دراما يمنية! أشياء كثيرة دفعتني للكتابة عن أعمالنا اليمنية الموسمية فالإعلانات التي شاهدناها وكانت تهلل وتدعو المشاهد اليمني لانتظار موعد مع المتعة والدراما اليمنية المتميزة على حد قول الإعلانات التي كانت تبث.. والمشكل أننا بدأنا نتكلم عن وجود دراما يمنية وندعو للتنافس الشريف وأن تتقاسم الفضائية الأعمال الدرامية وتدعو البعض لعدم الاحتكار، احتكار الأعمال اليمنية التي لا ندري أين تُعرض؟.. هل على القنوات المشفرة؟ من يدري؟ وعموماً نحن لدينا (شر البلية وكيني ميني) و (شاهد عيان) الذي كان من وجهة نظري أفضل عمل يمني قدم في رمضان الماضي وجيشت ضده الأصوات حتى أدى ذلك لإيقاف عرض بقية حلقات المسلسل. ونحن هنا نود أن نؤكد أن الحديث عن وجود دراما مصرية أو سورية صار الأكثر منطقية أمام كم الأعمال التي تنتج وتقدم سنوياً ورغم قدوم الخليجيين ليوجدوا لهم مكاناً بعد أكثر من ثلاثين عاماً لا يزال بعض الممثلين الخليجيين والكتاب الخليجيين يكتبون بأن الدراما الخليجية لم تنضج بعد رغم أن الأعمال الخليجية أوجدت لنفسها مساحة من العرض والدعم الإنتاجي غير المسبوق خليجياً كون منطقة الخليج المنطقة الأكثر ثراء في الوطن العربي ولا غرابة أن يكون الإنتاج الخليجي الأكثر إغراء للممثلين من غير الخليجيين، فقد شاهدنا وحيد سيف وسناء جميل وأحمد بدير والمروح ممدوح وافي وممثلين أخرين يوجدون في الأعمال الخليجية رغم أن بعض من تلك الأعمال ليست جيدة المضمون وتقدم قصة عادية يتم تطويل السيناريو مما يؤثر على حالة الملك وعدم الرغبة في المشاهدة من قبل المشاهد العربي المتلقي عبر القنوات لما يطرح فضائياً أو بغرض بحسب بعض المعايير غير النفية التي تطغى على تسويق وبث معظم الأعمال الخليجية أو غيرها. وما نود أن نقوله هو أن بعض النقاد المصريين وفي مقدمتهم طارق الشناوي وغيره يقولون بزن الدراما المصرية أصبحت تشكو علات كثيرة وهو ماجعل الدراما السورية تبرز للساحة وتتفوق فنيا وحضورا ومضموناً.. فما بالكم بالأعمال اليمنية المكررة في الشكل والممثلين وأساليب الطرح التي لا تتعدى الثلاثة الأعمال الموسمية في رمضان وأصبحنا نتكلم ونتغنى بوجود دراما يمنية والبعض يغالي بالقول بأن الدراما اليمنية والمسلسلات اليمنية والممثل اليمني قادرون على المنافسة عربياً وخليجياً على وجه الخصوص وهذا طرح غير منطقي من وجهة نظري فنحن ما زلنا في مرحلة ضبابية الرؤى ومازالت أعمالنا اليمنية (كسراب بقيعة) يحسبه الضمآن ماء وفناً ونحن علينا أن نؤمن بأننا في وضع محرج فنياً وعلينا أن لانقفز على واقعنا وندعو لعقد ورشة عمل أو ندوة يتم فيها طرح أكثر من عنوان ندعو في مضمونها لتأسيس اللبنات الأولى أو قطع الميل الأول في مشوار الألف ميل نحو إيجاد دراما يمنية تقدم ما لا يقل عن عشرة أعمال في السنة كمرحلة أولى وتؤسس لشراكة رجال المال والقطاع الخاص لأن أي عمل لا يخلق شراكة مجتمعية وشراكة نفعية اقتصادية تخدم الممثل والمخرج والمنتج وأطراف المشروع أو العمل لا يكتب له النجاح والاستمرارية واعتماد الممثل والمخرج والكاتب والفضائية والسعيدة على عمليتين أو ثلاث فقط في السنة يضر بالجميع ويضر بالعمل الفني في بلادنا وعلينا أن نجتهد ونسهم في وضع استراتيجية واضحة وواقعية تراعي واقعنا وتكون منطقية التنفيذ وغير خيالية لنتمكن من تحقيق آمال وطموحات الجميع ممثل وكاتباً ومخرجاً ومنتجاً وقطاع إنتاج ومشاهداً، وبداية الإصلاح إيماننا بأننا لم نبدأ بعد ونتفق كيف نعمل ونشهر أول خطوة شراكة يسهم فيها الجميع وعلى رأسهم الدعم الحكومي ممثلاً بوزارتي الإعلام والثقافة وختاماً نسأل: هل لدينا فعلاً دراما يمنية؟ السؤال مطروح للتصويت ولنا عودة إن شاء الله.