شدد رئيس الوزراء الفلسطيني في رام الله سلام فياض أمس الأربعاء على ضرورة إنهاء حالة الانقسام القائمة بين شطري الوطن وذلك من أجل إقامة الدولة الفلسطينية وتوفير متطلبات ضمان تحقيقها.. وقال فياض خلال حديثه الإذاعي الأسبوعي: هذا الأمر يدعو إلى ضرورة الاجتهاد من قبل الجميع وإعمال العقل بهدف بلورة تصور يُمكّن من الإجابة عن هذه المعضلة الوطنية. وأضاف: “إن النجاح في تحقيق هذا الأمر من خلال بلورة خطة قابلة للتطبيق العاجل سيضعنا في موقف أفضل لوضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته إزاء الوفاء باستحقاق سبتمبر 2011م والمتمثل في إنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره وإقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود عام 1967م بحيث يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته المباشرة لتحقيق ذلك”. وأشار رئيس الوزراء الفلسطيني إلى أن المهمة قد تبدو صعبة, ولكن الثقة كبيرة أن الإخلاص لضرورة تحقيق الوحدة كفيلٌ بمساعدتنا على تحقيقها كي نواصل العمل والسير بخطوات ثابتة نحو إنهاء الاحتلال.. من جانب آخر جددت منظمة التحرير الفلسطينية أمس رفضها التام توقيع أي اتفاق سلام انتقالي او جزئي مع الحكومة الاسرائيلية.. وقال أمين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة ياسر عبدربه في تصريحات إذاعية: “إننا نرفض أي اتفاق دون ضمانات دولية لتنفيذه بشكل تام ووفق جدول زمني متفق عليه”. مؤكداً أنه لن يكون هناك إنهاء للصراع مع اسرائيل قبل تحقيق آخر خطوة من خطوات الاتفاق النهائي في حال التوصل إليه. وأضاف ان ما يهمنا هو إنهاء الاحتلال الاسرائيلي والعودة إلى حدود العام 1967 بما يشمل مدينة القدس الشرقية والحل العادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين وفق المبادرة العربية. وحول إمكانية انسحاب اسرائيل من طرف واحد من أجزاء في الضفة الغربية قال عبدربه: “لن نكون طرفاً في مثل هذه الخطوات على الإطلاق”.. مشدداً على أنه لن يكون هناك أي تفاوض مع الاسرائيليين قبل القبول بحل نهائي حول كل قضايا الوضع النهائي التي تشمل قضايا اللاجئين والمستوطنات والمياه والأمن والمعتقلين في سجون الاحتلال إضافة إلى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. على صعيد متصل انسحبت بعثة فلسطين في مجلس حقوق الإنسان احتجاجاً على كلمة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلنتون التي وجهت خلالها اتهامات للمجلس باستهداف اسرائيل دون الإشارة إلى انتهاكاتها ضد الشعب الفلسطيني. وقال سفير فلسطين في جنيف ابراهيم خريشة لوكالة الأنباء الفلسطينية (معا) أمس: “انسحبنا من جلسة المجلس اعتراضاً على دفاع كلينتون المستميت عن اسرائيل أمام الأعضاء حينما ادعت أن المجلس يستهدف اسرائيل وينفرد بها”.. وأشار خريشة إلى أن كلينتون تحدثت عن انتهاكات حقوق الإنسان في مصر وتونس وليبيا واليمن وإيران ثم أظهرت اسرائيل على أنها ضحية لاتهامات المجلس متجاهلة جرائمها ضد الفلسطينيين.. وأوضح ان هذا الخطاب يعتبر عملاً انتقائياً وازدواجية في المعايير وأن التضامن الأعمى مع اسرائيل يجب أن يتوقف, داعياً في ذات الوقت الإدارة الأميركية إلى اتخاذ موقف نزيه في الشرق الأوسط لاسيما حيال الملف الفلسطيني - الاسرائيلي.. في السياق ذاته حذّرت منظمة التحرير الفلسطينية في وقت سابق أمس من خطورة مصادقة سلطات الاحتلال الاسرائيلية على إقامة 14 وحدة سكنية استيطانية في حي رأس العمود في مدينة القدسالمحتلة.. واعتبرت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، في بيان صحفي، أن المصادقة الجديدة لاسرائيل على خطط للبناء الاستيطاني في القدس “خطوة جديدة لتغيير معالم المدينة وتهويدها”. وأكدت في هذا الصدد بطلان وعدم شرعية هذا القرار وكافة الإجراءات الاستيطانية على الأرض الفلسطينية، وأنها لن تمس من المكانة الشرعية للأراضي المحتلة عام 1967 كحدود للدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية. . وحذّرت اللجنة أيضاً من أن الحكومة الاسرائيلية في هذه السياسة “تؤكد مجدداً انصياع هذه الحكومة المتطرفة لسياسة المستوطنين خصوصاً في القدس ما ينذر بتوتير الأوضاع داخل المدينة وفي كافة الأراضي الفلسطينية، وتهديد أي جهد لاستئناف العملية السياسية المتعثرة”. وأشارت إلى تأكيد المجتمع الدولي على عزلة اسرائيل وعدم شرعية إجراءاتها الاستيطانية من خلال تصويت 14 دولة في مجلس الأمن إلى جانب مشروع القرار الفلسطيني والعربي والإسلامي لإدانة الاستيطان.. ولفتت إلى أن “الفيتو الأميركي الذي جاء مخالفاً للرغبة الدولية، شكل غطاء لاعتداءات اسرائيل على الإنسان الفلسطيني ومواصلة نهب أراضيه واستلاب حقوقه المشروعة”. وكانت لجنة الترخيص في بلدية الاحتلال قد صادقت على قرار جديد يسمح ببناء 14 منزلاً للمستوطنين في حي رأس العامود في مدينة القدس.