أوضحت النتائج عدم اهتمام البرامج الدينية في الفضائيات الخاصة بقضايا الشباب في العالم الإسلامي فقد جاءت في المرتبة الأخيرة وتناولها يكاد يكون منعدما. *خلصت نتائج الدراسة أن المستوى اللغوي السائد في البرامج الدينية التي تقدمها الفضائيات العربية الحكومية هو «فصحى العصر”. *ضعف اهتمام الخطاب الإعلامي الديني في الفضائيات العربية الحكومية بباقي القضايا في المجالات المختلفة فالقضايا السياسية لم تتجاوز (59 قضية) بنسبة (9.36 %) كذلك القضايا الاقتصادية (55 قضية) بواقع (8.72 %). أما القضايا الثقافية فلم تتعد نسبة الاهتمام بها (8.87 %) كما بلغ مجموع القضايا العلمية (47 قضية) بواقع (7.45 %). في قراءة لرسالة ماجستير للباحث محمد أحمد هاشم التي حملت عنوان “ البرامج الدينية في القنوات الفضائية العربية: دراسة تحليلية” في أحد فصول هذه الدراسة توصل الباحث إلى عدة نتائج تتعلق بالبرامج الدينية الفضائية العربية حيث يشير إلى أن هناك قصوراً في بعض الجوانب وتميزاً في جوانب أخرى فلا تهتم الفضائيات الخاصة بالبرامج الدينية فيما يتعلق بعددها مقارنة بالألوان الأخرى من البرامج .. كذلك المساحة الزمنية المخصصة لهذه البرامج والتي لا تتجاوز (0.89 %). وكشفت النتائج عن اهتمام البرامج الدينية في الفضائيات العربية الخاصة بالموضوعات السياسية بصفة عامة وبالقضايا والأفكار التي تندرج تحت هذه الموضوعات على وجه التحديد فقد قامت هذه البرامج بمعالجة ومناقشة (302) قضية سياسية متنوعة، حيث تتمتع هذه القنوات الفضائية الخاصة العربية بقدر أكبر من الحرية إذا ما قيست بالقنوات الرسمية مما يوفر لها قاعدة شعبية أكبر ودرجة أعلي من المصداقية بين المشاهدين العرب الذين ضاقوا بأجواء الرقابة والرأي الواحد، كما ركز الخطاب الإسلامي في البرامج الدينية على قضايا الاعتداءات الغربية على العالم الإسلامي فقد جاءت هذه القضايا في المرتبة الثالثة بواقع (85) قضية مثلت (28.15 %) من جملة القضايا السياسية التي عالجتها البرامج الدينية في الفضائيات الخاصة.. مما يدل على تفاعل الخطاب الديني التي تعرضت لها الأمة الإسلامية أثناء فترة الدراسة. كما تشير النتائج إلى مجيء القضايا السياسية المتعلقة بالأقليات الإسلامية في العالم في المرتبة الخامسة بنسبة (5.97 %) تلاها قضايا الإرهاب والحظر الإسلامي بنسبة (2.68 %) وتتفق النتائج السابقة في مجملها مع من يرى أن الفضائيات العربية الخاصة قد ساهمت في كسر المحرمات السياسية ونقلها من احتكارات القطاع الخاص المتشكل من النخب السياسية والمثقفين إلى ممتلكات ثقافية عامة يتداولها الجمهور في الشارع العربي، وتشير النتائج أيضا إلى اهتمام البرامج الدينية في الفضائيات العربية الخاصة بالقضايا المتعلقة بالمعاملات التجارية والاقتصادية المعاصرة فقد جاءت في المرتبة الأولى بين القضايا الاقتصادية المختلفة. وفي مجال القضايا الاجتماعية توصلت الدراسة إلى تركيز اهتمام الخطاب الإعلامي في البرامج الدينية على القضايا المختلفة للنظام الاجتماعي في الإسلام حيث جاءت في المرتبة الأولي بنسبة تجاوزت نصف القضايا الاجتماعية التي وردت في مضمون البرامج الدينية (77 قضية) بواقع (54.22%) من إجمالي القضايا الاجتماعية وجاءت قضايا المرأة في العالم الإسلامي في المرتبة الثانية بنسبة (19.72 %) وتدل هذه النتيجة على اهتمام الخطاب الإعلامي وإن كان على غير المستوى المطلوب بالقضايا المعاصرة للمرأة في العالم الإسلامي ويفسر ذلك تلك الهجمة الشرسة على الإسلام والتي كانت المرأة والتشكيك في وضعيتها من أحد المحاور الهامة والأسباب لتلك الهجمة. كما أوضحت النتائج عدم اهتمام البرامج الدينية في الفضائيات الخاصة بقضايا الشباب في العالم الإسلامي فقد جاءت في المرتبة الأخيرة وتناولها يكاد يكون منعدما. أما عن القضايا الثقافية فقد ركز مضمون البرامج الريفية في الفضائيات العربية الخاصة على القضايا والأفكار المتعلقة بتميز الثقافة الإسلامية وعلاقتها بالآخر والحوار معه (34 دقيقة) بواقع (26.77 %) من إجمالي القضايا الثقافية جاء بعدها قضايا العولمة الثقافية (29 قضية) مثلت (22.84 %) فالقضايا المتعلقة بصراع الحضارات (12.59 %). وفي المرتبة الخامسة جاءت القضايا المتعلقة بالتراجع الحضاري والثقافي للأمة الإسلامية وجاءت قضايا التجديد في الفكر الإسلامي في المرتبة الأخيرة بنسبة (9.44 %). ولاحظ الباحث من خلال نتائج دراسته أن المستوى اللغوي السائد في البرامج الدينية التي تقدمها الفضائيات العربية الحكومية هو «فصحي العصر» حيث ساد في (78 حلقة) من إجمالي حلقات البرامج الدينية عينة الدراسة بواقع (71.55 %) ويرجع ذلك إلى طبيعة ونوعية الضيوف المشاركين في هذه البرامج وإلي طبيعة البرامج الدينية ونفسها والتي يفترض أنها تعتمد على المستوي الجاد من كل شيء، من الضيوف المشاركين ومن اللغة السائدة ومعروف أن فصحي العصر هي اللغة المشتركة في العالم العربي المعبرة عن هويته وثقافته. كما جاء مستوى «فصحى التراث» في المرتبة الثانية حيث ساد في 26 حلقة بنسبة (23.86 %) من إجمالي الحلقات. وكشفت نتائج التحليل النهائية للدراسة في سمات مضمون الخطاب الإعلامي الديني عن ضعف اهتمام الخطاب الإعلامي الديني في الفضائيات العربية الحكومية بباقي القضايا في المجالات المختلفة فالقضايا السياسية لم تتجاوز (59 قضية) بنسبة (9.36 %) كذلك القضايا الاقتصادية (55 قضية) بواقع (8.87 %). أما القضايا الثقافية فلم تتعد نسبة الاهتمام بها (8.82 %) كما بلغ مجموع القضايا العلمية (47 قضية) بواقع (7.45 %). وتشير الدراسة إلى أن القضايا السياسية تكاد تنعدم في مضمون برامج بعض القنوات بالرغم من أن الأحداث السياسية المتلاحقة ويدل ذلك على أنه مازالت بعض الأنظمة العربية تضع حدودا وخطوطا للفلك الذي ينبغي أن يدور فيه الدين فلا يتعداها ولا يتجاوزها مهما كانت الأحداث والظروف التي يمر بها العالم الإسلامي ولا تتفق وضعية الدين والقيود المفروضة عليه من بعض الأنظمة العربية مع ما تتميز به رسالة الإسلام من شمول وأنها رسالة تخاطب الإنسان في مختلف مجالات الحياة، ووفقًا لهذه الخاصية فإن المجال مفتوح أمام وسائل الإعلام الإسلامي والديني المتخصصة لتناول مختلف الموضوعات والقضايا التي تعالج مختلف مجالات الحياة كما تعرض هذه الوسائل لما يستجد من أحداث وقضايا في المجتمع لتبين أسلوب معالجها من المنظور الإسلامي.