للسلاح تهافتاته وأعباؤه وكُلفته وجرائمه المجحفة، والأسوأ أن يكون طريقاً إصرارياً متربّصاً لعدم التعايش وفرض الهيمنات، حينها بالتأكيد تضمحل الوطنية أكثر، كما يتصادم المجتمع وتهلك الدولة على نحو فظيع. إن آخر ما تبقّى من قيمة الدولة في هكذا ظروف صعبة ينبغي أن يؤدّي إلى انعاش الدولة وتعزيز دورها بالمقام الأول، ذلك أن طغيان منطق الجماعات سرعان ما يجعل البلد مستلب الإرادة والشعب تحت رحمة المسلّحين فقط. والثابت أن من أبسط مهام الدولة الوطنية حين تجد نفسها في مواجهة مكر الميليشيات ونزعتها ، القيام بضبط الشارع وصون ممتلكات الدولة بشتى السبل الممكنة، إضافة إلى إعادة الثقة للمجتمع وبث الروح الوطنية للمقاومة، فضلاً عن عقلنة الذين يتشنجون أمامها بسلاحهم اللئيم، ما لم فتعليمهم دروساً قاسية في عدم التطاول المسلّح، على اعتبار أن ذلك بنية التعايش في المجتمع والاستعلاء على الدولة، خيانة عظمى من الصعب تجاوزها بسهولة. ثم إن من يدفعون في اتجاه الحرب الأهلية يدفعون في الاتجاه الخطأ دائماً، والشاهد هو أن الجماعات لا تحترم قيمة السلم الأهلي كما علمنا التاريخ، بل إن السلاح لن ينتهي كأداة في السياسة اليمنية حسب ما يبدو، كونه غالباً ما يؤدّي إلى الابتزاز القبلي والطائفي. وإذ يجد مساحة واسعة من التواطؤ اللا وطني ما يتطلّب وجوب نباهة القائمين عليها وإنقاذ الدولة قبل فوات الأوان. بالمحصّلة لا يمكن أن يخلّصنا السلاح من مآزق متراكمة قدر ما يدخلنا في مآزق جديدة أشد كارثية طبعاً. [email protected]