الانتخابات القادمة رغم كونها محلية إلا أنها حاسمة لتبيان مدى التأثير الإيراني على أهلنا في جنوبالعراق حتى في تحديد خيارهم الانتخابي الحر. وبناء عليه أيضا في تحديد رد فعل بقية العراقيين لحماية أنفسهم من إيران ومريديها بما يرونه مناسبا بدأ من الأقاليم كأهون الشرين تحاشيا أولا للحرب. إذن الكرة في ملعب أهلنا في الجنوب. فحل عقدة العقد المكبلة للعراق في وضعه الحالي بات بصراحة وبدون مواربة بأيديكم. يبدأ منكم وما أسهله لكم، بإسقاط الشرعية من خلال الانتخابات عن الأحزاب الإيرانية المنشأ والولاء، التي حكمت وعاثت باسمكم قتلا وظلما وفسادا. ذلك بعد أن استصعبتم خيارات المقاومة. لا، بل وحتى التظاهر بما فيه مصلحتكم ضد الفساد وانعدام العدل والأمن والخدمات. كنتم قد بررتم ذلك بأن الحل يكمن في الانتخابات. ها وقد جاءت فليرَ العراقيون والعرب والعالم دون رتوش ماذا أنتم مقررون بشأن نفوذ إيران الجاثم من خلال اختياراتكم الانتخابية السابقة على صدور بقية أخوانكم العراقيين. ولترفعوا بذلك العتب عنهم ليقرروا هم ما سيفعلونه للتخلص من ضرر انخداعهم بكم كأخوة إذا ما قررتم الإبقاء على هذه الأحزاب العنصرية الإيرانية أكثر منها مجرد طائفية، لأن الوضع لم يعد يُطاق ولن يبقى على حاله. والضرورات تُبيح المحظورات بالشرع حتى قبل العرف الوطني. القرار لكم بإرادتكم الحرة، وليس بإرادة هذه الأحزاب التي رفعت عن نفسها العتب ورمته عليكم بتصريحاتها المتكررة علنا دون خجل أو وجل أن ولاءها المطلق للوالي الفقيه الإيراني الذي ترفع صوره بسلطانه المزدوج الروحي السياسي. والانتخابات فاصلة لتبيان إن كان ولاؤكم أنتم كشعب له أيضا أم لا. ذلك بقدر نسب تصويتكم لهذه الأحزاب. عليه فإن فرصة الانتخابات هذه وإن كانت محلية فإنها ذهبية للتراجع عن خط الولاء لإيران على حساب بلدكم، ولتجنب الإحراج الذي تشعر به حاليا المرجعيات في العراق كما يتبين من تصريحاتها الأخيرة، بعد أن استُغلت منذ الاحتلال لتكون مجرد غطاء لولاء هذه الأحزاب الحقيقي لإيران وإقناعكم بالتصويت لها. وإذ بها تكافأ الآن بالجحود وتجاهل آرائها وتهميشها. الحقيقة مع ما عاناه العراق وأصلاؤه وأنتم فيهم من هذه الخدع وألاعيب السلطات الروحية والسياسية للغرباء هي أن المهم الآن الاتعاظ لعدم تكرارها. وبالتالي جركم إلى ما لا رجعة عنه في الاحتراب مع أمتكم ومحيط أصالتكم العربية كما جر بشار طائفته بإشراف إيران. قد يرى البعض بما مضى من سنوات بعد الاحتلال مرحلة لا بد منها لأن يجرب المرء العيش والحكم وفقا لإرادته ومعتقده وما لذلك من روحانيات حكم موعود منذ ألف وأربعمئة سنة. كما يدعي المتناسون لحكم البويهيين والصفويين وحلفاء المغول الطوسيين العلقميين والفاطميين العبيديين حتى الاحتلال الأخير. وكلها كانت بحراب أعداء الأمة. أما وقد جاء الحكم وتبين لهم ولكل العراقيين أبشع صوره بتقمصه فكر القطيعة الصفوي الانتهازي الأناني. بما يُشيعه من قتل وظلم وفساد وإقصاء واستباحة عامة للبلاد والعباد وللأعراض والمال العام باسم الدين وآل البيت فلم ولن يبقى عذر أمام الله والوطن، ناهيك عن ظلم النفس والأخ والشريك في الوطن لتأييد هذا الفكر وإشاعته على الآخرين دون ذنب منهم. هذا إن رضيته لنفسك ولمستقبل أبنائك وأحفادك أمام الله القدير سبحانه. عليه من أرادوا أن يكونوا أسيادا لأنفسهم لا أتباعا للدخلاء كميزة كل عراقي حر أصيل، فليُحسنوا اختيارهم الانتخابي هذه المرة في تخليص أنفسهم وشعبهم والعراق من خلال سحب شرعية تمثيلهم والحكم باسمهم عن المدعين بحقهم الإلهي في الحكم. فقد أُوتوا الحكم فعلا سلطانا مدعوما بأعتى قوى الشر وأموال لا تُحصى. وإذ بهم بحكمة العلي القدير يظهرون على حقيقتهم منشغلين بملذاتهم وأهوائهم على حساب العباد والبلاد سراقا فاسدين مفسدين، كما كان شأن دويلاتهم التي يتناسون ذكرها. بعد هذا البيان الرباني إثباتا لا ادعاءً لما أحسن المبصرون بأمره من أتباعهم بوصفه «طوفان الفساد والبلاد» لم يبقى عذر لأحد للتهاون معهم بعد الآن. والساكت عن الحق شيطان أخرس. الحقُ يُقال لم يسكت أهلنا في الجنوب يوما فثاروا الثورات وأبيد منهم المئات في الزركة وغيرها. فهم طالما كانوا أهلا للأصالة والإباء. ويزخرون بخيرة الرجال والنساء القادرين على الإدارة والدفاع عن العراق وإن غيبهم الدخلاء لحين. وقد حان أوان أن يكون صوتكم مدوي الفعل والأثر على حاضر ومستقبل العراق بما يضاهي فعل المقاومين والمعتصمين. اللهم إني بلغت.