القاهرة: أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي أن الجامعة العربية تصغي بكل اهتمام لكل فكر أو مقترح يعمق من الشراكة الفعالة لكل مكونات الدول العربية لتعزيز حقوق الإنسان العربي. جاء ذلك في كلمة له أمام مؤتمر "جامعة الدول العربية وحقوق الإنسان .. التحديات المقبلة" التي ألقاها نيابة عنه مستشار الأمين العام للجامعة السفير مخلص قطب أمام ممثلي 40 منظمة وطنية حقوقية للدفاع عن حقوق الإنسان في المنطقة والإقليم. ونوه بالعلاقة الطردية التي تربط المجتمع المدني وأجهزة الدولة، مبينًا أنه بقدر ما يتحقق من تقدم في حماية المواطن وتعزيز حقوقه بقدر ما تتحقق التنمية والديمقراطية في الدولة. وأكد العربي على ضرورة أن تكون أركان المجتمع المدني تعتمد العمل الإداري الحر التطوعي المبنى بصورة منهجية وفقاً للاستقلالية الإدارية والتنظيمية والمالية، بالإضافة إلى القبول بالاختلاف والتنوع مع الالتزام بالوسائل السلمية في إدارة الخلاف داخله وبينه وبين الدولة اتساقاً مع قيم الاحترام والتسامح والتعاون. وقال :"إن الدفاع عن حقوق الإنسان يظل رسالة بلا قيمة إذا لم تنشأ في نفس الوقت الظروف المناسبة والتنمية المستدامة في إطار ديمقراطي يستفيد منه الجميع في الدولة دون تهميش أو إقصاء أو تمييز ". وشدد على ضرورة أن تكون حقوق المواطنة هي الأساس، خاصة وأن التحديات أمام الدول العربية ومجتمعاتها المدنية تتباين بشكل لافت فيما يتعلق بالمجال الاقتصادي والاجتماعي وفي عالم العولمة الذي يتطور بسرعة. من جانبها نوهت رئيس الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان سهير بلحسن بمبادرة الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي بضرورة صياغة مقترحات لإصلاح هيكل الجامعة العربية، وتعزيز تفاعلها مع منظمات المجتمع المدني. ونبهت إلى أن هذا المؤتمر الذي ينعقد على مدار يومين في القاهرة يمثل خطوة كبيرة على طريق تعبئة قوى التغيير جمعاء من أجل انفتاح الجامعة العربية بعد عمليات الإصلاح على المجتمع المدني المستقل، وتعزيز آلياتها ووسائلها من أجل مجتمعات حرة تعتمد العدالة والديمقراطية، لافتة النظر إلى أن اجتماعات القمم المقبلة للجامعة العربية ستمثل لحظات حاسمة في هذه التعبئة. بدوره قال رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان راجي الصوراني :"إن المؤتمر كشف عن جهود مضت من أجل تبادل الخبرات والمساعدة في العمل مع جامعة الدول العربية ". ولفت النظر إلى تجارب عديدة للجامعة العربية في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان خاصة تشكيل لجنة عربية دولية لتقصي الحقائق في مجال حقوق الإنسان من قبل جامعة الدول العربية للوقوف على جرائم الحرب في أعقاب عدوان إسرائيل على قطاع غزة عامي 2008 و2009، التي أنتجت تقريرًا يفوق في جودته تقرير جولدستون الأممي، وذلك باعتراف المسؤوليين المعنيين في الأممالمتحدة.