفسية، والتحتية أملاً في الهروب من تنفيذ الاستحقاقات الأولوية الخاصة بإعادة هيكلة المؤسسات العسكرية والأمنية، وإزاحة القوى النافذة والموتورة من أهم المراكز الحساسة المسببة لكل هذه الأمراض المستشرية في عموم محافظات، ومديريات الجمهورية ؟! قلنا في مقال سابق: أن النظام السابق استطاع كثيراً ان يلعب بورقتي القاعدة ومكافحة الإرهاب، والحرب في صعدة على مدى ست حروب ظالمة.. وتمكن من تمرير ضحكته على الذقون المحلية، والإقليمية، والدولية لغرض الابتزاز، وفراراً من فشله الذريع في حل منظومة أزماته المستعصية التي دمرت الاقتصاد، ومزقت البلاد.. فكانت، ومازالت هذه الفزاعات، والمخرجات السلطوية المفضوحة العزاء الوحيد لهذا النظام المدحور لتشويه صورة اليمن أرضاً وبشراً للحيلولة دون تنفيذ ما اتفق عليه في الرياض أو تأجيل أهم بنود آليتها المتضمنة إعادة الهيكلة الضمانة الوحيدة لاستمرار وبقاء النظام الدموي المخلوع.. التزامن القاعدي الإرهابي هذه المرة .. وفتح ملفات الماضي المرتبط ارتباطاً وثيقاً بتآمر شيخوخة المطابخ السلطوية الشيطانية يطرح أمامنا الإجابة الحقيقية عن عدم رغبة الهيكلة العسكرية، والأمنية، وإعادة بنائها البناء الوطني المنشود بعد إزاحة العائلة باعتبار ان هذه الورقة تكفل لهم التشويش والإطالة لا الإجهاض على الثورة الشبابية الشعبية السلمية، ويأتي الاستعداء السلطوي لفضيلة الشيخ عبدالمجيد الزنداني وإلصاق تهمة القاعدة إلى شخصه كرد فعل سخيف، لموقفه الوطني الشجاع بجانب الثورة الفبرائرية التي أقصت النظام الصالحي وإلى الأبد.. وأصبحت هذه الأحابيل المحروقة، والأباطيل المدنسة بغباء تصفية الحسابات لا تنطلي لا على الداخل ولا على الخارج، ولم ولن يحصد هذا النظام من هذا وذاك سوى الخسران.. وان مسألة الهيكلة التي يراهن عليها ستأتي ان عاجلاً أو آجلاً.. السؤال المطروح عبر المشهد السياسي اليوم هو:لماذا لا تبادر القيادة السياسية الشرعية الممثلة بالأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية المنتخب بسرعة إصدار القرارات الجمهورية الحاسمة المتضمنة إعادة هيكلة الجيش والأمن يليها الحوار الوطني حتى نتمكن سوياً من إعادة الأمن والاستقرار المفقود لعموم البلاد.. باعتبار ان هذا المطلب الجماهيري الثوري مفتاح الدولة اليمنية المدنية الحديثة الذي نأمل أن يرسي مداميكها ويرسخ قيامها ومعانيها الرئيس الجديد لليمن الجديد... أليس كذلك !؟