في يوم 11 فبراير 2011م تدفّق شباب تعز إلى شارع جمال للمطالبة بإسقاط النظام رغم قناعاتهم أن النظام لم ينشأ بعد، وأن ما يمكن إسقاطه هو شبح من الفوضى جثم على جسد البلد 3 عقود والتهم كل عافيته، لكنها الرغبة في تحقيق حلمهم بالدولة المدنية دعتهم إلى تجاوز قناعاتهم تلك، وأن كل أدوات الفوضى التي يُدار بها البلد يجب أن تسقط مهما كان شكلها, وبحسب العديد من شباب الثورة فإن خروجهم في مساء 11 فبراير 2011م جاء بهدف البحث عن الدولة الغائبة والانتصار للإنسان المهدور. بدأت تعز؛ فتداعت كل المدن الكبيرة والصغيرة, وانصهرت كل الفوارق وأشكال السلوك في الساحات والميادين، هكذا يتحدّث ثوار 11 فبراير عن إنجاز كان صعب المنال, غير أنهم قرروا العودة مجدداً إلى الساحات حين شعروا أن أحلامهم بدأت تتلاشى وأن ما خرجوا من أجله لم يجد طريقه للعبور نحو الدولة المدنية وأن عقبات كثيرة وكبيرة أجهضت مشروع البناء وأعادت معاول الهدم إلى الواجهة بحسب تعبير عدد من الثوار. تؤكد الكيانات والهيئات الشبابية الثورية أن الحاجة باتت ملحّة لاستعادة روح الثورة بعد 4 سنوات من الترقب لما كانت ستؤول إليه محاولات الكيانات السياسية للمضي في اتجاه بناء الدولة التي ينشدها اليمنيون شمالاً وجنوباً، غير أنه وبحسب تلك الكيانات فإن الخطوات التي تم إنجازها في مسار العملية السياسية لم تثمر حتى الآن, بعد أن عادت طواحين العنف للدوران من جديد, وجعلت البلد ينحدر إلى متاهات ومزالق خطرة لن ينجو منها أحد. غابت إلى حد كبير روح التوافق التي كان بإمكانها أن تصنع ولو قليلاً من الأمل لملايين اليمنيين وفق ما يردده شباب ثورة 11 فبراير, وصارت العملية السياسية وفق وصفهم تسير في طرقات متعرجة بعد أن بدأ المشروع الوطني الجامع بالتلاشي, وانتعشت المشروعات المسكونة بالأنانية والفوضى والخراب. «11 فبراير ثورة لا تنكسر » وفق هذا الشعار يسعى من أشعلوا جذوتها إلى استعادة أحلامهم وبعث روح الثورة من جديد, وهدم كل أسوار الخوف التي عادت مجدداً لحشرهم عنوةً تحت شعارات ويافطات لاتصنع لهم مجداً بقدر ما تشدهم إلى ماضٍ سحيق غادره اليمنيون ذات حلم, هكذا يتحدث ثوار 11 فبراير وهم يبدؤون استعداداتهم للاشتعال «غضباً وتمرداً» وفق وصفهم. ورغم إيمانهم بقدرتهم على استعادة أحلامهم يرى ثوار 11 فبراير أن الوضع الراهن أكثر تعقيداً, حيث إن المشاورات الخاصة بحل الأزمة لم تنجب أبداً أية رؤية جادة لإعادة العملية السياسية إلى مسارها الصحيح, ومازال حبل المناكفات والمكايدات حسب قولهم هو الأكثر متانة, فيما حبل الحكمة اليمانية يبدو حتى الآن أوهن من خيوط العنكبوت. كان حلمنا الذي تحدّث عنه العالم بناء دولة مدنية وجيش وطني؛ هكذا يردد الثوار مجدداً غير أنهم بعد 4 أعوام من الترقب ينظرون إلى المستقبل بعيون خائفة, ويتساءلون: هل ستتوقف طواحين الخراب التي تحاول العودة بالبلد إلى متاهات الماضي؟!