بقلم : قائد دربان الثلاثاء 2013-12-03 23:46:35 إقرأ المزيد ل ( قائد دربان ) بينما كنت أحادث أحد أصدقائي الأعزاء عن مساوئ هذا الزمن وكيف وجدنا أنفسنا كجنوبيين في واقع أمَّر من المُر جراء همجية المُحتلين الجدد التي عبثت بأرواحنا ودمائنا وأستبدت بعيشنا وكرامتنا وأمننا وإلى حد الشعور إننا بتنا غرباء في وطننا !!. قاطعني هذا الصديق العزيز بكلام قائلاً : نعم يا أخي هكذا هو إحساس غالبية الجنوبيين فالمعاناة واحده وهي التي أستحثَّت الجميع لمقاومة هذا المحتل حتى يرحل من أرضنا ونعيد بناء دولتنا لنعيش آمنين مطمئنين .. وجدد بالقول لي : يا أخي المستقبل الذي ننشده سنبلغه بإذن الله لأننا أصحاب حق واضح كوضوح الشمس في رابعة النهار و الحق مآله أن ينتصر دائماً . ولكن هنا لي أمر يشغل بالي دائماً فأتحيَّر فيه كثير ويأخذ مني وقت من التفكير .. فقاطعته : وما طبيعة هذا الأمر أفصح لي ياصدقي لأشاركك تفكيرك . فرد لي : طبيعة هذا الأمر تتعلق بوطنية زمان ووطنية اليوم ، فالذكريات تشدني إلى ذلك الماضي الذي كنت فيه طفلاً مابين التاسعة أوالعاشرة من العمر ومعي عدد من الأطفال في مثل عمري ويزيد قليلاً حيث كنا نَرعي الأغنام في الشعاب والوديان القريبة من معسكرات الإنجليز وقد باغتنا عدد من جنود الإنجليز بمدرعاتهم وأستوقفونا وهم مبتسمون وأخذوا يوزِّعون علينا حلويات وبسكويت ونقود ثم بعد ذلك سئلوننا وبلطف : هل تعرفوا مكان الثوار ؟! ففهمنا مقصدهم ولكن غيرتنا على وطننا لم تسمح لنا أن نوشي بمكان الثوار رغم معرفتنا بمكانهم تماما ً ، فما كان منا إلا أن تغابينا عليهم فقلنا لهم تريدوا تعرفوا مكان ألثوار؟ قالوا نعم ، فأشرنا لهم بأيدينا نحو عدد من الثيران المتواجده في أسفل الوادي وقلنا شوفوا الأثوار ، هذه هي التي في الوادي . فردوا علينا هذه بقر مش ثوار وعادوا الجنود الإنجليز بمدرعاتهم العسكريه خائبين فيما نحن نستغرق بالضحك لأننا عرفنا كيف نحتال عليهم حفاظاً على حياة الثوار . وأردف بالسؤال لي ألم تجعلك هذه الوطنية التى تحلِّى بها أطفال زمان في تفكُّر مُذهل وأنت ترى في زماننا هذا قوى الإحتلال الشمالية تقتل رجالنا و نسائنا وأطفالنا وتهدِّم ديارنا وتعبث بممتلكاتنا وثرواتنا وتُضيِّق الحياة من حولنا ، ورغم كل هذا الذي نقاسيه يتوفِّر أُناس من بني جنوبنا يخدمون هذا المحتل ويدلّونه على بيوت الناشطين السلميين بل أن البعض يتولَّى الغدر بالرموز النضاليه الذي أستعصى على المحتل الوصول إليها فما رأيك في هذه المفارقه ؟! . فقلت له : يا صديقي إنها مفارقة مذهلة فعلاً وتستدعي من الجميع التفكّر كيف صار ألإطفال كباراً يذودون عن الوطن بحدقات أعيُنهم والكُبار باتوا صغاراً يسترخصون حياة أخوانهم ويتنكرون لوطنهم ؟!!. وسلاماً لك يا صديقي ولكل أُباة ذاك الزمان الذين أهتصروا من الجوع ولم يسقطوا أمام المُغريات . 65