أماطت دراسة بيئية حديثة اللثام عن نباتات نادرة في محمية عتمة الطبيعية الواقعة في محافظة ذمار على بعد 851 كم جنوب غرب صنعاء وتم إعلانها رسمياً محمية طبيعية عام 1999م. وقال مدير المحمية/محمد علي صلاح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ): "إن الدراسة الميدانية التي أجراها فريق متخصص على 267 نوعاً نباتياً في أربع مناطق في المحمية كمرحلة أولى، كشفت احتضان المحمية لنبات الرمان البري النادر، الذي يمكن استخدامه كلقاح للأمراض التي تتعرض لها ثمار الرمان في العالم". وأضاف: "إن نبات الرمان البري الذي ينتشر بكثرة في بطون جبال محمية عتمة، يختلف عن الذي تنفرد به جزيرة سقطرى عالمياً من حيث طول الساق والأوراق". وأكد الخبير الوطني في البحوث الزراعية رئيس الفريق الدكتور/محمد مفرح ان هذا الاكتشاف يؤكد أن اليمن هي الموطن الأصلي لثمرة الرمان وليس الصين كما كان يرجح البعض. وكان فريق الدراسة المكون من هيئة البحوث الزراعية وإدارة المحمية، قد أنهى مؤخراً المرحلة الأولى من الدراسة الميدانية الخاصة بتحديد المناطق البيئية في المحمية الغنية بالنباتات النادرة وإسقاطها على الخرائط. وأشار مدير المحمية إلى ان الفريق سيستكمل خلال العام الجاري مسح المناطق المتبقية في المحمية بغرض النباتات والأعشاب النادرة التي تزخر بها محمية عتمة وإسقاطها على الخرائط. مبيناً ان إدارة المحمية قد تعاقدت مع تسعة مراقبين بيئيين لحماية المناطق الهامة في المحمية للحد من الممارسات السلبية التي يقوم بها بعض سكان المنطقة وتضر بالبيئة عموماً، إلى جانب البحث عن مشاريع بديلة للسكان المحليين تعويضاً عن المناطق التي تم إعلان الحماية لها وكانوا يعتمدون عليها في الرعي والتحطيب وغيره. وأكد محمد علي صلاح أنه تم في هذا الجانب تأهيل ما يزيد عن (100) نحال بغرض إكثار النحل وإنتاج العسل كأحد البدائل واستغلال للنباتات التي تزخر بها المحمية.. إلى جانب انشاء /16/ وحدة لتوليد الغاز الحيوي من مخلفات الثروة الحيوانية، ونفذت خمس وحدات منها إدارة المحمية ضمن أنشطتها العام الماضي، فيما مول الصندوق الاجتماعي للتنمية تنفيذ خمس وحدات أخرى، ونفذ الأصدقاء اليابانيون ست وحدات لإنتاج الغاز الحيوي خلال الفترة 2005-2006م عبر جمعية عتمة التعاونية. وأوضح محمد علي صلاح ان إدارة محمية عتمة تسعى في خطتها المستقبلية إلى تنفيذ المزيد من المشاريع الهادفة إلى الحد من الفقر والمحافظة على البيئة الطبيعية، بالإضافة إلى تنظيم ورشة عمل خاصة بتوعية أعضاء السلطة المحلية في المديرية وكوادر المحمية وعدد من المنظمات الأهلية وذلك في مجال الحفاظ على البيئة وتنمية مواردها بغرض نشر الوعي البيئي في أوساط المجتمع المحلي وإيجاد آلية شراكة حقيقية في التنمية والإدارة. ومشيراً إلى أن الأنشطة التي سيتم تنفيذها من خلال جمعية عتمة التعاونية البيئية منها إعادة تأهيل بعض المدرجات الزراعية بما يزيد على أكثر من /2000/ متر مربع.. وكذا حماية بعض ضفاف الوديان التي تعرضت التربة فيها للانجرافات.. مشيراً إلى ان هذه المشاريع سيتم تنفيذها بالتعاون والتنسيق بين كل من مشروع التنمية الريفية ومشروع الحفاظ على المياه الجوفية والتربة بذمار، والمرفق العالمي للبيئة التابع للأمم المتحدة، إلى جانب مساهمة أبناء المجتمع المحلي. فيما سيشهد النصف الثاني من العام الجاري إدخال نظام الطاقة الشمسية للإنارة المنزلية، حيث سيتم إنارة أكثر من /200/ منزل بهذا النظام مع نهاية العام 2007م وتنفذ هذا المشروع الهيئة العامة لكهرباء الريف وتركز على المناطق البعيدة عن التيار الكهربائي في المديرية