أبدى وزير التنمية البريطانية «شاهد مالك» إعجابه باليمن وجمال طبيعته، وقال مالك الذي زار اليمن الأسبوع الماضي والتقى فخامة الأخ/علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية في حوار مع صحيفة الشرق الأوسط نشرته في عددها أمس إنَّ اليمن بلد مثير وجميل، مشيراً إلى ما يواجه اليمن من تحديات غالبيتها تدور حول النمو السكاني والبطالة ، متوقعاً ان يتضاعف التعداد السكاني بحلول عام 2020، ليصبح 40 مليون نسمة، منوهاً أن الاقتصاد في اليمن يعتمد بدرجة كبيرة على مصادر النفط ولفت أيضاً إلى المخاوف من الإرهاب في اليمن، مشيراً إلى عناصر القاعدة في اليمن وقتل 8 سياح أسبان وعدد من اليمنيين وأن الهجمات الارهابية تثير القلق. وقال: إن اليمن بحاجة ماسة للدعم من المملكة المتحدة والدول العربية .. نحن نعيش في عالم تعتمد الدول فيه على بعضها البعض وعلى الدول العربية أكثر من غيرها أن تفهم أنه في حال تراجعت الأوضاع في اليمن ستتأثر هي بالدرجة الأولى واعتبر أن هناك دوراً مهماً للمملكة العربية السعودية في اليمن، قائلاً: هناك حاجة كبيرة للعمالة في السعودية ودول خليجية اخرى، واليمن لديه بطالة عالية وهناك حاجة حقيقية للعمل، واذا كان هناك تعاون بين الطرفين يمكن أن تحُل مشاكل عدة " وأضاف انه ينوي مخاطبة الدول الخليجية لمعرفة أفضل طريقة لدعم اليمن. ووقع مالك اتفاقاً يتناول ترتيبات الشراكة في التنمية مدتها عشر سنوات مع حكومة اليمن، تنص على نمو المساعدات المقدمة من المملكة المتحدة لليمن إلى 50 مليون جنيه إسترليني (100 مليون دولار) سنوياً بحلول عام 2010م ورداً على سؤال عما اذا كان الهاجس الأمني هو الدافع لاهتمام بريطانيا باليمن، قال مالك: " اليمن أفقر دولة في الشرق الاوسط، وهذا هو السبب الوحيد لاهتمام المملكة المتحدة باليمن "وأضاف: " نريد أيضاً اعطاء رسالة (للارهابيين) بأن الأمور تسير بشكل طبيعي، وأن مقتل المدنيين الأبرياء لن يوقف دعمنا لليمن، والتقى مالك أثناء زيارته بعدد من المسؤولين اليمنيين على رأسهم الرئيس/علي عبد الله صالح الذي وصفه ب"الشخصية القوية "وكان «شاهد مالك» من بين أول المسلمين المنتخبين في مجلس العموم البريطاني عام 2005، وأصبح اليوم اول مسلم يتسلم منصباً وزارياً في حكومة بريطانية. وقد عينّه رئيس الوزراء «غوردون براون» وزير دولة للتنمية الدولية في التشكيلة الحكومية الجديدة نهاية شهر يونيو (حزيران) الماضي، ليتسلم ملفات عدة منها الشرق الاوسط وامريكا اللاتينية وجنوب آسيا والصين وروسيا في وزارة التنمية الدولية التي تُعد جزءاً مهماً في التنفيذ واعتبر مالك أن اختيار مسلم لمنصب وزاري يثبت أن "بريطانيا مجتمع مبني على الجدارة والاستحقاق، لكنه أصر قائلاً: عملي هو الذي سيثبت جدارتي ". وشدد مالك الذي ينحدر من عائلة باكستانية ذات دخل محدود: "تعييني يثبت للمسلمين وأبناء الطبقة العاملة انه يمكن النجاح بناءً على الجدارة والاستحقاق في المجتمع البريطاني. ويذكر أن مالك اشتهر في بريطانيا عام 2001 عندما اندلعت أعمال الشغب في مدينة «برلني» شمال البلاد، فبينما خرج مالك يحاول تهدئة الحشود من الشباب الغاضب الذي كان ينحدر غالبيته من عائلات مسلمة، تعرضت الشرطة له وضربته واعتقلته خطأً، وأصبح بذلك يمثل صوت المسلمين في بريطانيا الذين يعتزون بانتمائهم الى المملكة المتحدة ويعملون ضد العنصرية، ولمع نجمه لكلامه المباشر ومعالجته لقضايا التسامح الديني والتعايش السلمي، واختار مالك زيارة اليمن في أول رحلة له منذ تسلمه منصبه، وأنهى زيارته إلى صنعاء الأسبوع الماضي حيث اطلع شخصياً على مشاريع الوزارة في اليمن. وقال :إنه شعر بأهمية كونه مسلماً أثناء الزيارة، موضحاً:كان الترحيب بي قوياً جداً، وتحدث عدد من المسئولين اليمنيين على أن تعيين وزير مسلم يثبت عظمة بريطانيا» السياسة الخارجية البريطانية لدعم الدول النامية.