كنت قد أشرت في عمودي السابق وعبر هذه الصفحة أنني سأعود مجدداً للكتابة عن الراحلين عبدالله هاشم المسني وعبدالحكيم النور بعد أن أشرت إلى رحيليهما في فقرة موجزة لم تف بمناقبيهما على حدٍ سواء،وها أنا أعود من جديد لأذكر فقط بما يلي: بالنسبة للزميل عبدالله هاشم المسني الذي كنت قد تعرفت عليه في العام الأول للوحدة المباركة في إحدى المواجهات الكروية في ملعب الشهيد الحبيشي بعدن فاجأني الرجل بنبله وتواضعه ودماثة أخلاقه وقد كان كل منا يعرف الآخر من خلال كتاباته فقط ويومها أتذكر أن الزميل الراحل عبدالله هاشم المسني أعتقد أنني قد جئت إلى عدن خصيصاً من أجل تغطية تلك المباراة وبكل أدب ودبلوماسية أردف قائلاً: كويس أنك موجود عشان تغطي المباراة ل«الجمهورية».. قلت له هذا لايمكن فأنت الممثل الرسمي ل«الجمهورية»... فرد عليّ مباشرة وأنت الابن الشرعي لها..عموماً كان زميلنا الراحل عبدالله المسني بالإضافة إلى كل المزايا المهنية والإنسانية التي يتمتع بها واحداً من فرسان الإعلام الرياضي الذين قدموا بعطاءاتهم المميزة جل الخدمات الجليلة للرياضة اليمنية دون أن تقدم له الرياضة ما يتلاءم مع تك العطاءات التي كان قد استهلها في مطلع الستينيات من القرن المنصرم كأحد نجوم كرة القدم في كل من المحمدي والواي «الوحدة حالياً» ليتواصل ذلك العشق الجميل الذي امتد إلى مهنة المتاعب والتي مثلها خير تمثيل محلياً وخارجياً عبر قلمه الرياضي الذي لم يتوقف عن مواكبة الأحداث الرياضية إلا في فترة مرضه الذي سبق رحيله المفجع..تغمد الله فقيدنا الراحل عبدالله هاشم المسني بواسع الرحمة والمغفرة والهم أهله وذويه الصبر والسلوان،..ويا أيها القائمون على رياضة عدن ورياضة الوطن جاء دوركم وآن الأوان لتردوا لأسرة الراحل شيئاً من الجميل. أما زميلنا الراحل عبدالحكيم النور والذي كان يتمتع بإمكانات وملكات متعددة فقد كانت المحطة الأولى التي تعرفت عليه من خلالها في واحدة من الفعاليات الرياضية (الكاراتيه والتايكوندو) التي نظمها فرع الاتحاد في تعز في المدينة السكنية بمنطقة البرح مديرية مقبنة في منتصف التسعينيات ويومها كنت متواجداً في تلك الفعالية كممثل لصحيفة «الجمهورية» وكان الراحل عبدالحكيم النور يتولى تقديم فقرات الحفل الختامي للبطولة وإذا به يتجه نحوي ليحاورني أمام الحضور بعد أن رحب بي بطريقة جميلة وراقية..ومنذ تلك اللحظة توقعت أن يكون للراحل شأن كبير في الجانب الإعلامي وفي المجال المرئي على وجه التحديد ولم يخب ظني بالفعل حيث لم تمر سوى فترة بسيطة حتى أطل علينا الزميل الراحل عبدالحكيم النور عبر الفضائية اليمنية ومن خلال باكورة أعماله التلفزيونية ((الكاميرا الخفية)) ليتحفنا بعديد الأفكار والمقالب المضحكة والمبهرة في آن واحد ليواصل فقيدنا الراحل عبدالحكيم عشقه الأًصيل للعمل الإبداعي والإعلامي عبر مجموعة شركات هائل وعبر قنواتها الخاصة بالدعاية والإعلان ليضطلع معها بعديد من مهام التوثيق والتصوير والراحل عبدالحكيم رحل عن دنيانا وهو في عز عطائه وتألقه، رحل وفي جعبته الكثير من الرؤى والأفكار ليحول الأجل دون أن ترى النور..تغمده الله بواسع الرحمة والمغفرة وألهم كل محبيه الصبر والسلوان. (إنا لّله وإنا إليه راجعون).