عبدالله مهران دعا فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين العالم الإسلامي والعربي، بل أحرار العالم أجمع للتحرك لإنقاذ ما تبقى من مقبرة "مأمن الله" بالقدس من المصادرة، مؤكدا أن هذه المقبرة لها أهميتها في تاريخ المسلمين، فهي تضم رفات عدد من الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم، كما تضم رفات عدد من العلماء والشعراء والعظماء على مر التاريخ. وقال في خطبة الجمعة بجامع عمر بن الخطاب بالدوحة اليوم إن إسرائيل صادرت ما يقارب 85% من مقبرة "مأمن الله" وهي ماضية في مصادرة ما تبقى من هذه المقبرة التاريخية إن لم يتحرك العرب والمسلمون ليدافعوا عن حقوقهم التاريخية في هذه المقبرة وغيرها في القدس خصوصا وفلسطين عموما. وحذر العلامة القرضاوي من تمادي إسرائيل في أعمالها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني، داعيا العرب والمسلمين لأن يهبوا لمساندة الحق الفلسطيني، مبينا أن ما تبقى من مقبرة "مأمن الله" وهي نسبة 15% فقط منها مهدد بالمصادرة إن لم يدافع العرب والمسلمون عن حقوقهم. كما دعا فضيلته إلى دعم قضية الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية الذين يزيد عددهم على 8 آلاف أسير يعاملون معاملة غير إنسانية، حتى اضطروا للدخول في إضراب عن الطعام، مشيدا بالموقف الثابت الذي اتخذه الأسير سامر العيساوي الذي يمضي إضرابه عن الطعام في المائة يوم الثالثة متحديا إسرائيل بمعدته الخالية، ومطالبا بحقه وحق جميع الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال في المعاملة الكريمة والإنسانية. وناشد العلامة القرضاوي العرب والمسلمين وأحرار العالم أن يغضبوا لأصحاب الأمعاء الخالية، لأنهم أولا بشر لهم حقوق إنسانية ثابتة، ولأنهم إخواننا ولهم حقوق علينا أن ننصرهم وندافع عنهم. وقال فضيلة إن قضية فلسطين مازالت وستظل هي قضية العرب والمسلمين المركزية والأولى، وهي أعدل قضية في العالم، فالشعب الفلسطيني كان يعيش في دياره التي توارثها عن آبائه وأجداده منذ مئات أو آلاف السنين، فجاء قوم غرباء عن هذه الأرض واحتلوها بمساعدة بريطانيا التي كانت تحتل فلسطين آنذاك، حيث ساعدتهم في تكوين عصابات مسلحة، وسمحت لهم بامتلاك السلاح بجميع أنواعه المتاحة حينها، فيما منعت العرب والمسلمين من امتلاك السلاح للدفاع عن أنفسهم. وقال فضيلته إن ما تفعله إسرائيل في الأراضي الفلسطينية وبالشعب الفلسطيني يجعل دم الحر يغلي، لكن المؤسف أن العرب يقفون مكتوفي الأيدي يتفرجون على ما تقوم به إسرائيل، لأن الأمة مشغولة بما تعانيه في بلدانها. ولفت العلامة القرضاوي إلى ما يعانيه إخواننا في العراق من بطش المالكي والذين يقفون وراء المالكي، الذين يهدرون كرامة الناس وحقوقهم، رغم أنهم مواطنون لهم حقوقهم وكرامتهم، وقد قاموا يطالبون بمساواتهم بغيرهم، ولم يطلبوا حقا ليس لهم. وخلال دعاء الجمعة توقف فضيلته مع قضية الشعب السوري، مشيدا بالخطوة التي اتخذتها الجامعة العربية بمنح الائتلاف الوطني مقعد سوريا في الجامعة، ومطالبا بالسماح بتسليح الجيش السوري الحر، لأنه "لا بد أن يكون معهم سلاح ولا بد للعالم أن يتحرك لنصرة الشعب السوري الذي يقتل العشرات من أبنائه يوميا منذ أكثر من سنتين".