GMT 0:10 2014 السبت 29 مارس GMT 7:15 2014 الأحد 30 مارس :آخر تحديث الرياض ليس الكلام عن العلاقات التاريخية بين المملكة والولاياتالمتحدة الأميركية إضافة مهمة لتبيين أهمية زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى المملكة أمس؛ لأن الأهمية الكبرى كامنة في توقيت الزيارة المتوافق مع تطورات إقليمية ودولية مهمة. ذلك أن مواقف الإدارة الأميركية الأخيرة تجاه الكثير من القضايا المفصلية تتسم بشيء من الغموض والتردد، فضلا عن أهمية إعادة ترتيب الأولويات، وهو ما يبدو أن واشنطن عازمة عليه من خلال الزيارة؛ لأن التوافق مع الرؤية السياسية للحليف التاريخي الأبرز في منطقة الشرق الأوسط هو المسار البدهي. في الإطار العام، هناك أربعة ملفات مهمة، بعضها ذات امتداد زمني طويل، وبعضها طارئ قد يمتد، وأول هذه الملفات هو: الأزمة السورية، بكل ما يحيط بها من تذبذب الموقف الأميركي بين الحزم والترهل، وثانيها: الصراع العربي الإسرائيلي الذي تميل فيه الولاياتالمتحدة إلى الطرف الآخر، وتعمل ما استطاعت من أجل ترجيح كفته، أما الملف الثالث فهو: الموقف الأميركي من جماعة الإخوان المسلمين، وفيه يظهر ميل الولاياتالمتحدة الواضح لهذه الجماعة التي يمكن أن تحقق لها أمن إسرائيل عبر تفتيت الجيوش العربية، وإضعاف تأثير الدول المستقرة، وكثير من المحللين يرون أن أمن إسرائيل هو المفسر الحقيقي لكثير من السياسات الأميركية في الشرق الأوسط، وأن تأييدها المعلن والخفي ل"الإخوان" نابع من حرصها على إيجاد أسباب تخلق لإسرائيل المزيد من التفوق، ورابع الملفات هو: "النووي الإيراني"، وهو أحد محاور الاختلاف، بعد التساهل الكبير الذي مارسته أميركا مع إيران في هذا الصدد، على إثر الاتفاق التمهيدي الذي وقعته مجموعة "5+1" مع إيران في نوفمبر الماضي، وهو ما رحبت به المملكة ودول الخليج، بوصفه خطوة على الطريق نحو اتفاق شامل ودائم بشأن البرنامج النووي الإيراني، بيد أن هناك مخاوف من أن تستغل إيران هذا الاتفاق فتجعله غطاء لتطوير برنامجها، مما يؤثر على أمن الخليج. ومهما تكن مناطق الالتقاء والاختلاف، فإن العلاقات السعودية الأميركية تبقى أنموذجا لنوع خاص من العلاقات الدولية القائمة على الصراحة، ونوع خاص من الندية، لا التبعية المطلقة، وهو ما ظهر في أثناء تصريحات مساعد مستشارة الأمن القومي الأميركي بن رودس، حين قال إن "علاقاتنا مع السعوديين أقوى اليوم مما كانت عليه الخريف الماضي، عندما واجهنا خلافات تكتيكية بيننا"، مؤكدا على أن التحسن حصل بفضل تعاون وثيق بينهما من أجل تنسيق دعم المعارضة السورية. ايلاف