الناطق باسم جماعة انصار الدين ل'القدس العربي': فرنسا تريد العودة إلى الساحل من نافذة محاربة الإرهاب والجزائر هي المستهدفة من التدخل العسكريالجزائر 'القدس العربي': قال سنده ولد بوعمامة الناطق باسم جماعة أنصار الدين في تصريحات ل'القدس العربي' إن الهدف من التدخل العسكري الأجنبي في منطقة الساحل لا يستهدف فقط الجماعات الإسلامية، بل يدخل في إطار مخطط واسع يستهدف الجزائر في المقام الأول، مشددا على أن فرنسا تتسابق مع الولاياتالمتحدة لضمان موطئ قدم لها في المنطقة، خدمة لمصالحها الاقتصادية. وأضاف ولد بوعمامة أن جماعة أنصار الدين عقدت عدة لقاءات مع الحركة الوطنية من أجل تحرير أزواد، وأن هذه اللقاءات التشاورية لا تزال مستمرة، نافيا أن تكون الجماعة التي ينتمي إليها قد رفضت التنسيق مع حركة تحرير أزواد، علما أن أنصار الدين هي التي بادرت بهذه اللقاءات من أجل ترتيب البيت الأزوادي، وترشيد الجهود من أجل مواجهة التحديات المختلفة، سواء كانت داخلية أو خارجية. وأكد على أن هناك أطرافا لا تريد للأزواد أن يتحدوا وينظموا صفوفهم، متهما الطرف الفرنسي بالدرجة الأولى، لأن هذا الأخير، على حد قوله، عمل دائما على بث الفرقة والشتات بين مختلف فصائل الشعب الأزوادي. وشدد على أن فرنسا بحاجة إلى ذريعة للتدخل في المنطقة، وذلك في إطار التنافس مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، من أجل السيطرة على منابع الطاقة المختلفة، موضحا أن فرنسا لديها مشاريع كبيرة في المنطقة، وهذه المشاريع تعتبرها أنصار الدين مضرة بالمنطقة وبسكانها. وأشار إلى أن الطرف الفرنسي سيحاول العودة من النافذة إلى منطقة الساحل بعد أن خرج من الباب في ستينات القرن الماضي، معتبرا أن المشروع الفرنسي الخاص بالمنطقة يدعو للريبة والحذر. وردا على سؤال يتعلق بالطريقة التي ستتصرف بها أنصار الدين إذا تم التدخل العسكري أجاب ولد بوعمامة قائلا 'هذا التدخل لا يستهدفنا نحن فقط كحركة، بل هي مؤامرة شاملة تستهدف كل شعوب المنطقة المعنية بما سيحدث'، مؤكدا على أن أحد أهداف هذا التدخل هو محاولة تقزيم دور الجزائر، من خلال زرع مشاكل بالقرب من حدودها الجنوبية، لحصر مهمة السلطات الجزائرية في السعي للحفاظ على أمنها الداخلي. واعتبر أن الذين يقرعون طبول التدخل العسكري الأجنبي في شمالي مالي من الفرنسيين وغيرهم، يهدفون إلى تقسيم وتفتيت المنطقة، وجلها بؤرة توتر مشتعلة، من أجل الضغط على أنظمة دول الساحل، وفي مقدمتها الجزائر، وابتزازها وخنقها، للحصول على مكاسب اقتصادية وسياسية منها. ووصف الناطق باسم حركة أنصار الدين الموقف الموقف الجزائري بأنه واضح وليس فيه أي لبس خلافا لما يتم الترويج له، موضحا أن الجزائر كانت دائما تدعو إلى تغليب الحوار والتفاوض، فالجزائر دولة لها مصالحها واعتباراتها، وأكدت حكومتها في أكثر من مناسبة أن التدخل العسكري الأجنبي سيكون كارثة. وذكر أن السلطات الجزائرية كانت راعية للعديد من مبادرات السلام، وعملت دائما على إيجاد حلول للمشاكل القائمة، حتى وإن كانت بعض الأطراف لا تفي بالتزاماتها في كثير من الأحيان، فمنطقة الساحل تعتبر الحديقة الخلفية للجزائر، وكل ما يحدث فيها يؤثر على الأمن القومي الجزائري، وسكان المناطق الجنوبية لهم علاقات قرابة مع سكان منطقة الساحل، مشددا على أن الجزائر أمام المؤامرات التي تحاك هنا وهناك في مرحلة الدفاع عن وجودها دولة وليس كنظام فقط. جدير بالذكر أن وفدا عن حركة أنصار الدين موجود في الجزائر منذ أيام، وهي الزيارة التي تكتمت عن تفاصيلها الحركة، ولم تؤكدها ولم تنفها السلطات الجزائرية، لكنها تبدو محاولة من طرفها من أجل إبعاد خيار التدخل العسكري وفصل حركة أنصار الدين عن الجماعات الإرهابية الأخرى.