يقدم الفريق الطبي المتنقل الأول، التابع لمكتب الصحة العامة والسكان بمحافظة عمران خدمات كشفية وعلاجية متميزة وملموسة لتشمل كثيراً من أبناء المناطق النائية والقرى المحرومة وقد مثلت نسبة الاقبال من قبل الوافدين عليه نسبة كبيرة.. الدكتورة/ مريم عبدربه سالم الدوغاني - رئيسة الفريق الطبي تحدثت ل«الجمهورية» عن قضايا صحية كثيرة، تتعلق بحياة أبناء المناطق النائية. خدمات متميزة نود في البداية أن تطلعينا على أبرز الخدمات التي يقدمها الفريق وعدد الوافدين من أبناء المناطق المستهدفة.. يقدم الفريق الطبي المتنقل الأول التابع لمكتب الصحة بالمحافظة وبدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية ممثلة بمشروع الخدمات الأساسية للصحة يقدم خدمات طبية وكشفية متميزة للاسرة وتتمثل في المعاينة وإجراء الفحوصات المخبرية المختلفة كفحص الدم للحامل وفحص خضاب الدم «الهيموجلوبين» وسنقوم إن شاء الله عما قريب بعمل فحص فصيلة الدم وخاصة للنساء الحوامل، كما نقوم بالكشف الطبي وعلى جميع الفئات العمرية من أمهات، ورجال، وأطفال.. فضلاً عن رعاية الحامل، وتنظيم الأسرة، تحصين للأم والطفل، تثقيف صحي، تخطيط قلب وكذا الكشف بالأشعة التلفزيونية لجميع الحالات وفي بعض الأحيان يتم الكشف بصورة مجانية. الكشف على حالة أما بالنسبة للشق الآخر من سؤالك فإنني أجزمك القول بأن الإحصائية في عدد الوافدين تتزايد من شهر لآخر فمثلاً شهر فبراير كانت عدد الحالات الوافدة إلينا - عموماً بدءاً ب 500 حالة وبالتالي تزايد العدد إلى 800 حالة وفي الشهر الماضي قمنا بالكشف على أكثر من 1500 حالة في حين قمنا بإضافة مناطق جديدة مثل بيت حازب بمديرية السود، ومنطقة الصفاء بمديرية عمران إلى جانب مناطق المديريات المستهدفة بخدمات الفريق وهي مديريات «عمران، عيال سريح، جبل يزيد، مسور، السود، ثلاء، ريدة، ومديرية خارف» وبالتالي نستهدف مناطق تمثل نسبة الاحتياج فيها نسبة كبيرة وبذلك نسجل رقماً كبيراً على مستوى عدد الوافدين وسترتفع سويتنا الاحصائية خلال هذا الشهر إلى نحو 2000 حالة تقريباً. ترى ماهي أكثر الحالات المرضية شيوعاً لدى أوساط المواطنين من أبناء المناطق المستهدفة ؟ بالنسبة لشريحة الأطفال فإن أكثر الحالات الوافدة تتمثل في الالتهابات الرئوية، الإسهالات، وسوء التغذية أما بالنسبة للنساء فإن أكثر الوافدات إلينا هن الحوامل وبعض الحالات النفسية كما تأتينا حالات الكلى، وحالات البلهارسيا لدى النساء والأطفال وأمراض نسائية بشكل عام ك«أكياس في المبيض» أما حالات الفتيات غير المتزوجات فإن أكثر الوافدات إلينا يعانين آلام الدورة الشهرية فقط، وبالنظر إلى الرجال فإن أغلب حالاتهم المرضية الوافدة إلينا وبصورة كبيرة تتمثل في ارتفاع الضغط وخاصة لدى كبار السن وكذلك حالات السكر، وحصوات الكلى أما حالات البلهارسيا فإنها تأتينا حالات معينة من بعض المناطق مثل «المسودة، والسود» وهما مديريتان أكثر عرضة للإصابة من غيرها. ونتمنى ان يقوم البرنامج الوطني لمكافحة ودحر البلهارسيا بالنزول الميداني إلى مثل هذه المناطق لكونها تفتقر لمختبرات وبالتالي تمثل نسبة الاصابة فيها نسبة كبيرة ممايتطلب ذلك لفتة إنسانية كواجب يحتم على الجهات المعنية ذلك وبالنسبة لنا في الفريق المتنقل نعمل على تشخيص تلك الحالات من خلال اعتمادنا على الأعراض السريرية فقط نتيجة غياب أدنى مقومات الفحوصات المخبرية لذلك. أدوية يجب ان تُصرف وماذا بخصوص الأدوية المتوفرة لديكم والتي يحتاجها الفريق ؟ طبعاً نشكر الدكتور عبدالغني الغزي مدير عام مكتب الصحة بالمحافظة على دوره في توفير بعض الأدوية الضرورية والتي يحتاجها الفريق ولعل منها محاليل إرواء، محاليل وريدية، شراب الآوول وبعض الأدوية الموجودة وهناك أدوية أخرى متوفرة للكبار ولكن أتمنى توفرها أكثر مماهي معتمدة لنا كي نواجه بذلك حالات الاقبال المتزايدة .. حالات «الضغط، السكر، والمسالك البولية»، وهي حالات نعاني كثيراً بسببها بحيث يصرف لها مباشرة حال توفرت لدينا بدلاً عن ارسال المريض لاستلامه من مستشفى عمران. جهود.. ولكن !؟ هل أنت راضية بمايقدمه فريقك من خدمات علاجية حتى الآن ؟ رغم الجهود التي يبذلها الفريق في سبيل الوصول إلى المناطق الوعرة خدمة للمواطنين ووفق الإمكانيات المتاحة إلا أننا نصبو إلى تقديم خدمات متميزة وبصورة أشمل للأسرة فمن حيث الجهود التي يبذلها طاقم الفريق أجزمك القول بأنني راضية كل الرضى بذلك غير ان شحة الإمكانيات كأدوية وأجهزة ضرورية تجعلنا غير راضين بالواقع ولا أخفيك بأننا عندما نجد إقبالاً كبيراً خاصة في المناطق المحتاجة نقضي فيها أكثر من 8 ساعات عمل متواصل دون كلل أو ملل خدمة للمواطنين، لكن حسب مانشاهده من حالات في بعض المناطق تتطلب وجود فني مختبرات وأعني بذلك إذا بالإمكان ان يتواجد معنا طبيب. كما لاحظت نزوله معنا ضمن فعالية اليوم المفتوح لسن الزواج الآمن بحيث يختلف من طبيب لآخر ك «طبيب جراحة، وطبيب مسالك بولية، وغير ذلك من التخصصات الضرورية التي نضمن من خلال تواجدها معنا بصورة دورية تقديم خدمة أشمل وأفضل للمواطنين وبصورة إنسانية وأكثر ايجابية، وعندئذ سنكون راضين بما نقدمه، فهناك تأتينا حالات نعاين بعضها والبعض الآخر نحيلها نظراً لأنها تحتاج لتدخل جراحي كإجراء عمليات جراحية وحالات تحتاج لمعاينة طبيب مختص أو يكون علاجها خارج نطاق قدراتنا وإمكانياتنا المتاحة، ولعل ما يفضل وجوده للعمل ضمن الفريق هو فني مختبرات. دورات تأهيلية هامة وماذا عن الدورات التأهيلية والتخصصية التي يحتاجها الفريق للقيام بعمله على أكمل وجه وبالصورة المرجوة؟ بالنسبة لنا كفريق متنقل سبق أن طالبت بإقامة دورة في مجال الشفط اليدوي لما لها من أهمية كبيرة، حيث وتأتينا حالات إجهاض ونزيف فبدلاً عن إحالتها لإجراء عملية تنظيف قد يمكن للطبيبة أو القابلة عمل الواجب حينها في ضوء تمكينها من دورات مكثفة حول عمليات الشفط اليدوي، فضلاً عن دورات أخرى يفترض إقامتها حول الإنعاش القلبي وهي دورة مهمة للغاية قد تمكن القابلة بالقيام بعملها عندما تصلنا حالة ماء وتتطلب وجود قابلة إلى جوار الطبيبة. كذلك دورات تدريبية ضرورية يحتاجها الفريق في مجال رعاية الأمومة والطفولة ويجب أن تكتسبها القابلات مواكبة مع التطور المعلوماتي والعلمي الحاصل وبذلك يمكننا أن نوجد كادراً مؤهلاً علمياً وعملياً. وعي متدن.. وقصور عمد ما تقييمك لوعي وثقافة المواطنين في المناطق النائية خاصة بالقضايا الصحية؟ لا أخفيك بأن نسبة الوعي بالقضايا الصحية والسكانية لدى المواطنين في المناطق النائية لازال متدنياً حتى الآن في الوقت الذي يصاحب ذلك قصور من قبل شرائح المجتمع التي يجب أن تكون فاعلة.. كما ينبغي أن يكون هناك تثقيف صحي فاعل من قبل المرشدين الصحيين أو المعنيين بهذه المناطق حول سوء استخدام الأدوية على اعتبار أن الكثير من المواطنين يتعمدون أخذها بصورة تكاد تكون ارتجالية عشوائىة وإن لم تقتض ضرورة الاشراف لذلك وعندها يترتب من وراء ذلك الخطأ مخاطر جمة على حلاتهم الصحية فمثلاً أغلب العلاجات قد تخل بالكبد الأمر الذي يتطلب وجود تثقيف صحي متواصل في أوساط المواطنين وبالأخص أبناء المناطق الريفية والنائية حفاظاً على سلامتهم. الكبد.. مصنع السموم هل تعنين بعشوائية تناول الأدوية من قبل المواطنين وإن لم تشخص حالاتهم المرضية ودواعي استعمالها.. نعم.. ولا أخفيك بأن حالات كثيرة تأتينا من أغلب المناطق المستهدفة تطلب العلاج«الأدوية» دون سواها وبحجة ماء أو أعذار واهية فمنهم من يرسل ابنه أو زوجته أو أخاها أو أي فرد من العائلة يدعي أنه مريض ويعاني كذا وكذا وعلى هذا المنوال تأتينا كثير من الحالات ليس للعلاج والمعاينة وإنما لأخذ أدوية وتجميعها في المنزل دون معرفة منها بدواعي استخدامها وتأثيرها.. وهذا في حد ذاته شيء سلبي وغير عقلاني قد يؤثر على صحتهم وسلامتهم وخاصة على وظائف الجسم وبالذات الكبد لكونها مصنع السم ففي بعض المناطق أشاهد حالات كثيرة تشرب المحاليل وكأنه عصير أو ماشابه ذلك. وعورة الطرق.. وغياب الرعاية فيم تتمثل أبرز المشاكل والصعوبات التي تواجهكم؟ أكبر مشكلة نعانيها تتمثل في وعورة الطرق.. فمثلاً أتحرك مع الفريق من عاصمة المحافظة الساعة 7 ونصف صباحاً وأحياناً الساعة 6صباحاً وإذا كانت المنطقة المستهدفة أكثر وعورة وبغض النظر عن هذا أو ذاك إلا أننا في بعض الأحيان نأخذ وقتاً طويلاً للوصول إلى هذه المنطقة وعند النهاية نتفاجأ بأن الطريق مقطوعة في حين أن الجهات المعنية هناك لاتقوم بإبلاغنا مسبقاً أوبالأقل إبلاغ مكتب الصحة بأعمال الشق الحاصل في هذا الطريق أو ذاك كي نتمكن من تعديل برنامجنا الميداني وتجنب خطورة العودة عبر تلك الطرق التي تكاد تكون ضيقة. أما المشكلة الثانية والتي نعانيها فهي وجود بعض المراكز والوحدات الصحية ودون ذكر اسمائها لاتزاول نشاطها إلا عندما نأتي إليها وكأننا موسم وهذا بحد ذاته غلط فادح عندمايقتصر عمل منشأة كهذه على جهد الفريق ولسان حالنا يقول«مستفهماً» هل نام دورها ودور كوادرها في العمل هذا من جهة ومن جهة أخرى هناك بعض مسئولي الوحدات والمراكز الصحية يأتون معنا رغم التبليغ المسبق للأهالي وعدم الفائدة من وجوده الأمر الذي يتطلب ذلك لفت انتباه المعنيين من خلال الدكتور/عبدالغني علي الغربي مدير عام مكتب الصحة والسكان بالمحافظة. الكادر.. ودور التثقيف الصحي مطالبكم الضرورية كفريق متنقل للقيام بعملية التوعية اللازمة في اطار المناطق المستهدفة.. في الحقيقة هناك ماهو أهم من مطالبنا وهويجب أن يكون المرشد الصحي أو القابلة على درجة عالية من الوعي في المقام الأول وبدرجة أساسية حتى يضطلعوا بدورهم في نشر التوعية والتثقيف الصحي لدى أوساط أبناء مناطقهم، وعند ذلك تكتمل مطالبنا ويساعدونا في خلق مجتمع واع وبالتالي حماية أرواح وسلامة المواطنين ونحن بدورنا نقوم بعمل دورة تثقيف صحي للقابلة والمرشدة الصحية إلى جانب المواطنين حيث يتم استهدافهم بأفلام التوعية والتثقيف الصحي عند المعاينة وذلك من منطلق الضرورة ولكوننا نزور منطقتهم مرة واحدة في الشهر. وهنا تكمن الضرورة في وجود تثقيف صحي وكادر مؤهل من أبناء المنطقة يعمل على خدمتهم طوال اليوم عكس ظروفنا بل ويقع على عاتقهم دور كبير في خدمة مواطنيهم وتلبية احتياجاتهم الضرورية ورعايتهم الرعاية الصحية الكاملة. كلمة أخيرة نختم بها اللقاء؟ أهم شيء لدي حالياً يتمثل في وجود تثقيف صحي بشكل صحيح ويتطلب ذلك اقامة دورات تأهيلية لجميع القابلات والمرشدين الصحيين العاملين في الوحدات والمراكز الصحية على مستوى المحافظة لمالذلك من أهمية خاصة وكبيرة لما من شأنه يتأهلون التأهيل المناسب ؟؟ وهذه خطوة نتطلع إلى تحقيقها في ظل ادارة مكتب الصحة بالمحافظة ممثلاً بالدكتور/عبدالغني الغربي المدير العام وفي ظل دعم المنظمات الدولية ولا أخفيك علماً بأنني أثناء النزول الميداني إلى كثير من المناطق ألاحظ افتقار العاملين الصحيين لعديد من الخطوات الواجب تنفيذها في الميدان الصحي وخاصة في مجال تنظيم الأسرة فعلى سبيل المثال من تلك الأخطاء الملاحظة للتوضيح صرف حبوب منع الحمل ويوصى باستخدامها لمدة سته أشهر غير أنني وجدت في بعض المناطق دون ذكر الاسم القابلة ذاتها توصي المرأة باستخدامها لمدة سنتين دون دراية منها بالأضرار المترتبة من وراء ذلك وماإذا كانت المرأة لديها اضطراب في الهرمونات.. ومن خلالكم أتمنى من الجهات المعنية بالمحافظة أو مشروع الخدمات الأساسية للصحة أن يوفروا لنا فني مختبرات ومختبراً متكاملاً ضمن الفريق بحيث نتمكن من اجراء الفحوصات اللازمة لكل الحالات ولكوننا فقط نعمل حالياً فحوصات محددة وغير متكاملة.