تحالف ديني جديد ضد القومية العربية مهاجمة الأزهر لتورطه في الحملة ضد الشيعةالقاهرة 'القس العربي' أبرز ما في صحف مصر الخميس كان الأنباء المحزنة عن الاعتداءات الاسرائيلية الوحشية ضد أشقائنا الفلسطينيين في غزة واغتيالهم القائد العسكري لحماس أحمد الجعبري بطريقة استعرضوا فيها قدراتهم على تغلغل مخابراتهم. وقرار مصر سحب سفيرها من اسرائيل. واهتمت الصحف أيضا بحالة الشلل الرهيب التي أصابت القاهرة بعد اضراب العاملين في مترو الانفاق وطلبهم اقالة رئيس الهيئة علي حسين. وهو ما تم بالفعل وعادوا الى العمل. ومقابلة الرئيس مرسي مسؤولة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي واعلانها تقديم منح وقروض بقيمة خمسة مليارات يورو على مدى سنتين. وتفجير جريدة 'الفجر' الأسبوعية المستقلة مشكلة زواج المتحدث باسم رئاسة الجمهورية الدكتور 'ياسر علي' من مندوبة صحيفة 'اليوم السابع' في الرئاسة، وكيف بدأت علاقته بها وتفاصيل الزواج وهو الثاني له. والطلاق حسب رواية الزوجة لزميلنا محمد الباز الذي أكد أنها حياة شخصية، ولكن المشكلة في وجود شبهات استغلال نفوذ، وأكد أن كلام الزوجة مسجل. وأعلنت منظمات وقوى سلفية تنظيم تجمعات يوم الجمعة لحماية الشريعة كما حدث يوم الجمعة الماضية. وأخبرنا زميلنا وصديقنا الرسام الكبير والموهوب جمعة فرحات أنه ذهب بنفسه بعد أن تخفى في هيئة سلفي وشاهد المظاهرة ورأى عجبا نقله في جريدة 'الفجر'، وهو رفع السلفيين أعلام القاعدة الا أن أحدهم رفع علم مصر فعاتبه زميله قائلا: 'يا راجل عيب كده أنت بقيت علماني ولا ايه'. أيضا تواصلت عمليات الاحتجاجات والاعتصامات وتجميد ممثلي القوى المدنية في اللجنة التأسيسية للدستور مشاركاتهم فيها انتظارا لتراجع الاخوان والسلفيين عن محاولاتهم فرض مواد خطرة على وحدة المجتمع والديمقراطية وحرية الصحافة. والا فأنهم سوف ينسحبون منها. كما قبضت الشرطة على المجرمين الأربعة الذين أوقفوا سيارة في النهار في حي مصر الجديدة وقتلوا صاحبها وأنزلوا منها زوجته وأبناءه وسرقوها وباعوها بألفي جنيه.. والى بعض مما عندنا. اعادة تقسيم المنطقة على اسس دينية ونبدأ تقريرنا اليوم بقضية لا بد لكل مسلم يعرف دينه ولكل عربي مسلم سني وشيعي ومسيحي يؤمن بقوميته وسعي الشعوب العربية التاريخي للنضال من أجل استقلالها وتجمعها في كيان سياسي واحد يحتوي أديانها ومذاهبها وأغلبيتها وأقليتها وقائم على الديمقراطية الكاملة أن ينتبه الى الخطر الذي لا يهدد الاسلام والمسيحية والقومية العربية وحلم وهدف الوحدة فقط وانما يهدد بتقسيم كل دولة الى دويلات وامارات ستخضع الي سيطرة القوى الاقليمية المتماسكة في المنطقة وهي تركياوايران واسرائيل.. ويقود هذا المخطط تيارات اسلامية وصل بعضها الى الحكم في دول عربية في مصر وتونس وليبيا والمغرب.. ومنظمات متطرفة تدعو للعنف لفرض أرائها، وذلك من خلال دعواتها الى خلافة اسلامية للمسلمين السنة وتكفير الشيعة والادعاء بأن لهم دينا غير الاسلام. وهو ما يعني تسليم الشيعة العرب لايران.. أي تقسيم العراق على أساس مذهبي، وفصل المنطقة الشرقية من السعودية وتقسيم البحرين والامارات والكويت.. وتقسيم سورية ولبنان وظهور دويلة مسيحية فيه..وهذا التيار الاسلامي المعادي للعروبة والذي ينفث سمومه الطائفية يساعده تيار مسيحي ايضا.. كاره للعروبة ومعارض للوحدة العربية ويعتبر المسلمين عرب غزاة.و تيار اسلامي شيعي متطرف له نفس العداء للقومية العربية باعتبارها امتدادا لحكم الأمويين..والتيار المسيحي والشيعي المعادي للقومية والوحدة العربية انتعش كثيرا بسبب مواقف الاسلاميين السنة، عندما خرج علينا منذ سنوات الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي بدعوة مثيرة للشكوك هاجم فيها الشيعة وقال أنهم ينشرون مذهبهم بين السنة وركز علي مصر بلد الأزهر التي تتعرض للغزو الشيعي.. مطالب باتفاق بين السنة والشيعة وطالب باتفاق بين السنة والشيعة على أن يتعهد كل طرف بأن لا ينشر مذهبه أو يدعو اليه بين المؤمنين بالمذهب الأخر أي لا يقوم السنة بنشرها بين الشيعة ولا يقوم الشيعة بنشر مذهبهم بين السنة .. وصور الأمر وكأن هناك كارثة تحل بأهل السنة ويحتاجون الى حامي لهم ومتحدث باسمهم، ولم يتوانى القرضاوي بأن يصرح علنا بأنه يعتبر نفسه امام الأمة .في وصف أخر مرشدها. وقد أثارت دعوته وقتها عاصفة عنيفة ضده من أقرب أصدقائه فقد اتهمه صديقنا العزيز والقاضي القانوني والمفكر الاسلامي والمؤرخ طارق البشري بالعمل صراحة لحساب مخطط امريكي في مقال شهير له بجريدة 'الدستور'، وهاجمه أصدقاؤنا والمفكرون الاسلاميون أحمد كمال أبو المجد، والدكتور سليم العوا، وفهمي هويدي.. وقد اندهشت وقتها بأن الذي يسانده في دعوته صديقنا المفكر الاسلامي الكبير الدكتور محمد عماره والمعروف بانتماءاته القومية العربية، ثم شارك في الحملة بطريقة أقل شيخ الأزهر الحالي الدكتور أحمد الطيب رغم انتمائه لجماعة صوفية ولا أعرف ان كان يريد أن يبعد عن نفسه شبهة أو تهمة أنه شيعي أو مقرب للشيعة استنادا الى اعتقاد خاطئ بأن الصوفيين شيعة دون أن يفرق أصحاب الاتهام بين الانتماء للمذهب وحب أل البيت رغم أن المسلم السني المتشددد يقرأ في صلاته كل يوم مرات كثيرة التشهد وفيه اللهم صلى علي محمد وعلى ال محمد، وبارك على محمد وعلى ال محمد. ولم استطع فهم موقف عمارة وأسبابه وانحيازه لدعوة القرضاوي خاصة بعد أن رأى اصدقاءه المقربين والذين كانوا يشكلون معه مجموعة تسعى لاتمام مصالحة تاريخية بين التيار الديني والقومي العربي.. والتفت في البداية حول المرحوم الشيخ محمد الغزالي وهم عمارة وطارق البشري وفهمي هويدي والمرحوم عادل حسين (الأمين العام الأسبق لحزب العمل ورئيس تحرير جريدة الشعب) ووصلت الى اقتناع بأن سبب نكبة الأمة العربية هو الصراع الذي حدث بين خالد الذكر كقيادة للتيار القومي والاخوان المسلمين، وأنه لا بد لكل القوى القومية العربية والاسلامية من نسيان خصوماتها. وشارك الاخوان في مؤتمرات وندوات مع القوميين العرب في بيروت وغيرها برعاية الدكتور خير الدين حسيب.. وكان القرضاوي مشاركا فيها.. فما الذي حدث اذا وجعل الدكتور عمارة يأخذ هذا المنحنى المضاد تماما لاتجاهه العربي لأن هذا الاتجاه نتيجته الفورية تقسيم الأمة والدول على أساس مذهبي أي هو ما تريده ايران أولا. جريدة 'الدعوة' السلفية تتهم 'القدس العربي' بتلقي الأموال من ايران وموقف 'القدس العربي' منذ نشأتها أنها قومية عربية تقدمية وتؤمن بالديمقراطية بلا حدود وهو ما شهد لها به (أعني خصومها).. ولذلك تعجبت جدا أن تخرج علينا جريدة 'الفتح' لسان حال جمعية الدعوة السلفية في عددها الصادر يوم الجمعة الماضي بمانشيت رئيسي وسط صفحتها الأولى هو 'القدس العربي تشن هجوما على الفتح لانتقادها الشيعة' اتهمتنا فيه بأننا عملاء للمجوس الشيعة في ايران، وقالت بالنص:'شنت 'القدس العربي' هجوما عنيفا ضد جريدة (الفتح) بعد ان نشرت الجريدة خبرا صحافيا عن تورط الشيعة في الفيلم المسيء، وان مادة الفيلم مأخوذة عنهم. وقال ناصر رضوان: الباحث في الشأن الشيعي' عندما تتورط جريدة بحجم 'القدس العربي'، التي تتمتع بمهنية نفتقدها في كثير من صحفنا العربية في عصر أصبح الاعلام الموجه لصالح الأجندات الغربية تارة والايرانية المجوسية تارة أخرى فتطبيل الصحيفة الدائم لتلميع الوجه القبيح لايران المهترئة من الداخل يجعلها مثار الشكوك، وقد يصبح الشك يقينا عندما نجد الصحيفة تتغزل في السياسة الايرانية وتعتبر دين الشيعة لا يختلف عن دين الاسلام، بل ويشيد بغثاء معممي الشيعة في الحسينيات كقوله الذي يضحك الثكلى 'المصريون سنيو الهوى شيعيو المذهب'. الجريدة تقيم الدنيا ولم تقعدها لمجرد لفظ دين الشيعة، ولا تعلم أن هذا الوصف ليس من كيسي بل ما يقوله علماء الشيعة ومعمموهم عن دينهم ومذهبهم الباطل. وتساءل رضوان: لماذا تجعلنا هذه الجريدة التي كنا نحترمها نعتقد أنها بوق للشيعة مثل أبواق عديدة لصحافيين كثر'؟! وأنا أشكر صاحبنا الباحث ناصر رضوان على اشادته بالمهنية التي تتبعها الجريدة والتي تخلينا عنها وأصبحنا عملاء للمجوس الايرانيين، وان كنت لا أعرف ما هي عملة المجوس حتى أطالب الجريدة بارسال نصيبي منها باعتباري المقصود بالهجوم .. وهل هو دولار كورش أم استرليني يزد جرد.. أم دينار زرادشت أم ريال الخوميني؟ الازهر يساهم بتعميق الخلاف بين السنة والشيعة هكذا مرة واحدة تحولنا من مهنيين وأبذل مجهودا يعلم الله وحده 'وأنا العجوز المريض' في قراءة الصحيفة بعناية لأجد ما أشير اليه ويعبر عن وجهات نظرهم تحولنا الصحيفة الى عملاء مجوس ودعاة الى دين جديد.. كل ذلك لأننا انتقدنا ما كتبه صاحبنا ناصر رضوان عن استخدام أصحاب الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم حمار الشيعة في هجومهم، ثم ما دخل الجريدة بذلك بينما كان عليها أن تكتفي بنشر رد ولو عنيف لناصر رضوان ضدي شخصيا دون أن تقحم نفسها في معركة لا مبرر لها مع 'القدس'، وكنت سأبادر بنشر هجومه كاملا .. اللهم الا اذا كانت تعتبر نفسها - والأمر كذلك- طرفا في الحملة الداعية لاثاره الحرب بين السنة والشيعة. والحقيقة أن حكاية دين الشيعة التي رددها ناصر رضوان كانت ترويجا للكتيب الذي وزعته مجلة الأزهر الشهرية التي يرأس تحريرها الدكتور عمارة مع العدد الماضي بعنوان- الخطوط العريضة لدين الشيعة- للمرحوم محب الدين الخطيب، ويقع في ثمان وثمانين صفحة من القطع المتوسط وقدمه عماره بدراسة له احتوت ستة عشر صفحة، وسوف نتعرض للمقدمة والكتاب فيما بعد لأن عماره ذهب بعيدا.. بعيدا.في التأكيد على أن هناك دين للشيعة وعن خياناتها التاريخية، وان كان قد حاول التراجع بعض الشيء في حديث نشرته له 'الاهرام' يوم الاربعاء قبل الماضي وأجراه معه زميلنا محمود القيعي. وقال فيه:'ليس لي مشكلة مع أي من مذاهبهم المختلفة.. وانما مشكلتي مع الشيعة الذين تحالفوا مع أمريكا والصهيونية لتدمير العراق العظيم وقتل علمائه.. وتحالفوا مع أمريكا والغرب لغزو أفغانستان، وقاموا بنشر التشيع في المجتمعات السنية، يريدون خلخلة وحدة المجتمعات السنية وبذلك يقطعون الطريق على أي مشروع اسلامي. وأخشى ما أخشاه أن تتحول مصر الى دولة طائفية مثل العراق ولبنان بأسها بينها شديد. والخطر من نشر التشيع في المجتمعات السنية هو خطر حضاري. وأنا من أكثر الناس الذين نشروا نصوصا للمذهب الشيعي، ومن أكثر الناس الذين كتبوا عن ثوار شيعة في كتابي (مسلمون ثوار) وغيره، وفي الفكر الشيعي أشياء جميلة وجيدة لا بد أن نستفيد منها'. عمارة يهاجم مساعدة الشيعة لأمريكا في غزو العراق ويتجاهل دور السنة وحزب الاخوان حكاية تحالف الشيعة مع أمريكا والصهيونية لتدمير العراق ناقصة، لأن الذين تحالفوا كانوا شيعة وسنة عرب وأكراد سنة، وعلى رأسهم الاخوان المسلمون بزعامة محسن عبد الحميد رئيس الحزب الاسلامي، ودول عربية سنية. بينما ندد بالغزو وبايران والشيعة العراقيين الذين ساندوه زعيم حزب الله الشيعي اللبناني حسن نصر الله. والذين ساعدوا أمريكا والغرب في غزو أفغانستان لم تكن الأقلية الشيعية الأفغانية فقط وانما احزاب اسلامية سنية ودول اسلامية سنية على رأسها باكستان. والى أن نبدأ في عرض كتاب دين الشيعة نشير الى الهجوم الذي شنه زميلنا عبد المعطي عمران رئيس تحرير 'اللواء الاسلامي' ضد الأزهر في عدد الخميس قبل الماضي وقوله 'لا استطيع أن أخفي تضامني مع تساؤلات القراء وامتعاضي مثلهم من هذه المواقف غير المبررة من الأزهر، الذي يعتبر أكبر منارة علمية في العالم الاسلامي ويفترض فيه أن يسعى لمد جسور التفاهم والثقة والتقريب بين المذاهب الاسلامية خاصة السنة والشيعة، كما فعل شيوخه العظام أمثال الشيخ شلتوت وغيره الذين بذلوا جهودا مخلصة ودؤوبة في أجواء صعبة، وأثمرت نتائج طيبة تصب في مصلحة الأمة الاسلامية كان على أثرها اعتراف الأزهر بأحد المذاهب الشيعية وتدريسه في جامعته، لكن أزهر اليوم لا ندري ماذا أصابه وهل حلت جميع مشاكل المسلمين في العالم الاسلامي ولم يبق الا الخلاف مع الشيعة. ولماذا يتم تكرار واعادة هذه القضية بمناسبة ودون مناسبة وهل تأتي في سياق الهجوم الأمريكي على ايران واستعدادات اسرائيل لتوجيه ضربة عسكرية لها بحجة تدمير منشأتها النووية. انه من المؤسف حقا أن يتخلى الأزهر عن واجبه في التصدي للفكر التكفيري الذي يهدد بالفعل أمن واستقرار مصر الأن ويتسبب في اراقة الدماء علي أرض سيناء الحبيبة وغيرها من ربوع العالم الاسلامي ويشغلنا بالنبش في بطون الكتب الصفراء التي عفا عليها الزمن وتجاوزتها الأحداث ليدلل على فساد بعض عقائد الشيعة ورميهم بالخروج عن الملة، وينشر ذلك على العوام ليساهم في توسيع هوة الخلافات واثارة الضغائن والأحقاد في وقت نحن أحوج ما يكون فيه الى جمع الصفوف وتوحيد الكلمة ونبذ الخلافات قدر المستطاع.. للتصدي للهجمة الأمريكية الصهيونية الشرسة التي تريد أن تلتهمنا بلدا وراء الأخر، وللحقيقة والتاريخ فانني لا استريح لرموز الشيعة في مصر لتصريحاتهم المحتقنة والمستفزة. وأرى أنهم يقدمون نموذجا سيئا للشيعة ولكنهم في النهاية مواطنون مصريون وربما كان ما يلاقونه من عنت أو تضيق وراء هذا السلوك. لا يحق للعرب المزايدة على مواقف ايران ضد امريكا واسرائيل ولكن مواقف ايران المعلنة من أمريكا واسرائيل لا يمكن المزايدة عليها أو التقليل من شأنها'. وكانت تلميحات عبد المعطي مكشوفة عن كتاب مجلة الأزهر من خلال عبارة - النبش في بطون الكتب الصفراء أما اتهاماته بأن الحملة لحساب أمريكا واسرائيل فانها واضحة. ويوم الاربعاء قبل الماضي دخل صديقنا وأستاذ التاريخ الدكتور محمود اسماعيل الى المعركة بمقال له في 'الأهالي' لسان حال حزب التجمع اليساري المعارض قال فيه 'الخلاف بين السنة والشيعة ليس عقديا أو فقهيا بقدر ما هو خلاف سياسي مشروع اذ تجمع فرق الشيعة أن 'الامامة' في ال البيت بينما يراها السنة في قريش، بل كان ظهور الفرق مرتبطا - لذلك - بالصراع حول مسألة الخلافة، ولم تنكر الزيدية خلافتي أبو بكر وعمر وفقا لمبدأ 'جواز امامة المفضول مع وجود الأفضل' أما ما يشاع عن سب الشيعة لهما فأمر مبالغ فيه وحسبنا أن الامام علي بن أبي طالب بايعهما على الطاعة وكان لهما ناصحا ومشيرا، أما عن ظاهرة السب العلني فقد كانت قاسما مشتركا بين الشيعة والسنة ابان أحداث الفتنة الكبرى وفي ذلك يقول ' المسعودي ' بأنه' جرى تبادل السباب والشتائم والضرب بالمقارع ونعال السيوف حتى بين الرجل وابنه والأخ وشقيقه ' ولا يتسع المقام لدحض ما يثار من مزاعم بصدد ' مصحف فاطمة ' و'زواج المتعة' وادعاء الشيعة ' عصمة الأئمة '.. الى غير ذلك من الترهات فهو أمر قاصر على العوام ليس الا فقرآن الشيعة 'مصحف عثمان' وزواج المتعة كان مباحا في زمن ما وحسب خاصة والقول بالعصمة .. لا يعني عصمة الأنبياء بل راجع الى ما اتسم به الأئمة العلويون بالورع والتقوى وحسبنا ما جاء بالقرآن الكريم 'انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا'.. وفي هذا الصدد يقرأ المسلمون كافة في صلاتهم 'اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد'، أما عن علم الأئمة فحدث ولا حرج فهم ورثة علم 'علي بن ابي طالب ' الذي نعته الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث شريف 'أنا مدينة العلم وعلي بابها'. وعن التشيع يقول المرحوم الأستاذ العقاد: 'اذ ذكر التشيع ذكرت الفضائل من الجهاد والاستشهاد والعدالة والمعرفة وفي ذلك يرى ابن خلدون أن معظم علماء المسلمين في المعارف الدينية والدنيوية كانوا من الشيعة والمعتزلة. وحسبنا أن ' السرخسي '- الشيعي - كان أول من كتب في علم السياسة و'الحسن بن الهيثم' - الذي اكتشف المنهج العلمي التجريبي - كان شيعيا اسماعيليا بل أن الشيعة الاسماعيلية هم الذين أعطوا الفلسفة اليونانية طابعها الاسلامي كما كان الادريسي - الذي رسم أول خريطة للعالم -علويا .. لذلك كله - وغيره كثير - نرى أن الشيعة مسلمون موحدون وأن دعاوى تكفيرهم ليست الا كفرا كما ذهب الامام الغزالي 'حجة الاسلام'. وعلى فكرة الدكتور محمود اسماعيل له كتب ممتعة أصدرها منذ أكثر من ثلاثين سنة عن القرامطة وثورة الزنج، وكانت قراءتها متعة حقيقية. مطالبة الرئيس باستخدام القوة ضد منتقديه والى المعارك التي تدور حول الرئيس وبسبب سياساته وتصريحاته.. معه أو ضده.. وقد لوحظ من فترة ازدياد الميول العدوانية من الاخوان ومطالبتهم الرئيس باتخاذ اجراءات استثنائية وهم يعبرون عن رغبتهم الحقيقية في نفوسهم ويتعجلون فرض ديكتاتورية بسرعة لاحساسهم أن الوقت بدأ يلعب ضدهم وأن ما حققوه من شعبية في البداية بدأت تتأكل باستمرار أمام أعينهم وشبح تحولهم الى أقلية في الانتخابات القادمة لو تأخرت وزادت حدة المشاكل الاقتصادية، بدأ يحوم فوق رؤسهم ولذلك زادت عصبيتهم.. فيوم الاثنين طالب صاحبنا الاخواني أسامة نور الدين في 'الحرية والعدالة' الرئيس باستخدام القوة قائلا: 'صفق الشعب المصري للدكتور محمد مرسي عندما أصدر قراره التاريخي باقالة المشير طنطاوي وعنان ذلك القرار الذي ظن الغالبية أنه سيحدث ثورة ضد الرئيس ولكن كانت النتيجة عكسية تماما، اذ أدى هذا القرار لارتفاع مؤشرات الدعم والتأييد للدكتور مرسي الى أعلى مستوياتها وهو ما لم يحدث بعد ذلك اذ أخذت هذه المؤشرات في التراجع بسبب ما يعتقد الشعب أنه ضعف في مواجهة التحديات التي تواجه الوطن خاصة من قبل أعدائه في الداخل ممن يبذلون جهودا مضنية للقضاء على تجربة التيار الاسلامي في الحكم. ان العمل ثقيل والفترة الرئاسية قصيرة وتحتاج الى حلول وقرارات استثنائية حتى نتمكن من اقالة البلاد من عثراتها المتعددة التي وضعها فيها النظام البائد وتشعلها القوى الفلولية من وقت لأخر كلما سنحت لها الفرصة، حتى يكفر الشعب برئيسه ويتمنى لو عاد النظام البائد من جديد، وما دمنا قد قبلنا تحمل المسؤولية بكل ما لها وما عليها وما دمنا سنتحمل النتائج في نهاية المطاف اذ لا مجال للتردد ولا مجال للتعامل برقة ولطف مع قوى لا تعرف سوى لغة القوة والحسم'. وفي الوطن في نفس اليوم فوجئنا بأن زميلنا الاخواني ومقدم البرامج في قناة الجزيرة أحمد منصور يحدثنا بنفس اللغة التي كان صحافيو النظام السابق يتحدثون بها من تقسيم المعارضة الى بنائه وهدامة، وشريفة وغير شريفة، ومن يتلقون التمويل من الخارج.. قال الاخواني وأحد رعاة الديمقراطية في العالم العربي: 'هناك معارضة حقيقية وبناءة وهناك معارضة هدامة لن ترضى عن مرسي وحكومته حتى لو حولوا مصر الى جنة خضراء والى أغنى دول العالم. هناك معارضة وطنية ترصد الأخطاء وتصوبها لا سيما أن مؤسسة الرئاسة مع كثير ممن حول الدكتور مرسي ليس لهم سابق تجربة في الحكم شأنهم شأن معظم المعارضة الوطنية الشريفة .. من ثم فان لهم أخطاءهم التي أحيانا تكون فادحة والتي يمكن أن يقع فيها غيرهم، لا سيما أن الأوضاع في مصر صعبة في معظم المجالات وكثيرا ما تجعل الحليم حيران في قراءتها وتفسيرها واتخاذ القرار الصائب اتجاهها، من ثم فان تناول هذه الأخطاء من قبل المعارضة يتم بعدة طرق، اما بالندب والعويل والصراخ والتطاول والشتائم وهذا هو الصوت العالي في المعارضة المصرية.. التي هي اما من بقايا الفلول أو من المغرر بهم أو الذين يتلقون التمويل من الخارج، واما من الذين تحركهم بقايا النظام السابق في الأجهزة ومؤسسات الدولة واما ممن فاتهم قطار السلطة ويحنون للرجوع اليه، من ثم فانهم يرون كل شيء خطأ طالما أنهم ليسوا في سدة الحكم واما من المتساقين ممن بهرتهم أضواء الفضائيات. ان مصر لن ينصلح حالها ولن تتقدم خطوة للأمام في ظل هذه الأجواء لأن المعارضة من أجل المعارضة هي حرفة فاشلة وهي التي تتحمل مسؤولية الفوضى القائمة في البلاد، واننا ننتظر من المعارضة الشريفة أن ترص صفوفها وأن تأخذ دورها بقوة في المشهد السياسي المصري'. أي أنهم يريدون معارضة مستأنسة يلقون اليها بالفتات كما كان يفعل الحزب الوطني ويتخذونها أمام العالم الخارجي دليلا على التعددية والديمقراطية. العريان واتهام المذيعة وتوريط الرئيس مع النائب العام ويبدو أن زميلنا محمد فتحي كان يتربص بهما في نفس عدد 'الوطن' فقال متحدثا عنهم بطريقة غير مباشرة من خلال مهاجمة صديقنا العزيز الدكتور عصام العريان بقوله: 'يااااه على تلك الأيام التي جعلت عصام العريان يتحدث فعلا بلغة الحزب الوطني وبأسلوب الحزب الوطني ويضيق ذرعا بنقض ما هنا أو هناك يفقد أعصابه فيتهم مذيعة بأنها تتلقى أموالا لمهاجمته ويدبس الرئيس مرسي في معركة النائب العام بعد أن (سخن) على النائب العام وكان سببا في رجوعه في كلامه.. ثم دبس مرسي ثانية في موضوع تسجيلات الرئاسة. أخر ابداعاته أن (كل) معارضي مرسي كانوا يلعقون الحذاء لمبارك ولا يستطيعون مقابلته أو الوصول اليه وهكذا يصبح كل (ناقد) أو (مهاجم) لمرسي أو سياساته هو (لحاس جزم) أو كما قال سيدنا عصام العريان .يااااه على تلك الأيام التي لعق فيها البعض أحذية عمر سليمان ثم هان عليهم الدم من أجل كرسي البرلمان ثم يأتون الان وينالون ممن وقفوا بجانبهم وقت أن كانوا في السجون. رحم الله عصام العريان.. جدا'. ذو القرنين والاخوان ومشروع النهضة وأخيرا.. الى المرشد العام للاخوان المسلمين.. الدكتور محمد بديع وأخر ابداعاته الفكرية.. فبعد أن لمح من أشهر الى ضيقه من أبو ذر الغفاري -رضي الله عنه - لأن من نادوا بالاشتراكية استندوا الى أقوال وأفعال له وربطوها بالاسلام في عهد خالد الذكر، فانه كشف سر خطير وهو أن مشروع النهضة الذي قدمه الاخوان قبل انتخابات الرئاسة واستمدوه من مشروع بنفس الاسم من ذو القرنين ونحن لا نتجنى عليه، ففي رسالته بعنوان 'ثوابت في أفق الثورات الشعبية' في 'الحرية والعدالة' يوم الجمعة الماضي.. قال بالنص: 'ان الأوان ووجب على الجميع تحمل مسؤولياتهم لمواجهة التحديات والمشاركة في التنمية والانتقال الى ميادين العمل والانتاج والابداع. وها هو ذو القرنين يقول للأمة شاركوني في حمل المسؤولية وفي بناء النهضة واقامة السد (اتوني زبر الحديد حتى اذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى اذا جعله نارا قال اتوني افرغ عليه قطرا) (الكهف 96) ثم أيضا تم وضع وسيلة اختبار لجودة السد، هم الذين سيقومون بهذه المهمة ليتأكدوا من سلامة السد الذي أقيم لحماية الأمة من أخطار تهديدها (فما استطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا) (الكهف 97 ) فالمستقبل المنشود من خلال العمل والجميع شركاء لحماية هذه الثوابت أولا وتجنب دخول أي طارىء ثانيا يبعدنا عن ترسيخ الهوية الوطنية بجميع مكونتها والتي يجب أن ترتكز على الاستقرار والنهضة والوحدة ان الأوان في ظل هذه الدعوة الى التوافق لمشاركة فعلية من كل الأطياف في انهاء ملف الفساد الذي يحتاج الى ارادة سياسية واجراءات حكومية سلمية بخارطة طريق وصراحة مطلقة وشفافية واضحة فالأمة مستهدفة وقد توحد عليها أعداؤها .ان الأوان لاعلان تطهير حقيقي وملموس يفرز قيادات حقيقية لمواجهة التحديات. ان الأوان في المحافظة على الهوية الوطنية الواحدة وهي الهوية الاسلامية التي تدعو الى الصدق والأمانة والوفاء بالعهود والوعود بل غرس استقلالية الهوية في الأجيال الناشئة والاعتزاز بها. ان الأوان لأن نعمل يدا واحدة وقلبا واحدا لنكون أهلا لأن يتنزل علينا نصر الله وتأييده في حياة امنة مستقرة لمصرنا الحبيبة ولأوطاننا وشعوب أمتنا المسلمة'. لا حول ولا قوة الا بالله العلي على هؤلاء القوم ماذا نفعل معهم الأن، شبهوا في البداية خيرت الشاطر بأنه سيدنا يوسف عليه السلام الذي سينقذ مصر من أزمتها الاقتصادية ويحول سنواتها العجاف الى سمان بمشروع النهضة.. وعندما تم استبعاده وقدموا محمد مرسي شبهه المرشد بسيدنا موسى عليه السلام ثم بأبو بكر - رضي الله عنه - وشبه هو نفسه بسيدنا عمر - رضي الله عنه - وقال غيره أن الله سبحانه وتعالى هو الذي اختاره.. وفجأة أعلن خيرت الشاطر أنه لا يوجد مشروع نهضة والمطلوب حوار بين الجميع بعد أن قالوا انهم أرسلوا عشرات البعثات الى تركيا والبرازيل وماليزيا وأندونسيا وغيرها لدراسة تجاربها في النهضة ووضع خطة محكمة لنهضة مصر.. ثم انكشفوا وقدموا مقترحات لصندوق النقد الدولي لخطة اصلاح اقتصادي لعلاج العجز وتنفيذ شروطه مقابل الحصول على قرض ب والعياذ بالله - الربا . من سيدنا يوسف الى صندوق نقد الكفرة أي أن مشروع نهضتهم انتهى به الأمر من سيدنا يوسف الى صندوق نقد الكفرة ورئيسته كرستين لاجارد، ثم كشف المرشد عن أن صاحب فكرة النهضة ليس سيدنا يوسف ولا خيرت الشاطر ولا عشرات البعثات التي ارسلوها وانما مصدرها ذو القرنين والسد الذي نصح ببنائه لحماية أحد الأقوام من هجمات يأجوج ومأجوج .. وقد تعجبت من كلمة الأمة.. والنهضة في صورة الكهف .فرجعت الى المصحف الشريف لقراءة الصورة كاملة. وهي بعد سورة الاسراء وقبل سورة مريم .. وتتكون من مائة وعشر اية. وما جاء في ذكر ذو القرنين ستة عشر اية .. من الاية اثنين وثمانين الى الثامنة والتسعين لم يكن فيها أبدا ذكر كلمة نهضة ولا أمة. وانما الاسكندر وجدهم في طريقه. ونص الاية عن ذو القرنين وهو سائر على رأس جيشه 'حتى اذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا كذلك وقد احطنا بما لديه خبرا. ثم اتبع سببا حتى اذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا. قالوا يا ذا القرنين ان يأجوج ومأجوج مفسدون في الارض فهل نجعل لك خرجا على ان تجعل بيننا وبينهم ردما. أتوني زبر الحديد حتى اذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى اذا جعله نارا قال اتوني افرغ عليه قطرا فما استطاعوا ان يظهروه وما استطاعوا له نقبا .قال هذا رحمة من ربي فاذا جاء وعد ربي جعله دكا وكان وعد ربي حقا' اذا فهم الذين طلبوا من ذو القرنين مساعدتهم في بناء حاجز بينهم وبين قوم يأجوج ومأجوج ولم يطلب هو منهم مساعدته في بناء النهضة ولا وردت في القرأن اللهم الا اذا كان الاخوان سيبدأون في تحريفه ثم من من الاخوان سيكون ذو القرنين وأي سد سوف يبنيه ومن هم قوم يأجوج ومأجوج في زمننا هذا؟هل هم بنو اسرائيل؟ وهل نبني السد في سيناء على الحدود بيننا وبينهم؟ أم هم الارهابيون في سيناء الذين يقتلون أبناءنا من ضباط وجنود الجيش والشرطة وهل نترك لهم سيناء ونبني بيننا وبينها سدا؟ ما الذي يريده هؤلاء الناس بالضبط ؟!
