اتفقت الأطراف المشاركة في الحوار الوطني في تونس على "تكوين لجنة مصغرة، في إطار هذا الحوار، ستهتم بمتابعة عمل حكومة مهدي جمعة وإسنادها والتفاعل معها والتنبيه إلى الأخطاء إن وجدت"، في وقت اعتقلت فيه قوات الأمن رئيس ميليشيا "الرابطة الوطنية لحماية الثورة" المقربة من حركة النهضة . وأعلن حسين العباسي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل (أحد أطراف الرباعي الراعي للحوار الوطني) في تصريح عقب جلسة للحوار الوطني عقدت الليلة قبل الماضية، أن هذه اللجنة التي سيقع تحديد تركيبتها في جلسة مقبلة، ستتولى أيضاً المتابعة الدقيقة لما سيسفر عنه الحوار الوطني وما يستجد بالبلاد في كافة المجالات . وأضاف أن هذه اللجنة ستعمل على "امتصاص الإشكاليات الطارئة التي يمكن أن تشهدها الساحة الوطنية"، مؤكداً أهمية دورها، "كفضاء لمعالجة هذه الإشكاليات واستشراف ما قد يحدث، قصد تجنيب البلاد أكثر ما يمكن من الهزات ومساعدتها على تجاوز الوضعية الهشة التي تمر بها"، على حد قوله . كما تم الاتفاق، وفق العباسي، على تبويب المواضيع التي ستطرح خلال جلسات الحوار القادمة، حسب أهميتها، على أن يتم الانطلاق بالنظر في المواضيع العاجلة والمتعلقة بالمسارين الحكومي والتأسيسي، لتناقش المسائل الأخرى تباعاً . وشدد العباسي على أن الحوار الوطني الذي استؤنف، أمس، لم ولن ينقطع وسيتواصل إلى حين إجراء الانتخابات التي ستشهدها البلاد في الفترة المقبلة . يشار إلى أن جلسات الحوار الوطني التي يشارك فيها 20 حزباً سياسياً توقفت في مطلع شهر يناير/كانون الثاني الماضي عقب اتفاقها على اختيار مهدي جمعة لتشكيل حكومة تكنوقراط تتولى تسيير ما تبقى من المرحلة الانتقالية وتنظيم الانتخابات المقبلة . من جانب آخر، أعلنت وزارة الداخلية التونسية، أمس الخميس، أن الشرطة أوقفت مساء الأربعاء في مدينة الكرم (شمال العاصمة) قيادياً في ميليشيا محسوبة على حركة النهضة الإسلامية، إثر تهجمه في شريط فيديو على نقابات الأمن . وقال محمد علي العروي الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية، إن الشرطة أوقفت، مساء الأربعاء، عماد دغيج بإذن قضائي . ويقدم دغيج نفسه على أنه رئيس "لجنة حماية الثورة بالكرم" التي يُعتقد أنها من أفرع "الرابطة الوطنية لحماية الثورة" المحسوبة على حزب "حركة النهضة" الإسلامي والمتهمة باستهداف معارضي هذا الحزب بأعمال عنف . وأضاف العروي ان الشرطة أوقفت أيضاً 22 شخصاً من سكان مدينة الكرم بعدما اشتبكوا مع قوات الأمن احتجاجاً على اعتقال عماد دغيج . وكان دغيج تهجم في شريط فيديو نشره، الثلاثاء، على الإنترنت، على نقابات أمن، ووصف المنتمين إليها بأنهم "جراثيم ومجرمو وزارة الداخلية" . وقال دغيج "نحن لا نستسلم، ولن نموت إلا بعد القضاء عليكم" . وكانت نقابة أمن أعلنت في بيان نشرته، الثلاثاء، أن دغيج "هدد (عبر الإنترنت) بقتل واستباحة دماء رجال الأمن والتنكيل بهم" . وأوضحت أن التهديد جاء بعدما أخلت الشرطة بالقوة مقر بلدية الوردية (وسط العاصمة) الذي قالت إن "عدداً من المنحرفين أطلقوا على أنفسهم لجنة حماية الثورة، قاموا باحتلاله" منذ نحو 3 سنوات . ولوحت النقابة في بيانها بالتصعيد إن لم تقم السلطات بتتبع عماد دغيج أمام القضاء . وتطالب أحزاب المعارضة وعدد كبير من المنظمات الأهلية بحل "رابطات حماية الثورة" التي تشكلت بعد إطاحة النظام السابق، وتتهمها بالتحول إلى ما يشبه الميليشيات التي استغلتها حركة النهضة الإسلامية، وممارسة العنف، حتى إن خريطة الطريق التي أوصلت مهدي جمعة إلى رئاسة الحكومة الحالية تنص على ضرورة حل هذه "الرابطات" المثيرة للجدل . وتعهد جمعة بحل هذه الرابطات، وقال في أول خطاب له إن "للثورة دولة تحميها"، علماً بأن الاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر منظمة نقابية في البلاد) كان شدد في وقت سابق على ضرورة حل هذه الرابطات التي سبق أن اعتدت على عدد من مقارّه . (وكالات) الخليج الامارتية