دبي - لؤي عبدالله: شهدت أسعار الأراضي في دبي ارتفاعاً بنسب متفاوتة خلال الربع الأول من العام الجاري تتراوح بين 20 - 25% في المتوسط وتختلف نسب الارتفاع من منطقة إلى أخرى تبعاً لحجم الطلب . وقالت مصادر عاملة في القطاع العقاري إن سوق الأراضي شهد ارتفاعاً ملحوظاً في معظم مناطق دبي وخاصة في المناطق التي تتعلق بتطوير مجمعات الفلل ومشروعات التجزئة والضيافة المتوسطة إضافة إلى أراضي تطوير ذوي الدخل المتوسط. أوضحت المصادر أن قطاع الفلل السكنية يملك المقومات الاستثمارية الكافية لاستيعاب المزيد من المشاريع التطويرية في هذا المجال في ظل تنامي حركة الطلب على هذه المنتجات التي تصدرت قائمة اهتمامات المستثمرين والمشترين النهائيين لارتفاع عوائدها، في الوقت الذي لا يلبي المعروض الحالي في سوق دبي حجم الطلب الذي اتخذ منحنى تصاعدياً منذ العام الماضي، مشيرة إلى شح وحدات الفلل مقارنة بغيرها من المنتجات . وتوقعت المصادر أن يشهد عام 2014 استمرار ارتفاع الأسعار، ولكن بشكل أقل من العام الحالي، نظراً لاتضاح الرؤية وإدراك العديد من المستثمرين ان سبب الطلب المرتفع على الأراضي هو توقعات مستقبلية لنمو السوق وليس توقعات آنية . اتجاهات السوق وقال مهند الوادية، المدير الإداري في شركة "هاربور" العقارية، إن سوق الأراضي في الفترة الحالية يتجه إلى أراضي الفلل وتحديداً "ذا فيلا" و"الجميرا فيلج" و"المرجان" و"النخلة" مشيراً إلى أن قلة المعروض من هذه الأراضي ساهم في ارتفاعها بنسب متفاوتة بحسب المكان . وأضاف الوادية أن أسعار الأراضي في مشروع "ذا فيلا" كانت في 2011 تتراوح بين 90 إلى 100 درهم، أما الآن ومع نهاية الربع الأول أصبحت الأسعار تتراوح بين 300- 350 درهماً، الأمر الذي يعكس حجم الطلب مقابل شح العرض . وأوضح الوادية أنه في المرحلة الثانية تأتي الأراضي المخصصة التي تستهدف الطبقة المتوسطة وتحديداً في دبي لاند والإنترنشونال سيتي . وقال المدير الإداري في شركة "هاربور" العقارية ان الطلب يرتفع على أراضي شقق الفندقية والفنادق وتحديداً من فئة 3 و4 نجوم، وهناك توجه كبير للاستثمار في هذا النوع من الفنادق خاصة مع اطلاق رؤية دبي السياحية نجاح الإمارة باستضافة إكسبو 2020 الأمر الذي يعني حاجة الإمارة إلى مضاعفة عدد الغرف الفندقية الموجوده حالياً . وتأتي لاحقاً الأراضي المخصصة للمشاريع السكنية التي يبقى عليها طلب مرتفع في ظل النمو الاقتصادي الذي تشهده الدولة بشكل عام ودبي بشكل خاص مشيراً إلى أن أراضي المكاتب تأتي في المراحل الأخيرة بسبب زيادة المعرض . وتوقع الوادية أن يكون 2014 إيجابياً لسوق الأراضي على صعيد مختلف المجالات الاستثمارية ككل، بعد أن وضعت دائرة الأراضي والأملاك في دبي قوانين عدة ساهمت في توضيح الرؤية للسوق العقاري . الإجراءات العقارية ويعكس كم ونوع التصرفات والإجراءات العقارية التي سجلتها أراضي دبي للعام الماضي انتعاشاً متصاعداً ونمواً في أداء السوق العقاري في الإمارة بدعم مباشر من الحكومة المحلية التي لا تدخر جهداً في العمل على استقرار ونمو السوق وزيادة جاذبية الاستثمار العقاري وترسيخ ثقة المستثمرين به . وتوقع طارق رمضان، رئيس مجلس إدارة مجموعة ثراء القابضة أن يستمر تدفق السيولة في سوق العقارات بسرعة ووتيرة أكبر، في الوقت الذي بدأت شركات التمويل العقاري والممولون الاستثماريون بزيادة نشاطاتها الإقراضية مرة أخرى، وتعتبر هذه خطوة إيجابية وستشجع مزيداً من المشترين الذين يرغبون في الاستفادة من الفرص العقارية المتوافرة . وقال رمضان إن أسعار الأراضي ارتفعت بشكل كبير خلال الفترة الماضية وخاصة بعد نجاح دبي باستضافة إكسبو 2020 . مع توقع المستثمرين بارتفاع الطلب وزيادة الأسعار خلال السنوات المقبلة . وأوضح رمضان أن التنظيم القانوني للسوق العقاري في دبي ساهم في زيادة ثقة المستثمرين بالسوق وبالتالي زيادة الطلب الأمر الذي انعكس على الأسعار والذي بدوره ارتفع بنسب متفاوتة بحسب المنطقة . وقال إن التوجه بدأ نحو الأراضي التي تقع في الأطراف مثل جميرا فيلج وارجان والسليكون وخلال السنوات المقبلة سنشهد طلباً أكبر على الأراضي المجاورة لمعرض "إكسبو 2020" . وأضاف رمضان أن الطلب الأكبر خلال المرحلة الحالية على أراضي تطوير الفلل وهناك طلب كبير على هذا النوع من الأراضي مع قلة المعروض الأمر الذي انعكس على الأسعار . المناطق المستهدفة وقال إسماعيل الحمادي، المدير التنفيذي لشركة الرواد للاستشارات العقارية إن سوق العقارات في دبي سيستمر في النمو محققا مستويات عالية من الأداء والربحية موضحاً أن السوق شهد 30% زيادة في أسعار الأراضي منذ بداية العام في حين حققت أسعار الوحدات السكنية زيادة ما بين 30 إلى 40% بالمقارنة مع أسعار العام الماضي . وأشار الحمادي إلى أن هناك إقبالاً في دبي على الاستثمار في عدد من المناطق: "في مناطق التملك الحر هناك إقبال على مناطق برج خليفة، والخليج التجاري، قرية الثقافة، قرية جميرا، والنخلة . أما المناطق المحلية فتضم البرشا، جميرا، شارع الشيخ زايد، الجداف، الورقاء، ومردف" . وأكد الحمادي أن سرعة إنجاز المشاريع في دبي وطرحها بالسوق ساهم في دعم نمو الأسعار وزيادة لإقبال المستثمرين على العقارات . وتابع "ساهم المعدل المرتفع لتسليم المشاريع العقارية المنجزة في دبي بالإضافة إلى وجود العديد من المشاريع التي يتم إنشاؤها حالياً والتي يتوقع لها دخول السوق في المستقبل القريب في ازدياد إقبال المستثمرين على الفطاع العقاري بالإمارة خاصة أن دبي تواصل الاستثمار في بنيتها التحتية وتطوير خدماتها، وربط مناطقها المختلفة من خلال شبكة مواصلات حديثة ومتميزة . وتوقع الحمادي ان يحقق السوق العقاري في دبي معدلات نمو تفوق تلك التي تحققت العام الماضي ما سيسهم في دعم السوق وزيادة طلب المستثمرين على الوحدات العقارية المعروضة بالسوق وتحقيق طفرة عقارية في الإمارة. الخليج الامارتية