حذر المفتي العام رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، من الحلف بالطلاق قائلًا: إن من الخطأ بالأيمان الحلف بالطلاق، فهو منكر ولا يجوز ومخالف للشرع فالحلف الواجب هو الحلف بالله وأسمائه وصفاته. وشدد المفتي أنه عندما تطلب اليمين في خصومة فعلى العبد أن يحاسب نفسه قبل أن يحلف فهل حلفه صدق وعلى يقين بحلفه على الحق فعليه أن يتقي الله ولا يكذب ولا يحلف زورًا على باطل لأخذ الأموال أو الفوز على الخصوم بغير حق طمعًا في الدنيا ونسيانًا للآخرة، فالأيمان الفاجرة تمحق المكاسب والخيرات. وأضاف المفتي: إن الله جل وعلا بين أحكام تصرف العبد القلبية والقولية والفعلية ومؤمن محكوم بشرع الله فيما يأتي ويذر والله سبحانه وتعالى قد أكمل هذا الدين بجميع أحكامه وأركانه وواجباته وفرائضه ومن هذه الأحكام أحكام اليمين فقد بين الإسلام هذه الأحكام الجائز منها والممنوع، وما يتعلق بذلك من آداب اليمين. مبينا أن اليمين حلف لتأكيد المحلوف عليه، فللأيمان آداب منها: ان الحلف تعظيم للمحلوف بالمحلوف عليه، ولهذا وجب أن يكون حلفنا بالله عز وجل أو بأسمائه وصفاته، فلا يجوز الحلف بغير الله، فإن الحلف بغير الله شرك أصغر ما لم يعتقد أن المحلوف به في منزلة الخالق قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك»، وقال صلى الله عليه وسلم: «من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت». وأردف المفتي أنه على العبد أن يقلل من الأيمان قدر الاستطاعة ، فخلق المسلم الصدق فيما يقول فإن احتاج إلى اليمين حلف وإن لم يحتجها كف واستغنى عنها، فربما الإكثار منها جر إلى الكذب بهذه الأيمان، فلابد من حفظ الأيمان بعدم التكثير منها وتكفيرها عند الحنث بها، كل ذلك احترام لليمين وتعظيم لشأنها. ولابد من تصديق من حلفك بالله. وكذلك إذا وقع من العبد الحلف نسيانا فليقل: (لا إله إلا الله). كما يجب على الحالف أن يكون صادقا في يمينه، فيحذر أن يكون كاذبًا، فإن الحلف بغير الله كاذبا كبيرة من كبائر الذنوب بل إن هناك من يعظم المخلوق أكثر من الخالق فإذا قيل له احلف بالله لحلف كثيرًا وهو كاذب، وإذا قيل له احلف بغير الله من البشر أو الجمادات أو الشرف أو النبي لرفض. أن تنفذ ما حلفت به إن لم يكن في ذلك إثم وعدوان، فلا يمنعن اليمين بالله الإصلاح بين الناس أو القيام بالبر وقول الصدق، فعلى المسلم ألا يجعل الأيمان صارفة له عن القيام بالواجب والمستحب. وأن يكون الحلف وفق ما استحلف عليه العبد، فلا يحلف بيمين يظن بها المحلوف له بأنه خلاف الواقع. كذلك بر المسلم لقسم أخيه. بالإضافة إلى ألا تكون اليمين وسيلة لاقتطاع أموال المسلمين، فبعض الأيمان فاجرة لأخذ أموال الناس بالإثم والعدوان. مشير إلى أن الله جعل كفارة اليمين على قسمين: قسم مخير فيها بين إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، وقسم الصيام ثلاثة أيام كفارة لليمين، ولا يكون الصيام إلا بعد العجز عن الإطعام والكسوة. فحافظوا على أيمانكم واحذروا اليمين الغموس. وكذلك من الحلف الباطل الحلف بغير ملة الإسلام. صحيفة المدينة