كتب - نشأت أمين: ثمن فضيلة الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى المبارك رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس رئيس هيئة العلماء والدعاة ببيت المقدس الدور القطري في دعم القضية الفلسطينية بوجه عام وقضية القدس على وجه الخصوص مشيرًا إلى أن قطر كانت البلد الأول الذي لبى نداء المقدسيين بحماية المدينة المقدسة التي تتعرض للتهويد والانتهاكات والتهجير القصري بعد أن تهمّشت القضية وانشغل الناس عنها بسبب الأحداث التي تشهدها المنطقة العربية والإسلامية. وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب : أتينا إلى هذا المكان من أرض الإسراء والمعراج من رحاب المسجد الأقصى المبارك (وشاء الله أن يكون النداء من على منبر المسجد الذي كان لي شرف التواجد أثناء افتتاحه في عهد صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله) لنذكر العالم بهذه القضية العادلة. وأضاف : فالمسجد الأقصى أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين يتعرض لانتهاكات تمس حرمته وقد أمرنا ديننا بالحفاظ عليه، فالرسول محمد صلى الله عليه وسلم يقول "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاث مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى" فهذا مسجدكم رديف الحرم المكي والحرم النبوي يناديكم لحمايته والدفاع عنه.. سائلا المولى القدير الأمن والأمان لأصحاب الديار في قطروفلسطين وسائر بلاد المسلمين. وواصل الشيخ عكرمة خطبته بقول الله تعالى "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ" موضحا أن هذه الآية هي الأولى من سورة الإسراء وسميت بهذا الاسم لأنها تتحدث عن معجزة عظيمة وهي الإسراء بالنبي من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى كما سميت السورة باسم "بني إسرائيل" لأنها تتحدث عن فسادهم وإفسادهم. وأضاف: بدأت السورة ب"سبحان" وهي الوحيدة في القرآن التي تبدأ بهذه الكلمة فهناك سور تبدا ب "سبح" وسور أخرى ب "يسبح" لكن تفردها بهذه البداية دليل على أن الله يحكي عن معجزة فريدة من نوعها وأن هذه المعجزة ترتبط بعقيدة المسلمين وإيمانهم لذا فإن ارتباطهم بها ارتباط عقيدة وإيمان بالأقصى المبارك والقدسوفلسطين. وأوضح أن الإسراء يضم تحت عباءته معجزات عدة "لنريه من آياتنا" ومن هذه المعجزات عروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماوات العلا.. ويقول العلماء في هذا السياق "القدس بوابة الأرض إلى السماء وبوابة السماء إلى الأرض لأن الأنبياء هبطوا جميعاً إلى الأقصى وأمهم النبي صلى الله عليه وسلم فهو إمام المرسلين وخاتمهم ورسالته الدائمة الشاكلة إلى يوم الدين كما أن الرسول عرج إلى السماء العليا من نفس المدينة أيضا. مضيفا: من معجزات تلك الليلة أيضا أن النبي ركب البراق وسمي كذلك لأنه أسرع من البرق وحائط هناك يسمى حائط البراق لأن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ربط البراق بحلقة من حلقات هذا الحائط. وقال الشيخ عكرمة صبري: إن جذور المسلمين جميعًا ممتدة إلى القدس وهي جذور إيمانية إسلامية وقد أقر الله إسلامية هذه الديار وفتحها عمر بن الخطاب رضي الله عنه سلميا وأعطى الأمان لأهلها ووقع العهد العمري.. وطالب خطيب جامع الإمام الوعاظ والمشايخ أن يشرحوا العهدة العمرية لتلاميذهم ومريديهم وأبنائهم لما تحويه من دروس وقدرة للإسلام على حماية غير المسلمين. وحكى إمام المسجد الأقصى قصة دخول عمر بن الخطاب بيت المقدس مشيًا على الأقدام فقد كان يتناوب على ركوب الراحلة هو ومرافقه "أسلم" وحين وصل الركب على مشارف المدينة ومن أعلى أحد الجبال المطلة على القدس كبر عمر بن الخطاب وركع وصلى فسمي الجبل "جبل المكبر" ويقع في الجهة الجنوبية من المدينة.. وأوضح أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فعل ذلك لأنه كان يتمنى هذا الفتح حين سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن بيت المقدس سيفتح على يد رجل صالح وتمنى أن يكون هو هذا الرجل المعني بكلام النبي عليه الصلاة والسلام. واستكمل حديثه: حينما وصل كان دور عمر أن يقود الراحلة فلم يطلب من مرافقه الركوب فدخلها سائرا على قدميه فلم يدخل رضي الله عنه بدبابة ولا طائرة ولا صاروخ بل آمنا مطمئنا لذا أسلم معظم أهل فلسطين بعدالة الإسلام الذي تربى عليه عمر فسماحة الإسلام تمتلئ بها تصرفاته رضي الله عنه حين دخل كنيسة القيامة وطلب منه البطريرك أن يصلي فيه فخرج عمر من الكنيسة وصلى خارجها كي لا يهدمها المسلمون بعد ذلك وهذا هو الدين العظيم دين السماحة والقيم الدين الشامل الكامل الدائم المُنزل من عند الله تعالى. وأكد الشيخ عكرمة أن وحدة وقوة المسلمين لا تكون إلا بالإسلام داعيا إلى وحدة الصف والقلوب والعمل "إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص" وقال صلى الله عليه وسلم "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا". مؤكدًا أن الاتحاد كان غاية النبي المصطفى الذي قاد البشرية للهداية والسعادة. وأضاف: غريب أمر هذا النبي فحين يتطاول عليه الناس تجد ذكراه تكبر وتكبر "ورفعنا لك ذكرك" فالله رفع قدره وذكره ولا ينال منه ومن سيرته أحد فها هو النبي يقول لابنته فاطمة رضي الله عنها "إن الله مانع أباك" فمهما حاول المتطرفون النيل منه والتحقير من دينه ينتشر الإسلام ويكثر متبعوه وكلما هاجموا الإسلام وتعرضوا لنبيه انتشر الدين الحنيف بقوة وازداد محبوه أكثر وأكثر. وطال إمام المسجد الأقصى الآباء والأمهات الأجداد والجدات الأعمام والأخوال أن يقتني كل منهم بكتاب عن سيرة النبي إلى جوار القرآن الكريم في بيوتهم وأن يخصصوا وقتًا للجلوس مع أبنائهم لتعريفهم وتعليمهم بحياته صلى الله عليه وسلم ليعيشوا حياته ويعرفوا ما تضمنته هذه السيرة العطرة من عظات وقيم. جريدة الراية القطرية