صحف الامارات/ افتتاحيات. أبوظبي في 26 أبريل / وام / اهتمت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم في مقالاتها الافتتاحية باتفاق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية والمخاوف من أن يظل هذا الاتفاق حبرا على ورق وأن لا يرى النور إضافة إلى الفوضى الهدامة التي تعصف بليبيا حاليا في ظل عجز وشلل مؤسساتها . فتحت عنوان " المصالحة الفلسطينية وشيطان التفاصيل " قالت صحيفة البيان إن اتفاق المصالحة الفلسطينية الذي وقعته منظمة التحرير الفلسطينية وحركة حماس الأربعاء الماضي خطوة في الاتجاه الصحيح رغم أنها تأخرت كثيرا حيث يؤمل من هذه المصالحة أن تنهي الانقسام الذي طبع المشهد الفلسطيني منذ سبع سنوات أنهكت القضية الفلسطينية وحيّدتها عن الأجندة الدولية. وأضافت الصحيفة " لكن وبما أن هذا الاتفاق أتى بعد أربع سوابق مماثلة هي اتفاق مكة أولاً ثم اتفاق القاهرة ثانياً تبعه آخر وقع في الدوحة وعادت القاهرة لتحتضن اتفاقاً رابعاً إلى أن وصلنا إلى اتفاق غزة الأخير .. لذلك فإن المخاوف تبقى قائمة أن يظل هذا الاتفاق حبراً على ورق وأن لا يرى النور لأسباب عدة أهمها مبدأ المحاصصة السياسية الذي انتهج في التوصل إلى الاتفاق وتحييد عدد من فصائل العمل الوطني المهمة كالجبهة الشعبية وحركة الجهاد الإسلامي على سبيل المثال عن المناقشات والاجتماعات التي سبقت الإعلان عنه . وقالت " والأهم أن فترة الأسابيع الخمسة التي حددت لتشكيل حكومة التوافق الوطني تفتح الباب أمام عمليات تخريب الاتفاق ومحاولات إجهاضه على المستويين الداخلي والخارجي خاصة أن إسرائيل والولايات المتحدة توعدتا الفلسطينيين بعد الإعلان عن الاتفاق وتحاول إسرائيل وأده بأي ثمن .. أما على المستوى الداخلي فإن هناك العديد من التيارات المتشددة داخل حركتي فتح وحماس ترفضان أي مصالحة خاصة أن هناك الكثير من المستفيدين من الانقسام ومن تاجروا به وتربحوا من ورائه .. أضف إلى ذلك أن اتفاقاً كهذا يستلزم رعاية وضمانات من أطر ومنظمات فلسطينية محايدة للإشراف على التطبيق الأمين لبنوده وعدم تراجع أي طرف عما تعهد به " . واختتم الصحيفة قائلة " لذلك وحتى لا يكمن الشيطان في التفاصيل فإن على طرفي الانقسام المسارعة إلى تطبيق دقيق لبنود الاتفاق خطوة خطوة بدءاً بتشكيل حكومة وحدة وطنية مروراً بالمصالحة المجتمعية والإفراج عن المعتقلين السياسيين لدى الطرفين ودمج الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية وقطاع غزة وانتهاءً بانتخابات رئاسية وتشريعية حتى يقول الشعب كلمته وتعاد اللحمة إلى الوطن " . من جانبها وتحت عنوان " ليبيا .. الفوضى الهدامة " قالت صحيفة الخليج عندما نتحدث عن ليبيا إنما نتحدث عن قطر عربي، وضع هو الآخر على لائحة الموت وتحول إلى مشروع ضحية وسط هذا الإعصار الأعمى المدمر الذي يجتاح الوطن العربي من مشرقه إلى مغربه .. ضحية تكاد تكون منسية لا أحد يعينها على مصيبتها أو يشفق عليها أو ينقذها من مصير مجهول أدخلت فيه عنوة . واضافت الصحيفة " ليبيا مظلومة وشعبها مظلوم صدق الفرية ووقع في الفخ كما وقعت شعوب أخرى تحولت إلى أدوات للصراعات الإقليمية والدولية وسيقت إلى ساحات الموت باسم الحرية والديمقراطية فإذا بها ضحية الطائفية والمذهبية والتطرف والتكفير ومشاريع التقسيم والتجزئة والتذرير ". وذكرت " ليبيا الآن مرتع للفوضى دولة سائبة ومتروكة بلا نظام ما أقيم فيها من مؤسسات عاجزة ومشلولة تبدو أشبه بغابة يسرح فيها الأوغاد والأشرار وقطاع الطرق والعصابات المسلحة التي تحمل اسم ميليشيات الشعب مغلوب على أمره تحول إلى رهينة بيد المسلحين الذين تحولوا إلى مجموعات من المرتزقة تمارس القتل والاغتيال والاختطاف العشوائي. ولفتت الصحيفة إلى أن الأخطر من كل ذلك هو أن ليبيا تحولت إلى "ولادة" للإرهاب العابر للحدود ومصدر لتهريب السلاح المتنوع الأشكال والأغراض الذي نهب من مخازن النظام السابق وبات متاحاً لكل ما هب ودب من منظمات إرهابية في ليبيا وجوارها وإلى أبعد من ذلك .. ليبيا تحولت بعد " تحريرها " إلى مصدر خطر للأمن والسلام الإقليمي والدولي .. والعالم يتفرج على جرح آخر مفتوح على المجهول .. بعد العراق وسوريا وغيرهما . وقالت " ليس مقبولا لا إنسانيا ولا سياسياً ولا أمنياً ترك ليبيا هكذا مصدر خطر على الجميع تخرج من جنباتها الثعابين والعناكب .. ليس مقبولاً أن تبقى خنجرا مسموما في ظهر أشقائها وجيرانها .. لقد فعلها الغرب في ليبيا واكتفى بالتفرج وترك الفوضى الهدامة تفعل فعلها " . واختتم الصحيفة قائلة " الغرب جرد الحرية والديمقراطية من معناهما القيمي والأخلاقي والإنساني وحول الساحات العربية باسمهما إلى مقتلة وأكوام جثث وسداح مداح للفوضى والتخريب والتكفير .. آن للعرب أن يدركوا ما يجري على أرضهم ومن حولهم .. فالخراب عميم والسفينة تغرق .. متسائلة : ألا يستدعي كل ذلك وقفة موحدة لتدبر الأمر وإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟. - خلا -. تابع أخبار وكالة أنباء الإمارات على موقع تويتر wamnews@ وعلى الفيس بوك www.facebook.com/wamarabic. . . وام/أ ظ/سر وكالة الانباء الاماراتية