| د. ربيعة بن صباح الكواري | حسنا فعل سمو أمير الكويت عندما صدّق على قرار إعدام ثلاثة أشخاص أزهقت أرواحهم شنقا قبل أيام بسبب جرائم قتل ارتكبوها قبل سنوات وتحديدا في الفترة ما بين 2004 - 2006، حيث أخذت العدالة مجراها لتأديب كل من تسول له نفسه قتل النفس التي حرم الله قتلها من الناس دون وجه حق. هذا القرار الشجاع يجب ان تتبناه كل دول الخليج من دون تساهل او رأفة مع الجناة والمجرمين واصحاب السوابق الذين لا يحملون في قلوبهم ذرة من الانسانية بل يحملون الحقد والغل تجاه الاخرين، وما الجرائم البشعة التي ارتكبوها الا ملفات سوداء ستبقى عالقة في ذاكرة أبنائهم وأسرهم مدى الحياة. قد يكون مشهد الإعدام مؤثرا بعض الشيء لاسيما وأن السلطات الكويتية سمحت للصحافة ووسائل الاعلام الاخرى بالتصوير وأخذ اللقطات الفوتغرافية اثناء إجراء عملية الاعدام الا انه يهدف تحقيق عامل الردع، وبغض النظر عن انه كان مشهدا مؤلما الا انه من التصرفات الصحيحة التي تجعل من هؤلاء المجرمين عبرة لمن يعتبر وكي لا تتكرر مستقبلا مشاهد القتل في مجتمع الكويت بشكل خاص والخليج وبلداننا العربية بشكل عام. بقي أن نعلم بأن القتلة الثلاثة ارتكبوا جرائم قتل في الكويت يستحقون عليها تنفيذ قرار الاعدام، فالأول قتل زوجته ونجليه عمدا مع سبق الاصرار والترصد، اما الثاني والثالث فقتلا مواطنين مع سبق الاصرار والترصد. وهناك ما يقارب 49 حكما نهائيا بالاعدام شنقا حتى الموت تنتظر مصادقة سمو امير الكويت عليها كشرط اساسي للتنفيذ في حق هؤلاء المجرمين. ومن المؤسف ان نجد بعض المنظمات العالمية اول من يندد بعمليات الاعدام هذه، على الرغم من ان هذا الجزاء يقوم على منح العدالة واعادة الحقوق المنهوبة لأهالي القتلى الذين فقدوا أعزاء لهم بسبب ارتكاب مثل هذه الجرائم البشعة وغير الانسانية، وتنسى هذه المنظمات او تتناسى انها عندما تندد بالقصاص لا تريد الا البحث عن «الشو الاعلامي» وتغيير قوانين الكون بل وتغيير مبادئ الشريعة الاسلامية التي نؤمن بها وبعدالتها لأنها جاءت لإنقاذ البشرية ونشر العدالة بين جميع الافراد فالجميع امام القانون سواسية، ولا تعلم تلك المنظمات ان ترك المجرمين يسرحون ويمرحون في قتل الابرياء يزيد من تكاثر الجرائم كتكاثر الجراد في الصحراء، لأن السكوت عن مثل هذه الجرائم سيزيد الطين بلة، كما ان التهاون في غض الطرف عنها سيجعل الدماء مستباحة، ويجعل الجرائم مستقبلا متاحة للجميع، لان القاتل سيكون في مأمن من نيل عقابه وسيعيش حياته حرا طليقا فالتا من العقاب العادل اذا كان هناك تراخٍ في تنفيذ حكم القصاص. نتمنى ان يتكرر مشهد الاعدام قريبا لمن قتل نفسا بغير حق، ولتتحدث المنظمات الدولية بما تريد عن حقوق الانسان، وعلينا نحن تنفيذ شرع الله، خصوصا وأن تلك المنظمات لا يُسمع لها صوت عندما يُقتل إخواننا المسلمون في فلسطين وبورما وسورية وغيرها من بقاع العالم التي تزهق فيها أرواحهم من دون رحمة او رأفة فلا نجد اي اصدار لتنديد او شجب او استنكار من قبل هذه المنظمات التي تنشد نشر العدالة في العالم وتغض الطرف عن المسلمين لأسباب سياسية نعرفها جميعا!! * كلمة أخيرة: أحدهم علّق على مشهد الإعدام في الكويت قائلا: «الله لا يرحمهم»!! * مدير إدارة الإعلام رئيس تحرير مجلة التعاون بمجلس التعاون الخليجي [email protected]