د. محمد عثمان الثبيتي هذه عشر خطوات أرى أنها هامة حتى تنجح وزارة التربية والتعليم في تحقيق أهدافها : ِ1- أن تكون وزارة التربية والتعليم ذات ديناميكية لا تهدأ ، وعمل دؤوب لا يتوقف ، ولكن بمنهجية علمية لا تقبل الاجتهادات الشخصية بقدر ما تُرسخ لعمل مؤسسي ينطلق من دراسة الواقع ويُنفَّذ بأحدث ما توصل إليه الفكر التربوي . 2- تحديث الإدارة العُليا عن طريق إعادة هيكلة المناصب القيادية وتقليص التسلسل الهرمي والعمل إما وفقاً للأسلوب الأفقي أو الشبكي لتجسير الهوة بين مراكز صُنع القرار بهدف تسريع اتخاذه ، مع الأخذ في الاعتبار ضخ دماء جديدة فيها تُحرِّك الراكد وتستوعب التغيير كوسيلة للتطوير . 3- تسليم مشروع « تطوير « الذي كثُر اللغط حوله منذ أن أُقر حتى الآن لبيوت خبرة عالمية لها باع طويل في الحقل التربوي بهدف تصميم استراتيجيات منطقية تتواءم مع أهدافه وتتفق مع فلسفة المُجتمع المُستهْدَف ، آخذة - أي الوزارة - عدم الارتهان للأصوات النشاز التي تُسوِّق لأفكار لا تعيش إلا في أذهانهم المتوجسة لكل ما هو جديد . 4- تقييم الإدارة الوسطى والمتمثلة في مديري التربية والتعليم في المحافظات والمناطق ، وإعادة النظر في استمرارية أغلبهم لأنهم صبغوا إداراتهم بفكر أُحادي التوجه ، فلا تتنفس الإدارات التعليمية إلا أُكسجينه ، ولا يُنفَّذ إلا توجيهات سعادته . 5- إعادة النظر في جهاز الإشراف التربوي الذي يُعدُّ واحداً من أبرز أساليب الهدر في الوزارة ؛ فالبون شاسع بين الهدف من الإشراف كوسيلة للنمو المهني وبين الواقع الذي لا يتجاوز أن يكون محطة للراحة من عناء الحصص الدراسية ، لذا يجب تقليص الإشراف وحصره على تزويد المعلمين بالخبرات والاتجاهات الجديدة في مجال العمل من خلال دورات تدريبية مُكثفة والإبقاء على زيارة الحاجة فقط للمدرسة ، وحبذا لو طال التقليص عدد المشرفين وإعادتهم للميدان كخبراء مُقيمين في المدارس . 6- نقل الجودة من كونها ملفات تُعد باحترافية عالية إلى واقع يلمسه الطالب قبل أي عنصر آخر من عناصر العملية التربوية ؛ وينعكس أثرها على البيئة المدرسية كمُستهدف أساسي ؛ فواقع الجودة في مدارسنا لا يخفى على أحد ، وتطبيق معاييرها لا يعدو أن يكون مسرحية هزلية محبوكة النهاية !! 7- إسناد التدريب التربوي لمراكز تدريب احترافية تقوم بتحديد الاحتياجات الفعلية لمنظومة العمل التربوي وإعداد حقائب تجمع بين الجانب المفاهيمي والتطبيقي ، مع مطالبة هذه المراكز بإلحاق مشرفي التدريب الحاليين سواءً في الوزارة أم الإدارات التعليمية ببرامج تأهيلية خارجياً نظراً لأن معظمهم مُجتهدون . 8- الانتقاء الدقيق لمديري المدارس باعتبارهم قادة للتغيير في أماكن عملهم ، وأجزم أن الوزارة لو وُفقت في الاختيار ومنحتهم الصلاحيات اللازمة بشكل فعلي لا ورقي وحفزتهم - مادياً ومعنوياً - ووضعت نظاماً للرقابة بعد توفير فرص النجاح لهم لوجدنا بيئات عمل مُحفِّزة وتنافساً منقطع النظير في مدارسنا ؛ ولعل تجربة قطر في استقلال المدارس أنموذجاً يُحتذى في هذا السياق . 9 - إيقاف العمل بالنماذج المُطبقة للمباني المدرسية حالياً والتي لم تراعِ بعض المتطلبات التربوية مثل قاعات لممارسة الأنشطة الطلابية ومسرح مُجهز ، بقدر ما قامت على تصميم كلاسيكي يراعي عدد الفصول على حساب الخدمات التربوية الأخرى . 10 - إعداد المعلم بحيث يكون على مسارين الأول « قبْلي « ويتم بالتنسيق مع الجامعات وتحديداً كليات التربية ، حيث يتم إعادة النظر في البرامج المقدمة من خلال تحديد النوعية المطلوبة للقيام بمهمة التدريس وبناء برامج كلية التربية وفقاً لذلك ، بينما يكون الثاني « بعْدي « ويتمثل في التأهيل المستمر أثناء الخدمة على اعتبار أن التربية مُتغيِّرة في ذاتها وحيوية في تفاعلها ومتأثرة بالتغيرات المُحيطة بها والتي تؤثر فيها وتتأثر بها . خالص الأماني .. وصادق الدعوات .. للوزارة الأم في عهدها الجديد بالتوفيق لتحقيق تطلعات القيادة ، وتحقيق أحلام المهمومين بالتربية وشئونها . [email protected] @dmohammadalthob [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (33) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain صحيفة المدينة