في أي مجتمع من المجتمعات توجد العديد من العادات والقيم والمبادئ والأخلاق التي يتربّى عليها الإنسان ويتطبّع بطباع بيئته، مكتسباً عادات مجتمعه سواء أكانت إيجابية حميدة أم سلبية سيئة. ونحن هنا سوف نتعرّض لبعض العادات والسلوكيات السلبية في مجتمعنا، والتي للأسف الشديد نشاهدها تهدم بنيان الأخلاق وجسور المحبّة والتواصل؛ فتنتج لنا جيلاً فاقد الهوية منزوع الثقة؛ يتخبّط في دروب الغواية والضياع. من هذه السلوكيات الخاطئة استخدام الألفاظ البذيئة ضد المرأة “التحرُّش” فلا يكاد يخلو يوم إلا وتنال المرأة وفتيات المدارس نصيباً من الألفاظ والعبارات البذيئة التي يطلقها هواة الرصيف وعديمو الرجولة والأخلاق في حقّهن، حيث نرى هؤلاء يقفون في الطُرقات والأرصفة والشوارع المزدحمة، وخاصة تلك المتعلّقة بتسوُّق النساء أو محلات الذهب أو أمام مدارس البنات وهم يمارسون هواياتهم المزعجة من مضايقة النساء وإزعاجهن بكلمات نابية وخادشة للحياء؛ بل إن هناك من لبس الوقاحة والسخرية رداءًٍ لأفعاله؛ فنراه يوظّف «كلام الله» رغبة لنزواته وغرائزه؛ فيستخدم ألفاظ القرآن ليتغزّل بالمرأة ويتعجّب بجمالها والإطراء عليها..!!. وهذا يحدث وأكثر في أسواقنا في ظل غياب تام لدور الأسرة والمجتمع بتربية الأبناء تربية سليمة وفي ظل خواء إيماني، ودون رادع من ضمير أو أخلاق باحترام المرأة والالتزام بآداب الطريق. والأمر يسحب نفسه بالنسبة للرجال، فترى البعض يستخدم ألفاظاً بذيئة، ويمارس أصناف “السب والشتم” في سلوك قميء وخارج عن مستوى الذوق العام والأدب والاحترام؛ بل إن البعض جعل من “السب والشتم” أسلوباً للمزاح والتسلية. فهل من الذوق والأخلاق وأنت تسبُّ وتشتم أن تُسمع الآخرين ما يكرهونه ولا يحبّون سماعه فأفسدت أسماعهم بألفاظك هذه، أين أنت من صاحب القدوة الحسنة رسول الله وهو يقول: “ليس المؤمن بالطعّان ولا اللعّان ولا الفاحش ولا البذيء”..؟!. كذلك من ضمن السلوكيات الخاطئة والتي أساء البعض استخدامها هي استخدام الهاتف “الجوال” لأغراض شيطانية وابتزازية، حيث يعمد البعض إلى التقاط صور لفتيات دون علمهن، ثم يقوم بإدخال بعض التعديلات عليها ومعالجتها عبر الكمبيوتر وإظهارها بمظاهر غير لائقة؛ لكي يقوم بابتزازهن وإرغامهن على ما يريد، وهذا تصرُّف عصابات إجرامية وسلوك شاذ عن قيمنا الأخلاقية، فيه ضياع للأسر وتفكك للمجتمع إن لم تقم الأسرة بواجبها التربوي حيال الأبناء على أكمل وجه. أيضاً من السلوكيات الدخيلة على قيمنا ومجتمعنا "التقليد" حيث نرى بعض الشبان بداعي الأناقة والشياكة يقوم بإطالة شعر رأسه أو يتفنّن في قصه بطريقة تثير الضحك والسخرية معاً، محاولاً تقليد بعض اللاعبين أو الفنانين أو عارضي الأزياء ليلفت أنظار الآخرين..!!. وهذا كلّه تقليد أعمى ومحاكاة لدُعاة التحرُّر والانفلات الأخلاقي، وهم يزعمون أنهم يواكبون العصر والعولمة والحداثة، ويظنون أنهم يُحسنون صنعاً؛ وهم أبعد ما يكونون عن روح قيمنا الحضارية والإسلامية. وأخيراً.. لن نتمكّن من القضاء على هذه العادات السيئة والسلوكيات الخاطئة وغيرها كثير؛ إلا بإيجاد ثقافة تربوية ووعي مجتمعي لإعلاء شأن الأسرة ودورها المحوري في تكوين وبناء الفرد الناجح، وإيجاد رقابة شعبية توعوية بأهمية الحفاظ على المجتمع وتماسك نسيجه الاجتماعي.