اطّلع محافظ حجة فريد أحمد مجور خلال زيارته أمس لقلعة القاهرة التاريخية بمدينة حجة على سير العمل في تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع أعمال الحماية ومعالجة الأساسات الصخرية، بتكلفة 184 مليون ريال على نفقة الحكومة. ويتضمن المشروع إعادة تأهيل الأسوار الخارجية للقلعة، ومعالجة الأساسات الصخرية، وتثبيت الصخور الآيلة للسقوط في جوار القلعة من الناحية الشرقية، وكذا تنفيذ الأعمال الإنقاذية للجزء المنهار من القصر الداخلي للقلعة. وخلال الزيارة استمع المحافظ ومعه رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف والمخطوطات الدكتور عبدالله باوزير إلى إيضاح من قبل مدير عام الآثار في المحافظة محمد عبده عثمان حول نسبة الإنجاز في المشروع التي بلغت 80 بالمائة، ومستوى الالتزام بالتصاميم والمواصفات المعتمدة، والفترة الزمنية المتبقية لإنجازه, إلى جانب تنفيذ المرحلتين القادمتين بشأن إعادة تأهيل القلعة بالشكل النهائي وجعلها متحفاً نموذجياً لموروث المحافظة خلال الأعوام القادمة بتكلفة تقديرية تبلغ خمسمائة مليون ريال. وأكد المحافظ ورئيس الهيئة أن هناك جهوداً تكاملية بين السلطة المحلية وهيئة الآثار بشأن البحث عن مصادر لتمويل المراحل المستقبلية من مشروع إعادة تأهيل القلعة، والمبادرة في إنقاذ مواقع أخرى من الآثار المهددة بالاندثار في المحافظة. رافقهم خلال الزيارة وكيل المحافظة محمد القيسي ومدير عام المشاريع في الهيئة محمد قاسم الشميري، ومدير عام مكتب الثقافة في المحافظة زيد العضهي ورئيس لجنة الخدمات بالمجلس المحلي في المحافظة محمد الزعكري. هذا وقد كشفت أعمال الدراسة والتوثيق الشامل التي جرى تنفيذها مؤخراً لقلعة القاهرة التاريخية عن وجود مبانٍ ومرافق وأنفاق وسراديب ومنافذ سرية مرتبطة بالقلعة التي يعود تأسيسها إلى القرن الخامس الهجري, وكذا ظهور “جروف صخرية وطرق وأنظمة محكمة ودقيقة لتصريف مياه الأمطار وحماية جدران وأساسات القلعة والصخور القائمة عليها من تأثيرات المياه”. ويصف مسئولو الآثار تلك الاكتشافات الأثرية بأنها في غاية الروعة والجمال والأهمية من الناحية الفنية والأثرية والمعمارية، ويتوقعون أن يتم الكشف عن معالم أثرية أخرى في القلعة في حال رفع الأنقاض والمخلفات والأتربة وإزالة الأشجار التي تغطّي ساحة القلعة التي تعد من أهم المعالم التاريخية والسياحية في محافظة حجة. كما برز دور قلعة القاهرةبحجة في كثير من الأحداث والوقائع في تاريخ اليمن القديم والمعاصر, وارتبطت ارتباطاً وثيقاً بمسيرة الشعب اليمني ونضاله وكفاحه المرير من أجل الحرية ومقاومة الظلم والاستبداد منذ الإرهاصات الأولى للثورة اليمنية في مطلع الأربعينيات من القرن الماضي. وعرفت القلعة منذ إنشائها (بحصن الظهرين) حتى العام 1023 للهجرة عندما سيطر عليه الأتراك وأعادوا تجديده وزادوا في تحصيناته ليعرف فيما بعد “بقلعة القاهرة”. وتعد قلعة القاهرة تحفة رائعة وأثراً جمالياً نادراً ونموذجاً فريداً ومتميزاً لفن العمارة الحربية اليمنية الأصيلة. وتتكون القلعة من سور ضخم دائري الشكل يتراوح ارتفاعه بين 7 - 10 أمتار تقريباً، وجدرانه سميكة مشيدة بأحجار صلبة مهندمة ومصقولة, تسنده أبراج دفاعية مستديرة الشكل بارزة إلى الخارج ومرتفعة عن جدار السور وهي من طابقين إلى ثلاثة. وتتخلل جدار السور فتحات صغيرة للمراقبة ومزاغل للرماية ومتاريس للدفاع عن القلعة. ويفتح في جدار السور الأمامي للقلعة مدخل معقود عليه باب خشبي سميك تتوسطه فتحة صغيرة تؤدي إلى ساحة واسعة ومكشوفة تفتح عليها مداخل الغرف والمخازن وأبراج المراقبة والحراسة الملاصقة لجدار السور من الداخل.. إضافة إلى مبنى الدار (القصر) الذي يحتل جزءاً من الساحة. ويتكون الدار من عدة طوابق وله مدخل يفتح في واجهته الأمامية ويؤدي إلى ممر ضيق تقع عليه حجرات ومخازن الطابق الأرضي وينتهي إلى سلم درجي يتم بواسطته الصعود إلى بقية الطوابق وسقفه. ويقع إلى جوار الدار مسجد وعدد آخر من المباني ومدافن الحبوب وبرك ومواجل الماء المحفورة والمنقورة والتي تتسع لخزن كميات كبيرة من مياه الأمطار. ويتبع القلعة عدد من الأبنية والمرافق العامة المجاورة للسور من الخارج في الجهتين الشمالية والشرقية محاطة بسور آخر مازالت آثاره واضحة وجزء منه قائم.