بكل ألوان نتائج الواقع هي بشكل عام محصلة ربما ليست نهائية لجملة الدروس والعبر المستقاة من الانتفاضة الأولى «الثورة السبتمبرية» حتى وإن كان فكر الحاضر بعيدا عنها كل البعد، لكنها حقيقة مهما كانت هناك العديد من محاولات الخلاص منها إلا أن ذلك يبقى من الأمور الصعبة، فإذا كنا قد تشربنا من بقايا مدها الثوري مواطن البطولة والحماس الثوري المتأثر كذلك هي التأثيرات السلبية المتقمصة لمكامن الخلل المتسبب في هيجانها وإشعال فتيلها, وهو ما يدركه الجميع بأن نواتها هم تلك الكوكبة من الضباط الأحرار ونخبة المثقفين والذين أشعلوا فتيل الصراع الثوري بفكر ناضج علمياً وثقافياً ومتشبع بكل معاني الحرية, والمعنى متجسد اليوم في أعماق بعض القيادات تجاه الشريحة نفسها “الشباب” خصوصاً بعد ثورتهم التغييرية المتطلعة إلى مستقبل يواكب ثقافة التنوير في فكرهم ويحقق لما يهجس في خواطرهم من أحلام، لكن العاشق الماثل ليس أمام تطلعاتهم وحسب بل أمام كل الأهداف الثورية لجميع الثورات والذي يعد اغتيالاً صريحاً دائماً ما يقع من خارج السرب الثوري.. فكيف يمكن للأهداف أن تتحقق ومناصب القيادة كما هو معتاد يتولاها كل بعيد فكراً وإرادة عن الثورة وهو دون أدنى شك واحد من أهم أسباب التقوقع المؤدي إلى عدم الرضا عن كل ثورة ونتاجها بل ستحاول تلك العناصر أبعاد الشباب حتى من دوائر الضوء كون هذه الشريحة تبقى على الدوام رافضة ومقاطعة للنهج الاستبدادي الرجعي وكل ما يتضمن في نصوصه من إقصاء وتهميش, وبدلاً من سعي القوى المتنفذة إلى استقطاب الحداثة كفكر متجدد يسري في عقول ودماء الشباب يحدث العكس من ذلك تماماً حيث تسير الأمور وفق نظريات قديمة للغاية ربما تقترب من التجهيل الإمامي حتى لا تحدث غلطة ثورة الشباب السبتمبرية، وهاهي الحقائق أقرب إلينا من الخيال أو مجرد السمع والتقاط المعلومة الطائشة فان القيود التي يكبلونا بها هي نتاج الخوف من هذه الشريحة الشبابية وإحداثها ضجة القفزة العملية المتفردة بالوعي المعرفي والمستبعدة للفكر الجاثم على صدر الزمان بكل رجعيته المتأخرة، لهذا لم نعد في الحقيقة بحاجة إلى تغيير شخوص بقدر ما نسعى إلى القضاء المبرم على بقايا السموم الجارية في وريد من تبقى من التيارات الرجعية المتأخرة فكراً وعقيدة. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك